شؤون محلية

موانئ اليمن بين الركام والأمل.. ميناء عدن يحمل على عاتقه إنقاذ الاقتصاد الوطني



عدن/عدن اوبزيرفر:
ميناء الزيت في البريقة: بوابة الطاقة المتبقية لليمن
الحديدة ورأس عيسى والصليف موانئ مشلولة
الطرقات البرية..الحلقة المفقودة في إنعاش التجارة
إصلاح الاقتصاد يجب أن يبدأ بتعزيز قدرات موانئ عدن
> تُعتبر الموانئ اليمنية على البحر العربي و البحر الأحمر ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، كونها البوابات الرئيسية لواردات الوقود والمواد الغذائية، وأحد أهم عوامل الأمن الإنساني. غير أنّ الحرب المستمرة منذ أعوام ألحقت أضرارًا جسيمة بمرافق هذه الموانئ، فتراجعت قدراتها التشغيلية بشكل كبير. التقرير التالي – المبني على وثائق رسمية وشهادات ميدانية – يستعرض الوضع الحالي في موانئ رأس عيسى النفطي، الحديدة التجاري، والصليف، ويضع في المقابل دور ميناء عدن وما يتطلبه من تعزيزات ليصبح البديل الاستراتيجي لليمن.

< ميناء رأس عيسى كان أحد أهم الموانئ النفطية في البلاد، لكنه تعرض خلال سنوات الحرب لاستهداف عسكري دمّر الأرصفة النفطية والمضخات وأجهزة القياس وخزانات التخزين بشكل كامل.

– طريقة التشغيل الحالية: بعد فقدان البنية التحتية، تتم عمليات التفريغ بطريقة بدائية؛ حيث ترسو الناقلة بالقرب من الساحل، ويتم مد خراطيم مباشرة من السفينة إلى مواقع التعبئة، ثم ضخ الوقود إلى الشاحنات.

– غياب التخزين المركزي: بعد تدمير خزانات النفط، أصبحت الكميات المستوردة تخزن على متن الشاحنات نفسها التي تتحول إلى “مخازن متنقلة” تُوزع لاحقًا على المحطات.

– آلية الرقابة: بعض المحطات الكبرى التي تمتلك خزانات تصل إلى مليونَي لتر تستقبل الوقود كـ”وديعة”، بحيث لا يحق لها التصرف بها إلا من خلال مندوبي شركة النفط وبمحاضر رسمية. إحصائيات من يناير حتى 31 أغسطس 2025:

– البنزين: 774,115 طنا متريا.

– الديزل: 1,041,634 طنا متريا.

– المازوت (HFO): 25,457 طنا متريًا.

– الغاز المنزلي (LPG): 389,398 طنا متريا.

هذا الواقع يجعل ميناء رأس عيسى عاجزًا عن أداء وظيفته الطبيعية كمرفق استراتيجي، ويعتمد بالكامل على حلول بدائية ومؤقتة لا تضمن الأمن ولا الكفاءة.

< ميناء الحديدة، الذي يضم ثمانية أرصفة، كان الميناء التجاري الأبرز للمحافظات الشمالية في اليمن، يستقبل مختلف أنواع البضائع والوقود. غير أنّ الحرب أدت إلى تدمير معظم أرصفته ومعداته:

– الأرصفة العاملة: 4، 6، 8.

– الأرصفة خارج الخدمة: 1، 2، 3، 5، 7.

– الوضع السابق: الرصيف 1 كان يُستخدم للبوارج الصغيرة، لكنه الآن متوقف.

– البوارج: كانت هناك سبع بوارج موزعة بين الحديدة والصليف ورأس عيسى، لكنها تعرضت للتدمير الكامل وبعضها غرق. المشكلات التشغيلية:

1 . دخول السفن وخروجها أصبح صعبًا للغاية بسبب غياب البوارج المساعدة.

2 . عمليات الخروج تستغرق وقتًا طويلًا للسبب نفسه.

3 . عمليات التفريغ للحاويات تتم عبر رافعات السفن، بعد توقف رافعات الميناء منذ 2016.

4 . لم يعد الميناء يستقبل ناقلات النفط، بعد تدمير منشآته النفطية وخزاناته.

5 . لا يستقبل إلا السفن الصغيرة نسبيًا (حتى 170 مترا طولًا و9 أمتار غاطسًا)، فيما تُحوَّل السفن الأكبر إلى ميناء الصليف. وبالرغم من محاولات مؤسسة موانئ البحر الأحمر (الخاضعة للحوثيين) إعادة تشغيل بعض الأرصفة، فإن الميناء لا يزال يعمل بطاقة لا تتجاوز جزءًا بسيطًا من قدرته الأصلية.

