المنطقة الحرة بعدن:فرصةضائعة-وحان وقت التحول الاستراتيجي مع رئيس الوزراء الجديد

كتب:عبدالجليل شايف:
يجب ألا تظل المنطقة الحرة في عدن مجرد نقطة لوجستية لتحميل وتفريغ البضائع. فهي، في الواقع، تمتلك إمكانات هائلة وغير مستغلة يمكن أن تجعل منها محركًا اقتصاديًا نشطًا قادراً على إحداث نقلة حقيقية في اقتصاد عدن المحلي والمساهمة بشكل كبير في الدخل الوطني.
للأسف، لقد تم إهمال هذا الدور المحوري بشكل منهجي من قِبل الحكومات والقيادات اليمنية المتعاقبة. وتُعد المنطقة الحرة – المتميزة عن الميناء ذاته – في موقع استراتيجي يتيح لها أن تكون شريكًا رئيسيًا في تنفيذ أجندة رئيس الوزراء الجديد، لكن ذلك يتطلب إرادة سياسية حقيقية ورؤية اقتصادية جريئة.
ومن أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات السابقة، عدم إدراكها لأهمية المنطقة الحرة كأولوية وطنية للتنمية، حيث استمر التعامل مع الميناء من منظور إداري تقليدي تحت إشراف وزارة النقل، ما أدى إلى تهميش دور المنطقة الحرة كمنصة استثمار وتجارة دولية.
لكن لم يفت الأوان بعد لتصحيح المسار. فبوجود قيادة واعية، واستثمارات مستهدفة، وشراكات دولية استراتيجية – خصوصًا مع دولة الإمارات العربية المتحدة والمستثمرين الدوليين – يمكن للمنطقة الحرة أن تسهم في بناء مستقبل اقتصادي جديد وأكثر مرونة لعدن واليمن بشكل عام.
د. عبد الجليل شايف الشعيبي
رئيس المنطقه الحره السابق



