كتاب عدن

في ذكرى الوحدةال35:لا وحدة ولا انفصال!!



من المآخذ على التوحد أنه تم بقرار سياسي ارتجالي دونما أخذه بالحسبان الشعب ، فحسب رأي هؤلاء أن القادة الموحدين صادروا حق الاستفتاء على التوحد ، وأن ما تم هو استفتاء على دستور الدولة الموحدة ، وبعد عام من إعلان قيامها يوم ٢٢ مايو ١٩٩٠م .

إنَّ الاستفتاء على التوحد اذا ما تم وقتها فإنَّ الجنوبيين ما كانوا سيرفضونه ، والله على ما أقول شهيد ، فالجنوبيين في غالبهم كانوا سيصوتون ب ” نعم ‘ للتوحد ؛ لأن المزاج العام كان مندفعًا إلى التوحد وبشكل عاطفي عارم ، وأكبر دليل هو كثافة العبور في نقاط الحدود ..

فلم يكن البيض سببًا مثلما يظن الكثير ممن لم يعش تلك الحقبة ، وإنما الإختلاف معه في طريقة التوحد الإندماجي المتسرع ، إذ يؤخذ عليه أنه لم يتعاط مع قرار مصيري مثل هذا بتأني وذكاء بحيث تتم العملية وفق خطوات متدرجة تبدأ مثلا بالصيغة الكونفدرالية أو حتى الفيدرالية .

الآن نجد أنفسنا إزاء أحاديث كثيرة ، فك ارتباط ، استقلال ، استعادة دولة ، حق تقرير المصير ، وسواها من التطلعات والخيارات بما فيها ديمومة التوحد بصيغة مُحدَّثة وعادلة .
ومن هذه الأفكار والأحاديث السارية الان أنه يمكن إقامة دولة اتحادية فيدرالية ثنائية أو متعددة الأقاليم .

فكثير من الجنوبيين تبدلت قناعاتهم خلال الأعوام الفارطة ، وهذا التغيير في القناعات كان محصلة تعقيدات اجتماعية واقتصادية وسياسية لم تكن بحسبان أو تصور أكثر المتشددين الحاملين لراية استعادة الدولة ، أو فك الارتباط .

خلاصة هذه النقاشات والحوارات ، بالنسبة للفئات التي ترى بإمكانية التوافق على دولة اتحادية بمضامين حديثة قابلة بالاستدامة ؛ هي أن هذه الدولة لا تكون مع جماعة مذهبية سلالية ، فمن الاستحالة التعايش أو التشارك معها .

أو مع هيمنة النسخة القبلية العسكرية المشوهة لروح التوحد خلال الثلاثة العقود الماضية ، وإنما لابد أن تؤسس وتقام مع قوى وطنية حداثية مؤمنة بحتمية الانتصار للمستقبل ، وطي تاريخ من الإخفاق والألم .

السؤال الجوهري والمهم الذي غالبا ما يطرحه هؤلاء : أين هي هذه القوى السياسية الحاملة لفكرة الدولة اليمنية بصيغتها التشاركية الجديدة ؟ .
سؤال جدي يشغل أذهان كثير من الجنوبيين الحائرين من قتامة الحالة اليمنية بعيد عشرة أعوام ونيف من الحرب ، وثلاثة عقود ونصف من التوحد مع القوى الخطأ ، وما ترتب عنه من اخفاق أفضى لهذه الحالة الشاذة من اللا وحدة واللا انفصال ..

محمد علي محسن

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى