ادب وثقافة

إلى صديقي ورفيقي الأديب والباحث كريم الحنكي رحمة الله عليه.

عمرو الارياني:

لم تكن تمشي بيننا فقط،
كنت تمشي في اللغة كما يمشي صاحب سرّ في ممرّ ضيّق،
تحمل في جيبك مفتاحًا لبوابةٍ لا يعرفها أحد،
وتترك خلفك أثرَ سؤالٍ لا يزول.

عبدالكريم ،،
أيها الذي كان يعرف أن الحرف ليس زينة،
بل جسرًا فوق وادٍ سحيق،
وأن الكتابة ليست مهنة،
بل عبورٌ يومي بين الشوك والنور.

كنتَ تُصغي للعالم،
وتحدّق في السطر كما تحدّق في مصيرٍ يتشكّل،
ثم تبتسم نصف ابتسامة
كأنك تعرف النهاية قبل أن تبدأ الحكاية.

لم تكن تحب الضجيج،
لكنّك كنت تجرؤ على أن تضع كلمة في منتصف معركة،
فتصمت الطاولة،
ويفهم الجميع أن الفكرة أقوى من الصوت.
لم ترحل ،،
بل انسحبت قليلًا إلى الصفحات التي لم تُكتب بعد،
حيث يصبح الحرف أوسع من الجسد،
وأبقى من الاسم.

عبدالكريم،
سنجدك كلما أعدنا ترتيب أفكارنا،
وكلما احتجنا إلى بوصلة في ظلام الكلام.
فالمعنى لا يموت…
إنما ينتظر لحظةً كي نستحقه.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى