المركز الثقافي اليمني بالقاهرة يحتفي بكتاب “حدود مصنوعة” للباحث محمد العلائي

أقام المركز الثقافي اليمني بالقاهرة، اليوم الأربعاء، حفل توقيع ومناقشة كتاب “حدود مصنوعة – نقض المفهوم الجغرافي للزيدية في اليمن”، للكاتب والباحث محمد العلائي، والصادر حديثاً عن دم دار جداول للنشر والتوزيع في بيروت.
شارك في مناقشة الكتاب أ. لطفي نعمان و أ. هلال الجمرة، فيما أدار الأمسية أ. يحيى السواري.
وأجمع النعمان والجمرة، أن الكتاب تناول بالتحليل والنقد واحدة من أكثر الأفكار رسوخاً في الوعي اليمني، والمتمثلة في الربط الحتمي بين الزيدية واليمن الأعلى، ومركزها العاصمة صنعاء. وقدّم العلائي من خلاله مراجعة فكرية جريئة تنقض هذه الفرضية، مؤكداً أن الزيدية لم تكن يوماً عصبية أرض، بل مشروع يقوم على عصبية “النسب المقدس”، وأن الإمامة تمثل جوهرها التاريخي الذي لا ينفصل عن عقيدتها.
وقال النعمان والجمرة إن الكتاب يعيد تعريف الزيدية باعتبارها منظومة فقهية – سياسية متكاملة، موضحا أن اختزالها في صورة “زيدية جغرافية” لا يجسد واقعها التاريخي.
كما أكدا أن الكتاب يضيء، على التحولات العميقة التي شهدتها مناطق اليمن الأعلى خلال العهد الجمهوري، اجتماعياً ومذهبياً وحضرياً، ويفنّد السرديات التي تحاول حصرها في صورة نمطية ماضوية.
ويمتد البحث وفقا للنعمان والجمرة ليكشف عن الطابع الجدلي لتاريخ الزيدية بوصفه “دعوة إلى “التمرد والانشقاق” التي أعلى راياتها مجددا، انقلاب مليشيا الحوثي، على النظام والدولة، متناولاً في الوقت نفسه جذور الخطاب التقسيمي الذي انعكس على المشهد السياسي والاجتماعي خلال العقد الماضي.
وتحدث العلائي في الحفل، عن مراحل تأليف الكتاب، والأسئلة التي سعى إلى تفكيكها وإسقاط مغالطات تاريخية ارتبطت بالزيدية كمفهوم وجغرافيا.
وأجمعت مداخلات ضيوف الامسية على أن العلائي طرح، من خلال الكتاب، رؤية وطنية جامعة تدعو إلى تجاوز “الحدود المصنوعة” وإعادة وصل الجغرافيا اليمنية معرفياً واجتماعياً، بما يسهم في تحرير أبناء المناطق المصنَّفة كمركز للزيدية من قيد التنميطات المذهبية والمناطقية التي تستغلها مليشيا الحوثي، في إذكاء الصراعات، وإعادة تدويرها.
ويأتي هذا الكتاب امتداداً لعمل العلائي السابق “الجمهورية الفانية” (دار الفارابي، 2021)، حيث يواصل البحث في جذور الأزمة اليمنية وأسئلتها الكبرى، جامعاً بين ثلاثية التحليل التاريخي والرصد الصحفي والتأمل الفكري.



