تقارير

الحوثي خسارة حقل للدعاية والمزايدة

الحوثيون يدارون حرجهم خلف موقف مرحب باتفاق غزّة
مزايدة حوثية على حماس بذكر أهداف خيالية لاتفاق وقف إطلاق النار.

صنعاء – انضمت جماعة الحوثي المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء من اليمن إلى موجة الترحيب الإقليمي والدولي الواسع باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزّة والذي تمّ التوصّل إليه برعاية من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك في موقف قد يتناقض مع توجّه الجماعة الموالية لإيران والتي ستفقد بالتهدئة بين حركة حماس الفلسطينية والدولة العبرية سببا لصراع مع الأخيرة يرجّح أنّه مطلوب لذاته من قبل طهران التي تستخدم الحوثيين ضمن منظومة أوسع من الأذرع المحلية في إثارة القلاقل واستدامة التوترات في المنطقة سعيا لإشغال خصومها الإقليميين والدوليين.

وقال عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد الفرح إن جماعته “ترحب بأي اتفاق يحافظ على ثوابت القضية الفلسطينية ويصون حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة”، حسبما أفادت وكالة أنباء سبأ في نسختها التابعة للحكومة الحوثية الموازية غير المعترف بها دوليا.

ويصنّف محللو الشؤون اليمنية جماعة الحوثي كطرف متضرر من جهود وقف الحرب في القطاع خصوصا وقد جاءت تلك الجهود في وقت اتّجهت فيه الجماعة لزيادة وتيرة التصعيد، ليس فقط بتكثيف هجماتها الصاروخية وبالطائرات المسيرة على أهداف داخل إسرائيل، ولكن أيضا بمحاولتها استفزاز الولايات المتحدة التي سبق أن أعلنت عن الدخول في هدنة معها، وذلك بإعلانها مؤخّرا عن فرضها “عقوبات” على شركات نفط أميركية كبرى واستهداف سفن مرتبطة بتلك الشركات.

ويطلق الحوثيون منذ نوفمبر 2023 صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل التي تنجح في إسقاط غالبيتها، وتشنّ الدولة العبرية في المقابل غارات جوية على أهداف في صنعاء وباقي مناطق سيطرة الجماعة تخلّف خسائر مادية وبشرية فادحة ودمارا هائلا في البنى التحتية المدنية.
لكن الحوثيين لم يبدوا مكترثين بتأثير الحرب ضد إسرائيل على حياة السكان في مناطق سيطرتهم، حيث ينظرون بشكل رئيسي للنتائج الدعائية التي يجنونها من وراء تلك الحرب غير المتكافئة ومن بينها إكساب قياداتهم صفة الشجاعة والجهادية والنضال إلى جانب الفلسطينيين.

وقال الفرح: “يتابع شعبنا اليمني باهتمام بالغ ما أعلن مؤخرا من اتفاق بين المجاهدين الفلسطينيين والعدو الإسرائيلي، بشأن الأوضاع الإنسانية والسياسية والأمنية والعدوان الذي يشنه العدو الإسرائيلي على قطاع غزة. وندعم أي جهد يهدف إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، ووقف العدوان وكسر الحصار، وضمان الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. ونرحب بأي اتفاق يحافظ على ثوابت القضية الفلسطينية ويصون حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.”

واعتبر الفرح أن “العدو الإسرائيلي هو الطرف المعتدي والمتحمل والمسؤول عن الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، وأن أي اتفاق لا بد أن يؤدي إلى وقف شامل للعدوان، ورفع الحصار، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة دولته على كامل أرض فلسطين المحتلة وعاصمتها القدس.”

وتفوق تلك الأهداف المعلنة من قبل المسؤول الحوثي بكثير الأهداف التكتيكية التي سعت حركة حماس لتحقيقها من خلالها موافقتها على المضي في الاتفاق مع تل أبيب والتي لا تتجاوز سقف إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتخفيف الظروف اللاإنسانية التي أصبح سكان قطاع غزة يعيشونها بسبب الحرب الضارية والمنفلتة من الضوابط التي تشنها عليهم إسرائيل دون تفريق بين مدني مسالم ومسلّح مقاتل.

وخلص الفرح إلى القول: “إذ نرحب بهذا التطور، فإننا نأمل أن يسهم في تعزيز وحدة الصف الفلسطيني، وتثبيت صمود المقاومة، وفتح آفاق سياسية وإنسانية تحفظ كرامة الشعب الفلسطيني وتخدم قضيته العادلة.”

ومنذ نحو عامين، نفذت جماعة الحوثي عمليات عسكرية متعددة بصواريخ ومسيرات استهدفت فيها إسرائيل، وتقول إن عملياتها إسناد لغزة.

وفجر الخميس، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفاق إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطته لوقف الحرب وتبادل أسرى، في حين قالت الحركة إن الاتفاق يقضي بإنهاء الحرب، وانسحاب إسرائيل، ودخول المساعدات، وتبادل أسرى.العرب

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى