خطر يهدد الصحة والمجتمع..وظاهرة وجب الوقوف تجاهها

خطر يهدد الصحة والمجتمع
وظاهرة وجب الوقوف تجاهها
( تعاطي القات والشيشة في الوسط النسائي)
د.ماجد علي:
للاسف شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في انتشار تعاطي القات والشيشة بين النساء،
وهو ما نلاحظه في المرضى المرتادين على العيادات سواء في الكلية أو العيادات الخاصة.
إذ باتت بعض الفتيات والنساء يعتبرنها جزءًا من “الموضة” أو وسيلة للتسلية،
في حين أنها تُعد من أخطر المسببات لأمراض عامة وفموية مدمرة،
فضلًا عن تأثيرها السلبي في تخلخل بنية الأسرة والمجتمع.
ولعل من أهم الأسباب والدوافع وراء هذه الظاهرة هي:
١. التقليد والمحاكاة لما يُعرض عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت بعض النساء يعتبرن القات والشيشة جزءًا من “الموضة” أو وسيلة للظهور الاجتماعي.
٢. الفراغ والضغوط النفسية التي تدفع بعض النساء إلى البحث عن وسائل للهروب.
٣. غياب الوعي الصحي بحجم المخاطر المترتبة على هذه العادات.
٤. التغير الاجتماعي والثقافي وتوسع دائرة القبول لهذه الممارسات، وهذا مؤشر خطير جدًا.
٥. انتشار أسواق القات وسهولة الحصول عليه، حيث أصبحت أسواق القات في كل شارع وحارة.
٦. انتشار الحفلات والمناسبات النسائية التي تُستغل لممارسة هذه العادات بشكل جماعي.
٧. ضعف الرقابة الأسرية وغياب التوجيه والمتابعة.
ومن خلالكم نستعرض بعض الأضرار لهذه الظاهرة
اولا : أضرار على الصحة العامة
١. أمراض القلب والشرايين: مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب، فيما تسبب الشيشة تضيق الأوعية وزيادة خطر الجلطات.
٢. أمراض الجهاز التنفسي: الشيشة مرتبطة بالتهابات الشعب الهوائية المزمنة وسرطان الرئة، ومخاطرها لا تقتصر على المرأة المدخنة بل تمتد إلى أولادها (التدخين السلبي).
٣. اضطرابات الجهاز الهضمي: القات بما يحويه من سموم يسبب التهابات مزمنة في المعدة، الإمساك، قرحة المعدة، فقدان الشهية، سوء التغذية.
٤. التأثيرات النفسية والعصبية: القات يؤدي إلى الأرق، العصبية، الاكتئاب، وتقلب المزاج، بينما الشيشة تؤدي إلى إدمان النيكوتين.
٥. أمراض خطيرة أخرى: مثل زيادة احتمالية الإصابة بالسرطانات (المريء، المعدة، البنكرياس)، إضافة إلى مشاكل الحمل والعقم، والتشوهات الجينية.
ثانيا: اضرار على الصحة الفموية
١. آفات ما قبل السرطان: مثل الطلاوة البيضاء، الطلاوة الحمراء، والتليف تحت المخاطي.
٢. سرطان الفم: زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الفم والبلعوم.
٣. أمراض اللثة والأسنان: التهابات مزمنة، نزيف، تراجع اللثة، وفقدان الأسنان.
٤. التغيرات الجمالية: فقدان جمال الابتسامة نتيجة تصبغات الأسنان ورائحة الفم الكريهة التي تؤثر على الثقة بالنفس وعلى العلاقة الزوجية.
٥. مشاكل وظيفية، كتيبس الفم، صعوبة المضغ والبلع، وتقرحات مزمنة بسبب الاحتكاك.
ثالثا : الأضرار الاجتماعية
١. تشويه صورة المرأة وإظهارها في مشهد غير لائق اجتماعيًا.
٢. زيادة العبء الأسري بسبب الإنفاق على القات والشيشة بدلًا من الاحتياجات الأساسية.
٣. تفكك أسري نتيجة انشغال المرأة بهذه العادات وإهمالها لدورها التربوي.
٤. ضعف القرب من الأولاد وغياب الحوار الأسري، مما قد يدفع الأبناء إلى انحرافات أخرى.
٥. تأثير سلبي على الأجيال الناشئة، حيث يقلد الأطفال هذه السلوكيات ويرونها طبيعية.
وبناء عليه يتوجب العمل على منع هذه الظاهرة عبر عدة إجراءات منها:
١. التوعية الصحية للبنات في المدارس، الجامعات، وعبر وسائل الإعلام.
٢. إبراز القدوات النسائية الإيجابية كنماذج للمرأة المنتجة والناجحة بدلًا من الترويج للتافهات.
٣. الرقابة الصارمة ومنع تناول القات في الأماكن العامة والمنتزهات.
٤. توفير بدائل صحية مثل الأنشطة الثقافية والدعم النفسي والمشاريع الصغيرة ،وتعزيز دور المرأة القيادي
٥. دور المجتمع المدني في الحملات التوعوية والضغط للحد من الظاهرة.
٦. إغلاق أسواق القات التي أصبحت تنتشر بشكل عشوائي تحت كل عمارة.
في الحقيقة إن هذه الظاهرة الخطيرة تتطلب تضافر الجهود بين الفرد والمجتمع وسلطات الدولة، ووعيًا أكبر بدور المرأة الجوهري في بناء الأسرة والمجتمع.
دمتم سالمين
وجمعة مباركة



