بيان إدانة واستنكار.
تدين الفعاليات المجتمعية والثقافية في محافظة الضالع، وبأشد العبارات، الحادثة الإجرامية المتمثلة بتفجير ضريح “مريم العذراء” في قرية الشريفة بمنطقة حجر، والذي يُعد من المعالم التاريخية والدينية المرتبطة بوجدان الناس وذاكرة المكان.
إن هذا العمل الهمجي الذي نفذته جماعات متشددة يعكس حالة من الانفلات العقائدي والخروج على قيم التعايش واحترام الموروث، وهو ليس الأول من نوعه، بل سبقته اعتداءات مماثلة في مناطق عدة من المحافظة، منها: جحاف، والحصين، والأزارق، والشعيب، وحرير، ما يدل على مخطط ممنهج يستهدف طمس الهوية الثقافية والدينية للضالع.
وتعبر الفعاليات المدنية والمجتمعية عن قلقها الشديد إزاء التمدد المتسارع للفكر المتشدد الذي يجد له موطئ قدم في المحافظة، خصوصًا بعد استحواذ هذه الجماعات على معظم المساجد، وإنشاء معاهد خاصة تُدرّس أفكارًا تهدم ولا تبني، وتفرّق ولا توحّد، في ظل غياب كامل لدور مكتب الإرشاد والأوقاف، وتخلي المؤسسات الرسمية عن واجباتها في تنظيم الخطاب الديني وضبطه وفق المرجعيات الوطنية والدينية الوسطية.
إننا إذ نستنكر هذا الفعل الجبان، نؤكد أن الصمت تجاه هذه التجاوزات هو تمهيد لانفجار اجتماعي وأمني لا تُحمد عقباه، ونحمّل الجهات المعنية كامل المسؤولية في حال استمرار هذه الانتهاكات.
