شؤون محلية

دم الشهداء ليس ورقة سياسية.. العدالة أولاً وأخيراً..


🖋️كتب / سعيد سيدون
م/ المهرة


حادثة اعتقال القيادي الحوثي محمد الزايدي في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة لم تكن مجرد حادثة أمنية عابرة ، بل جاءت كاشفة لما هو أعمق من مجرد محاولة عبور غير شرعي ، وأخطر من كونه شيخاً قبلياً يحمل صفة عسكرية و سياسية ؛ لقد كشفت الحادثة عن مشروع اختراق حوثي منظم يسعى للتمدد عبر أدوات محلية ومنافذ حدودية حساسة ، بهدف زعزعة الأمن وتوسيع رقعة الفوضى .

في هذه العملية الاستثنائية ، ارتقى العميد عبدالله زايد ، قائد كتيبة الدبابات، شهيداً مدافعاً عن السيادة ، وجرح جنود آخرون وهم يحمون بوابة الوطن ، لذا فإن الحديث عن أي تسوية أو محاولة لإطلاق سراح الزايدي ، تحت أي مبرر كان ، لا يمثل سوى خيانة لتضحيات الشهداء وطعنة في خاصرة الوطن .


إن التراخي في التعامل مع هذه الحادثة ، أو الرضوخ للابتزاز القبلي أو الضغط السياسي يعدّ انتصاراً مجانياً للحوثيين ، وخطوة خطيرة تمنحهم الضوء الأخضر لتكرار مثل هذه المحاولات مستقبلاً.


الإفراج عن الزايدي – وهو شخصية قيادية في المكتب السياسي للحوثيين – سيُفهم حتماً على أنه تواطؤ ، ويؤسس لمعادلة جديدة مفادها: أن من يملك السلاح والغطاء القبلي يستطيع أن يفرض إرادته على الدولة .


إن دماء الشهداء التي سقطت دفاعاً عن بوابة المهرة لا تقبل المقايضة ، وأقل ما تفرضه المسؤولية الأخلاقية والوطنية هو تقديم الجناة للعدالة ، وفضح من تورّطوا في التغطية على تهريب الزايدي أو التواطؤ معه. إن الانتصار للشهداء هو انتصار لكل مواطن يرفض تسليم بوابات الوطن لأعدائه ، وكل تهاون في هذا الملف لن يمر بلا كلفة باهظة.


إننا أمام لحظة فارقة تتطلب موقفًا وطنيًا حازماً ، وإرادة سياسية صلبة ترفض المساومات، وتؤكد أن دماء الشهداء لا تباع ولا تُشترى ، وأن المهرة لن تكون بوابة خلفية لاختراق السيادة، بل جداراً وطنياً منيعاً في وجه المشروع الحوثي وأدواته.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى