رؤى للارتقاء بسمعة جامعة عدن

مسعود عمشوش
اليوم تعدّ جامعة عدن إحدى أقدم الجامعات المرموقة في الجزيرة العربية. ومن بين خريجيها من يتبوأ اليوم مناصب سياسية وعلمية وإعلامية في الجزيرة العربية وفي بلادنا. ومن بين منتسبيها هناك عدد من الأساتذة المتمكنين فعلا من تخصصاتهم ولا يزالون قادرين على العطاء. ويقوم عدد منهم بالتدريس في الجامعات الخاصة أو الحكومية القريبة من عدن بمقابل مجزٍ للتدريس والإدارة.
وللأسف لاحظنا في الآونة الأخيرة، وبعد تعيين أعداد كبيرة من أعضاء هيئة التدريس المساعدة أكاديميا أو أكاديميا وماليا، اعتماد معظم الأقسام العلمية على هؤلاء الأعضاء بشكل كبير لاسيما في برامج البكالوريوس، تناسي تكليف أعضاء هيئة التدريس الأساسية ذات الخبرة، ليتفرغ بعضهم للتدريس في الجامعات الأهلية أو القيام بمهام إدارية ورئاسية فيها. وللأسف ليس هناك أثر فعلي لقرارات تفعيل العمل باستمارات النصاب التدريسي (8 ساعات للأستاذ، 10 للأستاذ المشارك، 12 للأستاذ المساعد، 16 ساعة لعضو هيئة التدريس المساعدة). وليس هناك أثر لقرار تفعيل اشتراط الحصول على ترخيص من الجامعة قبل العمل في جامعة أخرى أيا كانت.
وللحفاظ على سمعة جامعة عدن أقترح:
1- العودة حالا للعمل بورقة النصاب وضمان تعبئتها من قبل المدرس أو الأستاذ بنفسه وليس من قبل رئيس القسم.
2- التزام الأقسام بتضمين خططها وجداولها الأسبوعية ساعتين للنظري يقوم بهما الأستاذ وساعة للعملي يقوم بها معيد. وهذا كان مبين في خططنا حتى عام 2014.
وأنبه إلى أن إحدى الميزات التي تجذب اليوم في الجامعات الخاصة اهتمامها بساعات العملي والتدريب التي أصبحنا نهملها تماما في معظم كلياتنا لاسيما كليات العوم الإنسانية. واليوم إكساب المهارات يتم من خلال التدريب العملي.
3- التزام الأقسام العلمية بتوزيع مواد المستوى الأول والثاني من برامج البكالوريوس على أساتذة ذوي ألقاب وخبرة، وما أكثرهم اليوم. وعدم السماح لأي عضو هيئة تدريس مساعدة بالتدريس بدون إشراف مباشر من عضو هيئة تدريس قديم.
4- وعلى الرغم من أن التحاق الأعداد الكبيرة بأقسامنا أصبح حلما في كثير من الكليات التي ربما لا يتجاوز عدد الملتحقين بها ثلاثة أو أربعة طلاب، نؤكد هنا على ضرورة العمل بمبدأ التشعيب عندما يزيد عدد الملتحقين بأي قسم عن 30 طالب.
وأتمنى أن يشارك الجميع في وضع مقترحات يمكن أن تساعد على الحفاظ على سمعة جامعتنا وتمكينها من الصمود في وجه التحديات التي برزت مع إنشاء جامعات حكومية وأهلية كثيرة في عدن ومحيطها.



