كتاب عدن

أين الراتب..؟!

أسامة الشرمي:

بالرغم من الأزمة الاقتصادية، وتدهور سعر العملة، وتدني مستوى الخدمات خلال السنوات العشر الماضية، ظل التزام الحكومة الشرعية بدفع الرواتب هو ما يميزها عن سلطة الانقلاب الغاشمة في #صنعاء.

وعندما نتطرق للأزمة في سياق الحديث عن الرواتب، أو نقارنها بمناطق الانقلاب، فذلك لا يعني إطلاقاً تميّز المليشيا في أي من الجانبين، بل تنهب المواطنين وتنهب رواتبهم وتبيعهم الخدمات العامة بأسعار تجارية جشعة.

اليوم لا يوجد مبرر لتأخير صرف المرتبات، التي تحولت عملياً إلى معونات شهرية لا ترقى لأن تُسمى مقابلاً لساعات العمل، لكنها تحافظ على الحد الأدنى من العلاقة التعاقدية بين (العامل) أي الموظف، و(صاحب العمل) أي الحكومة في هذا المقام.

حباً في الله، أوقفوا الإنفاق في أي بند غير ضروري، وادفعوا رواتب الموظفين. لا تجعلوا قوت الناس وسيلة لمحاربة رئيس الحكومة، ولا تحاولوا تشويه صورة محافظ البنك المركزي عبر استغلال معاناة المقهورين.

أنا اكتب هذا المنشور، بسبب الكثير من التعليقات، التي طالبتني بالحديث عن هذا الموضوع بالتحديد، تقريباً في كل منشور انزله على حسابي، اجدع تعليقاً أو اكثر يطالب بالحدث عن المرتبات، ولدى المعلقون هؤلاء الحق في ذلك، لأن الراتب يكاد أن يكون هو مصدر الدخل الوحيد للكثير من الأسر، وهو -أي الراتب- ما يجمع الحكومة بالناس، وهو ما يحول دون اتساع الفجوة بينها وبينهم.

ختاماً عندي مقترح أو أمنية؛ أتمنى أن نسمع في المناسبات الوطنية القادمة إعلان مكرمة بصرف راتب إضافي لموظفي القطاع العام والخاص والمختلط، وكذلك الجيش والأمن؛ فقد باتت هذه المناسبات تمرّ وتذهب، فيما الناس منشغلون بالبحث عن قوت يومهم.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى