مؤسسة الطرق والجسور بعدن… حضور وطني في مواجهة الكارثة

عدن اوبزيرفر/خاص:
شهدت محافظات عدن ولحج وأبين خلال اليومين الماضيين أمطارًا غزيرة غير مسبوقة، تسببت في جرف العديد من الطرقات الرئيسية والفرعية، وأدت إلى تعقيد حركة السير، وتعطيل شؤون الحياة اليومية للمواطنين. لقد كشفت هذه الكارثة الطبيعية هشاشة البنية التحتية، وأكدت مجددًا الحاجة الماسة إلى جهات رسمية تتحمل مسؤولياتها الوطنية في أصعب الظروف.
وفي خضم هذه الأحداث المؤلمة، برز الدور المشرّف للمؤسسة العامة للطرق والجسور – فرع عدن – بقيادة المهندس محمد ناصر عبادي، الذي دفع بطواقم المؤسسة وكامل معداتها وإمكانياتها للنزول الميداني والتدخل العاجل لمعالجة آثار السيول والتخفيف من معاناة المواطنين.
إن هذه الاستجابة السريعة تعكس حسًّا وطنيًا عاليًا، وإدراكًا عميقًا لواجب المؤسسة تجاه المجتمع، وتؤكد أن عدن بحاجة دائمًا إلى قيادات ميدانية تتحرك بروح المسؤولية لا بروتين المكاتب. فقد كان مشهد الجرافات والمعدات الثقيلة وهي تعمل لفتح الطرقات وإعادة الحركة إليها رسالة واضحة بأن هناك من لا يزال يؤدي واجبه بصمت وإخلاص بعيدًا عن الأضواء والشعارات.
ما قامت به المؤسسة ليس مجرد عمل هندسي، بل هو موقف وطني يبعث برسائل اطمئنان إلى الشارع العدني، ويعطي نموذجًا يحتذى به لبقية المؤسسات في كيفية التعامل مع الكوارث والأزمات. إن المواطنين اليوم بحاجة إلى مثل هذه النماذج الإيجابية التي تعكس أن الدولة ليست غائبة تمامًا، وأن هناك رجالًا يعملون ويضحون في سبيل خدمة الناس.
من هنا فإننا نوجّه الشكر والتقدير للمؤسسة العامة للطرق والجسور – فرع عدن – بقيادة المهندس محمد ناصر عبادي، ولكل الطواقم والعاملين الذين لم يبخلوا بجهدهم وعرقهم في سبيل التخفيف من آثار الكارثة. ونأمل أن تكون هذه المبادرة بداية لمرحلة جديدة من العمل المؤسسي الذي يضع خدمة المواطن على رأس الأولويات.



