شؤون محلية

تعز.. محاولات إخوانية لتمييع قضية اغتيال افتهان المشهري



عدن اوبزيرفر/،متابعات:
تتواصل في محافظة تعز محاولات حزب الإصلاح الإخواني لتمييع قضية اغتيال مديرة صندوق النظافة وتحسين المدينة، الشهيدة افتهان المشهري، التي قُتلت في 18 سبتمبر الماضي في جريمة كشفت عن حجم المأزق الذي يعيشه الحزب في المدينة.

فبعد أن أثبتت التحقيقات تورط قيادات عسكرية محسوبة على الإصلاح في التخطيط والتنفيذ، اختار الحزب أسلوب المراوغة والتضليل بدل التعاون مع القضاء، معتمدًا على تغيير الروايات وتوجيه الإعلام نحو خلط الحقائق لتخفيف الغضب الشعبي المتزايد.

آخر هذه المحاولات ظهرت في تصريحات القيادي حمود سعيد المخلافي من منفاه في تركيا، والتي رأى مراقبون أنها تؤكد إصرار الجماعة على حماية المتورطين، والتلاعب بمسار العدالة من خلال ترويج روايات متناقضة لتبرير تصفية المتهم الرئيسي قبل كشف خيوط الجريمة ومن يقف وراءها.

وخلال الأيام الماضية، حاول المخلافي، الذي يلقب نفسه بقائد المقاومة الشعبية في تعز، الترويج لنسخة جديدة من الأحداث تزعم أن منفذ العملية صادق المخلافي قُتل برصاص قناص حوثي بعد أن أبلغ الحملة الأمنية بمكان تواجد المتهم. غير أن هذه الرواية وُصفت بـ”المكشوفة”، لتناقضها مع البيانات الأمنية التي أكدت أن المتهم تمت تصفيته ميدانيًا بعد إصابته وعجزه عن الحركة.

مقطع مصور انتشر قبل مقتل المتهم زاد من تعقيد القضية، إذ كشف فيه عن اسم المحرض والمخطط الرئيس، وهو القيادي العسكري محمد سعيد المخلافي، شقيق حمود المخلافي وعضو اللواء 170 التابع للإصلاح. هذا الاعتراف، الذي فُسِّر بأنه لحظة سقوط آخر أوراق الحزب، يوضح – وفق ناشطين – سبب التسرع في تصفية المنفذ للتخلص من “الصندوق الأسود” للجريمة.

تصريحات المخلافي من تركيا فجرت موجة غضب واسعة في تعز، إذ رأى الأهالي أن محاولات الحزب لخلط الأوراق تهدف فقط إلى حماية قيادات متورطة والتلاعب بالعدالة، مطالبين بنقل ملف القضية إلى العاصمة عدن لضمان نزاهة التحقيق بعيدًا عن نفوذ الإصلاح داخل المحافظة.

الناشط الحقوقي عنتر الشعيبي قال إن ما حدث “عملية إعدام ميداني للمتهم صادق المخلافي”، مؤكدًا أن “التصريحات الجديدة تؤكد أن التصفية كانت متعمدة لإخفاء الحقيقة”، متسائلًا عن هوية القناص الذي نفذ العملية ومن أمره بذلك، ولماذا لم يتم القبض على المتهم حيًّا رغم إصابته في قدميه.

أما الصحفي ياسر اليافعي، فاعتبر أن رواية حمود المخلافي محاولة بائسة للتغطية على الفاعلين الحقيقيين، متسائلًا: “كيف لشخص مصاب بعدة طلقات في قدميه أن يصل إلى مناطق الحوثيين؟”، مؤكدًا أن القصة غير منطقية وهدفها الوحيد التخلص من الشاهد الأهم في القضية.

ويرى مراقبون أن تمسك حزب الإصلاح بسياسة التمييع يعكس نهجًا ثابتًا يلجأ إليه الحزب عند الأزمات، عبر اختلاق روايات بديلة أو إثارة قضايا جانبية لتشتيت الأنظار، كما حدث مؤخرًا مع تصاعد الغضب الشعبي في تعز وخروج مظاهرات تطالب بتسليم المطلوبين للعدالة ممن يحظون بحماية الحزب.

وبينما تستمر القيادات الإخوانية في محاولاتها طمس الحقائق، يتمسك الشارع التعزي بمطلبه الواضح: كشف الحقيقة كاملة ومحاسبة المتورطين أيًا كانت مناصبهم، مؤكدين أن دم الشهيدة افتهان المشهري لن يضيع، وأن أي محاولة لتمييع القضية ستزيد إصرار الناس على كشف المستور وتحقيق العدالة.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى