لنحمي شبابنا.. أضرار السهر والتخزين في الليل بين غفلة الأهل وتهاون المجتمع

في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها مجتمعنا، برزت ظاهرة مقلقة باتت تنتشر بين أوساط الشباب بشكل لافت، وهي التخزين في ساعات المساء حتى أوقات متأخرة من الليل. هذه العادة، التي قد يراها البعض مجرد وسيلة للترفيه أو قضاء الوقت، تحمل في طيّاتها أضرارًا صحية ونفسية وسلوكية جسيمة، لا تظهر آثارها في حينها، لكنها تترك أثرًا عميقًا على حياة الفرد والمجتمع.
وما يدعو للقلق أكثر، هو تساهل بعض أولياء الأمور في السماح لأبنائهم بالسهر خارج المنزل حتى ساعات الفجر، دون إدراك للعواقب التي قد تنتج عن ذلك.
من هنا، وجب تسليط الضوء على هذه الظاهرة، وبيان سلبياتها، وخطورة السهر الليلي على صحة الإنسان، مقابل الفوائد العظيمة للنوم المبكر، لما له من دور أساسي في الحفاظ على التوازن الجسدي والنفسي والاجتماعي.
✴️ أولًا: أضرار السهر والتخزين في المساء
1. الإرهاق الجسدي المزمن
التخزين في المساء يرافقه السهر، وهو ما يحرم الجسم من الراحة الضرورية التي لا يعوضها نوم النهار.
ينتج عن ذلك تعب دائم، صداع، وضمور في الأداء البدني.
2. تدمير الساعة البيولوجية.
الجسم مبرمج طبيعيًا على الراحة ليلًا والعمل نهارًا، وعند عكس هذا النظام، يُصاب الإنسان بخلل في إفراز الهرمونات، مثل هرمون الميلاتونين المسؤول عن الراحة والنوم.
3. ضعف الإنتاجية والتكاسل عن المسؤوليات
من يسهر إلى الفجر لا يستطيع النهوض صباحًا، وبالتالي يتغيب عن عمله أو دراسته، أو يحضر بلا تركيز ولا طاقة.
4. الاضطراب النفسي والانفعالي
النوم المتأخر يؤثر على استقرار المزاج، ويزيد من التوتر، سرعة الغضب، والعصبية المفرطة.
5. ضعف الجهاز المناعي
السهر الطويل يضعف مناعة الجسم، ما يجعل الإنسان عرضة للعدوى والأمراض بشكل متكرر.
6. مشاكل في الجهاز الهضمي
التخزين في الليل يؤدي إلى الإمساك وعسر الهضم، لأن الجسم في تلك الفترة يحضّر نفسه للتنظيف الداخلي وليس للهضم.
7. مشاكل في البشرة والشكل العام
السهر يمنع إفراز الكولاجين وتجديد خلايا الجلد، ما يؤدي لظهور الهالات السوداء، شحوب الوجه، وظهور علامات التقدم في السن مبكرًا.
8. زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة
مثل السكري، ارتفاع الضغط، السمنة، وأمراض القلب، نتيجة الخلل الهرموني والنظام الغذائي غير المنتظم.
✅ ثانيًا: فوائد النوم المبكر
1. الراحة التامة للجسم والعقل
النوم العميق في الساعات الأولى من الليل يعيد شحن الجسم بالكامل.
2. تحسين المزاج والاستقرار النفسي
النوم المبكر يخفف التوتر والقلق، ويمنح الإنسان راحة ذهنية وصفاءً.
3. تقوية الجهاز المناعي
النوم الجيد يعزز إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تحارب الأمراض.
4. تعزيز القدرة على التركيز والإبداع
النوم في وقته يرفع مستوى التركيز والانتباه، مما يحسن الأداء الدراسي والعملي.
5. نمو وتجدد الخلايا
علميًا، الجسم يقوم بإفراز هرمونات النمو وإصلاح الخلايا من الساعة 9 مساءً حتى 2 فجراً.
6. تنظيم الوزن والشهية
النوم الجيد يوازن الهرمونات المسؤولة عن الجوع والشبع، مما يمنع الأكل العشوائي وزيادة الوزن.
7. تحسين صحة القلب
النوم المبكر يحافظ على انتظام ضغط الدم ونبضات القلب.
نداء للآباء والمجتمع:
> “السهر والتخزين الليلي دمار بطيء لا يُلاحظ إلا بعد أن يعمّ الخلل في الجسد والعقل.”
فمن الواجب على الآباء توعية أبنائهم بخطورة هذه العادة، ووضع حدود صارمة للسهر، وغرس ثقافة النوم المبكر والالتزام بساعات العمل والعبادة والدارسة.
كما يجب على المجتمع، والمدارس، وخطباء المساجد، ووسائل الإعلام، إطلاق حملات توعوية لتوضيح خطورة هذه الظاهرة ومساعدة الجيل على تصحيح المسار.
🖋️.أمين محمود علي حسن