كتاب عدن

أين الراتب يا حكومة؟



عبّود علي الشعبي



ذهب المعلم إلى المدرسة، وبقي الدوام مستمراً في المؤسسات والهيئات الحكومية، بينما أوقف البنك صرف الراتب.

منذ قيل تَحسَّن سعر الصرف، ما وصل للموظف راتب واحد.

نريد حكومة تستمر في إصلاح الوضع، لا أن تتوقف، ليس من المنطق أن تعمل حسنة ثم تعقبها بسيئة.

هل كَلّ ساعد الوزارة حتى توقف الصرف عند 425، ويتوقف معها أيضًا راتب الموظف الغلبان.

هل غطّت لجنة رقابة الأسعار السوق، أم تراجعت عن الوتيرة، وتعِبَت قدميها؟

لكن ما ذنب الموظف، يُراد منه أن يداوم، بينما هو يدخل الشهر الثالث بلا راتب؟

هل منع الموظف المسكين المؤسسات أن تورِّد إلى البنك، أم أن مسؤولي الدولة في الرئاسة والحكومة، هم السبب في تفلُّت الأوضاع خلال الفترة الماضية، عندما تركوا الفساد يعبث بمعيشة الناس ويدمِّر الخدمات، ثم لما جاءت إشارة دولية وربما إقليمية بزحزحة الوضع، استيقظ الحاكم المحلي، وبدأ يزيح غطاء النوم عن وجهه.

ما استيقظوا والشعبُ يدعوا مرارًا

واستيقظوا فورًا لصوت “الخزانةْ”!

نقدِّر جهود رئيسي الحكومة والبنك المركزي، ونشدُّ على أيديهما، فقد فتحا باب أمل أمام المواطن، لكن أفسد وقف الراتب فرحة الناس بتحسُّن سعر الصرف..

فَرِحنا ولكن بَنكَ النقودِ

قضى أنْ نكُفَّ السلا والفرحْ

يا حكومة أين الراتب؟

ليس من العدل أن تعاقبوا الموظف البسيط وتوقفوا عنهُ راتبه، بينما رؤساء الهيئات والمؤسسات التي لا تورِّد، لا تُلقي لصوت الحكومة بالاً، ولا أحدٍ يستطيع الاقتراب منها، أين عصا البنك على تلك المرافق التي لا تورِّد؟

ألزموها أن تورِّد، واصرفوا راتب المساكين، الذين يصبحون على دوام وبيوتهم بلا “راشان”.

نحن نقدِّر جهود الحكومة، لكن راتب الموظف خط أحمر، نقف إلى جانبكم في قمع الفساد وتجفيف منابعه، ومراقبة الأسعار، لكن على أن لا يُمس راتب الموظف الكادح، نقف معكم في كبح جماح صاحب الصيدلية الجشع، وبائع المواد الغذائية “الطمّاع”، لكن لا نُهادن في حقنا الذي نطلبه بعرق الجبين وليس بـ”الشحاتة”.

أما ما رأيناهُ في السوق فحِيلة التاجر الفاجر، إنّهُ يفجر كلما اشتدت حملة الرقابة على الأسعار، لا تتركوا لهم فرصة للعبث بمعايش الناس، فإنّ فريقاً منهم لا يخافون الله، وهمّهم الربح ولو على حساب قوت المواطن البائس.

كنا نقول “إذا اشتدّ الحبل انقطع”، وها هو ينقطع الآن بفضل الله ثم بفضل المخلصين من أبناء البلد وفي المقدمة منهم رئيس الحكومة سالم بن بريك ورئيس البنك المركزي أحمد المعبقي، استمروا لا تتوقفوا، ((واللَّه معكم ولن يتِرَكم أعمالكم)).

لكن ادفعوا رواتبنا فورًا!

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى