هوية بأربعين وجهاً

#هوية بأربعين وجهاً
تأليف: داريوش شايغان
ترجمة: حيدر نجف
“الفضاءات التي تصنعنا، فضاءات متنوعة غير نقية. لم تعد جذورنا واحدة، ولم نعد نعيش لوحدنا في أرض مغلقة.”
يسعى شايغان في هذا الكتاب إلى مساءلة مفهوم الهوية في زمن العولمة وما بعد الحداثة. لم تعد الهوية كياناً ثابتاً أو جوهراً مغلقاً، بل غدت شبكة من العلاقات المتعددة والمتغيرة، تتغذى من تفاعلات متواصلة مع الآخر. يرى المؤلف أن إنسان اليوم يحتاج إلى هوية متعددة الأوجه، أشبه بالكائن الذي يحمل جذوره في أكثر من تربة، ويتحرك في فضاءات متشابكة، ليعبر عن نفسه بمرونة تتناسب مع واقع مركب ومعقد.
المحاور الرئيسية
1. تفكك الهوية التقليدية
شايغان يبين أن #الهويات_القديمة المبنية على الانتماء الأحادي (قومي، ديني، إثني) لم تعد قادرة على استيعاب تحولات العالم. فالعولمة، والهجرات، والتكنولوجيا، أدت إلى تفتت المرجعيات الأحادية، ودفعت الفرد إلى البحث عن بدائل أكثر شمولية ودينامية.
2. الهوية #الريزومية
يستعير شايغان مفهوم “الريزوم” من الفلسفة الفرنسية (دولوز وغاتاري) ليصف الهوية الجديدة. الريزوم شبكة مفتوحة من الجذور المتشعبة بلا مركز واحد. الهوية الحديثة تشبه هذا الريزوم: لا تنغلق على نفسها، بل تتصل بالآخرين وثقافاتهم، وتنمو عبر التعدد والاختلاف.
3. #الهجنة_الثقافية كشرط وجود
الإنسان المعاصر يعيش بين لغات متعددة، أنماط تفكير مختلفة، ورؤى عالمية متقاطعة. هذه “الهجنة” ليست ضعفاً أو تناقضاً، بل قوة خلاقة تتيح للفرد أن يستوعب التعدد ويصنع لنفسه موقعاً خاصاً في الفضاء المفتوح.
4. الهوية كرحلة مستمرة
الهوية ليست معطى منجزاً بل هي مسار في تشكل دائم. يشبّه شايغان #الإنسان المعاصر بـ”الحلزون” الذي يحمل بيته على ظهره: بيت الهوية ليس ثابتاً في أرض واحدة، بل ينتقل مع صاحبه في فضاءات متنوعة، ويتكيف مع بيئات مختلفة.
5. نقد #الأصوليات_والانغلاق
في مواجهة هذا الفهم المرن للهوية، يقف خطر “الأصوليات” التي تسعى إلى تجميد الذات في قوالب ضيقة. شايغان ينتقد هذه النزعات التي تُقصي التعددية وتُغلق على الانتماءات الأحادية، معتبراً أنها شكل من أشكال إنكار الواقع المعاصر.
#الخلاصة
كتاب “هوية بأربعين وجهاً” يطرح رؤية معاصرة للهوية، تتجاوز الانغلاق والانتماء الأحادي، نحو فهم مرن ودينامي يقوم على التعدد والتداخل الثقافي. يرى شايغان أن إنسان عصرنا لا يستطيع أن يكتفي بوجه واحد، بل يحتاج إلى وجوه متعددة تمكنه من العيش في عالم مركب. الهوية ليست نهاية مغلقة، بل رحلة مستمرة تتشكل عبر التفاعل مع الآخر. بهذا يصبح الكتاب دعوة إلى تحرير الذات من الأصوليات، والانفتاح على التعددية باعتبارها شرطاً للوجود في زمن العولمة.
زياد الدودحي