< ميناء الصليف، المخصص في الأساس لاستقبال شحنات القمح والبضائع السائبة، لم يكن أفضل حالًا من الحديدة:

– يضم رصيفًا واحدًا كبيرًا، لكنه تعرض للاستهداف والتدمير.

– ما زالت أعمال الترميم جارية، إلا أن الميناء يعمل الآن بطرق غير مباشرة.

– آلية التشغيل الحالية: لا تُفرغ السفن الكبيرة مباشرة، بل يتم الاستعانة بسفن صغيرة تنقل الحمولة على دفعات إلى الرصيف، ومن ثم يتم تفريغها. هذه الطريقة تستهلك وقتًا طويلًا وتزيد من تكاليف النقل، وتقلل من جاذبية الميناء للشركات الملاحية الدولية.

< ميناء عدن هو البديل الاستراتيجي لامتلاكه المقومات التالية:

أ. بنيتيه التشغيلية ووضعه الحالي:

إجمالي مناولة الحاويات لعام 2022: 368,498 TEU عبر 163 سفينة.

الطاقة التصميمية السنوية للميناء: 1 مليون TEU، والبضائع العامة: 5.5 مليون طن، ومعدل تشغيل يومي: 1,500 TEU

– محطة عدن للحاويات (ACT):

رصيف طوله 710 م، عمقه 16 م.

تضم 6 رافعات جسرية وفتحة تخزين بمساحة 45 هكتار بطاقة 19,477 TEU.

– محطة المعلا: رافعتان Panamax متوقفتان، تُستخدم فقط عند الضرورة.

عمق قناة الوصول: 14.75–15 م، ما يسمح لدخول سفن بطول يصل إلى 350 م.

وشهد ميناء عدن تجاوب مع التحولات في 2024–2025 منها:

تدشين أول خط مباشر من الصين عبر “Sea LEGEND/UGSA” (فبراير 2024).

تدشين خدمة “China United Shipping” (نوفمبر 2024).

ذروة إنتاجية في 2019 بلغت 465 ألف TEU، ما يؤكد إمكانية استعادة الأداء السابق مع دعم كاف.

وفيما يتعلق بميناء الزيت في البريقة، فيُعد ركيزة أساسية لمنشآت الوقود داخل منظومة ميناء عدن، ويقدم قدرة متخصصة لتفريغ النفط الخام والمنتجات البترولية من خلال امتلاكه المقومات التالية:

أرصفة رئيسية عمق 13.5 م، قدرة 85,000 طن، طول 260 م، مكرَّس للمنتجات المكررة.

أرصفة عمق 11.5 م، قدرة 65,000 طن، طول ≥180 م – 235 م.

أرصفة عمق 15.85 م، قدرة 110,000 طن، طول 286 م، مخصص للنفط الخام وأيضًا للمكررات.

ارصفة عمق 11 م، مخصصة للبضائع الجافة، الغاز، والحمولات الخفيفة، بطول يصل إلى 220م

منذ 2015، يعمل فقط على المنتجات المكررة.

وشهد الميناء بالفعل خطوات لتعزيز الأمن والتأهيل بعد قصفه عام 2015، منها لقاء لتعزيز كفاءة الأمن بين السلطة المحلية والمجتمع الدولي (يونيو 2024).

ولكي يؤدي ميناء عدن دوره بشكل كامل، لا يكفي تطوير بنيته الداخلية.

> الطرقات البرية: الحلقة المفقودة

لكي يؤدي ميناء عدن دوره بشكل كامل، لا يكفي تطوير بنيته الداخلية، بل يجب:

– تأمين الطرق الدولية بين عدن وصنعاء ومأرب والحديدة.

– إزالة النقاط غير القانونية والجبايات التي تعيق حركة الشاحنات.

– إصلاح وصيانة الطرق عبر سد الحفر ورفع المطبات و إعادة تأهيل المقاطع المتضررة.

– وضع برنامج صيانة دورية مستدامة.

تُظهر الصورة الكاملة أن موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف فقدت معظم قدراتها، فيما أصبح ميناء عدن ومعه ميناء الزيت في البريقة الخيار الوطني الأول لضمان استمرار تدفق الوقود والمواد الأساسية. إن تبني استراتيجية حكومية ودولية لتطوير عدن وصيانة الطرق البرية سيمثل حجر الزاوية لإنقاذ الاقتصاد اليمني وضمان أمن المواطنين.الايام

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى