كتب/ أحمد يسلم
أبهرنا المواطن الشاب والمغترب نبيل الصلاحي بشغفه وتعلقه الشديد بالزراعة حين ذهب باتجاه إشباع رغبته وحنينه إلى الزرع والزراعة بإنشاء مزرعة تجارب خاصة في حرم بيته الجميل في منطقة رخمة مديرية يافع رصد.
بذل جهدًا مضاعفًا وجلب المياه من أماكن بعيدة نظرًا لشحتها ومصادفة موسم الجفاف الذي أصاب رخمة المنطقة الزراعية التليدة والشهيرة بإنتاج الحبوب بمختلف أنواعها والبن في السنين الممطرة.
ومنطقة رخمة من أكبر مناطق يافع كثافة في السكان وواد زراعي شهير يتصف بالرخاء ومثلت رخمة مخزن حبوب استراتيجي في مرحلة خلت وكان يومها كل من أصابهم القحط للحصول على الحبوب عندما كانت الحبوب إلى سبعينات القرن الماضي أهم مورد اقتصادي وسيادي في يافع وهذا يتضح من مدافن الحبوب التي ما تزال في محيط كل بيت من بيوت كبار ملاك الأراضي الزراعية.
نعود إلى الأخ نبيل الصلاحي المحرمي الذي عاد من المهجر كما علمت حتى راح يجسد حبه الأزلي وعشقه للزراعة من خلال جلب شتلات وبذور أصناف عديدة من النباتات والأشجار والأعشاب يقول نبيل :”جهزت أرض حديقة البيت بتسويتها وبالتالي تقسيمها والبدء في زراعة أصناف عدة كمشتل زراعي وتجريب الأصناف الزراعية التي يمكن زراعتها في يافع ومنها رخمة بلغ مجموع الأصناف الزراعية التي نجحت زراعتها ما يزيد عن اثنين وثلاثين صنفًا بدءً من العنب بأنواعه إلى البرتغال اليوسفي وأبوسرة والليمون وكذلك التفاح والمانجو(( 5 أصناف) الأناناس وباختصار سأعطيكم كشفا بالأشجار والنباتات التي تحويها حديقة منزلي حاليا وهي: المانجو 5 أنواع والجوافة نوعين
التفاح والبرتقال أبو سره واليوسفي والليمون الحامض والبشمله والمورنجا العباسي، الباشن فروت، الدراجن فروت، السدر النبق، الهيل
الاناناس، الفراولة، الزيتون الشامي، الخروب، البولونيا، الافكادو، النخل البرحي، المشمش، الرمان، الكاجو، الجميزه، كعب الغزال، الخوخ
البن، الهليج، العاط ، العنب، الباباي.
أبين.. مزارع ينجح في زراعة 32 نوعًا من النباتات والأشجار المثمرة
سألناه وماهي الأصناف التي لم تزرع أجاب:”عدة أنواع انتهت ولكن لا أدري هل الشتلات مريضة أو الجو غير ملائم لزراعتها وهي :
الفستق، والبخارة والعنبرود والوز الصنعاني”.
وهل تستعين بمهندسين زراعيين :”لا ولكن أستعين من خلال محرك البحث جوجل والذكاء الاصطناعي والخبرة المتوارثة”.
– ماهي الصعوبات التي واجهتها
– ندرة الأمطار هذا العام وشحة المياه التي اجلبها بصهاريج السيارات تكلفني الكثير .
– ماهو الدافع لزراعة كل هذه الأصناف
– أولا هي هواية ورغبة بداخلي ثانيا نحن مزارعين أبا عن جد الجد.
– ثالثًا محاولة إدخال أصناف زراعية جديدة إلى المنطقة ومنها الشاي . الزنجبيل . الكركم . الهيل . اللوز الصنعاني. الدراجن فروت . الاناناس وغيرها.
– اتضح أنك تريد إيصال رسالة ماهي وإلى من ؟
– نعم رسالتي باتجاهات مختلفة أولا إلى أبناء يافع بضرورة العودة إلى الزراعة واستصلاح الأراضي وعدم إهمالها والنأي عن زراعة القات والاتجاه إلى زراعة المحاصيل النقدية والنباتات ذات القيمة الاقتصادية.
أوجه رسالتي إلى الحكومة والمنظمات الداعمة – يافع على ما يبدوا قابلة لزراعة أفضل أنواع الفواكه والخضروات والحبوب إذا ما توفرت المياه وتم التوجه إلى إنشاء السدود والحواجز لحفظ مياه الأمطار وحتى الاستفادة من مياه الصرف الصحي بعد فلترتها بطرق معروفة
– من أين جلبت الشتلات والبذور ؟
– من أصحاب المشاتل في لحج وأبين والمناطق الشمالية وبعض الشتلات أتيت بها من مصر والهند وبعضها جلبت البذور من السعودية
– ماهي الأصناف التي تنصح بمزيد من دراستها ورعايتها وأدعو مركز أبحاث الكود بحكم ما لديه من بقايا كادر وخبرة وتجربة إلى إنشاء مشتل في مناطق يافع لتجريب بعض النباتات ذات القيمة والمردود الاقتصادي.
– مثل ماذا ؟
– الزنجبيل والكركم (الهرد) الهيل . الشاي. العاط. الفستق وغيرها
– ماذا عن شجرة العلب (السدر) ؟
– هذه شجرة مبروكة ومهمة لاحظ الثمار التي في الصورة بحجم يزيد عن البيض كما في الصورة.
– والعلب شجرة لا تحتاج إلى كثر عناية ولا مياه ومع ذلك تنتج أغلى أنواع العسل وأوراقها تدخل في صناعات مواد التجميل أما أخشابها فهي الأصلب على الإطلاق.
– هل بهذا تدعوا إلى زراعة بدائل عن زراعة والتوسع في زراعة القات ؟
– هذا يتطلب سياسية زراعية واستراتيجية على المدى الطويل وفعلا القات آفة أشبه بآفات الأفيون بالصين.
– والقات لم يكن بهذا الكم ما قبل الوحدة عام 1990م
– ورغم الجفاف وانحسار وتراجع زراعة البن والحبوب وغيرها إلا أن القات ما يزال حاضرا ويافع التي لم يدخلها القات الشمالي قط صارت اليوم من مناطق استهلاكه القوية.
– ماذا تقول عن إهمال المدرجات الزراعية ؟
– ليست المدرجات وحدها من هجرها أهلها لإبل وأيضا الأودية.
– مع أنها أي المدرجات الزراعية تمثل تاريخ حضارة إنسانية يفاخر بها العالم.
