
د. غسان ناصر عبادي
بين طموح السكن وواقع البسط.. من ينتصر للعلماء؟
> في مشهد يختزل مرارة الواقع وعبث المتنفذين، يعيش أكثر من أربعة آلاف أكاديمي جنوبي مأساة حقيقية بعد أن تم السطو على أراضيهم في مخطط عصل المنصورة، وهو المخطط الذي خصص للجمعية السكنية الثانية التي تضم أعضاء من جامعات عدن وأبين ولحج وشبوة.
قبل سبع سنوات، حلم الأكاديميون أخيرًا بامتلاك قطعة أرض تقيهم عناء الإيجارات المرتفعة التي تلتهم أكثر من نصف رواتبهم، دفع كل عضو مبالغ تراوحت بين 200 ألف إلى 700 ألف ريال، وتم إجراء القرعة بشفافية، وتوزيع العقود بإشراف الهيئة الإدارية للجمعية السكنية الثانية، وبحضور رئاسة جامعة عدن وعدد من مسؤولي الجامعات.
كان ذلك اليوم يومًا استثنائيًا، إذ شعر الأكاديميون الجنوبيون أن العدالة الاجتماعية بدأت تلامس واقعهم، وأنهم أخيرًا على وشك امتلاك مأوى يحفظ كرامتهم بعد سنوات طويلة من الخدمة في ميادين التعليم والبحث العلمي.
لكن فرحتهم لم تدم طويلًا؛ فبعد عام فقط من توزيع الأراضي، تفاجأ الجميع ببسط واسع على المخطط من قبل هوامير فساد ومتنفذين، لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، ليصادروا حلم آلاف الأكاديميين ويحولوا المشروع السكني الجامعي إلى غنيمة غير مشروعة في وضح النهار، ضاعت الأموال التي بلغت ملايين الريالات، وضاع معها الأمل الذي كان يراود أساتذة الجامعات في امتلاك سقف يأويهم وعائلاتهم.
اليوم، وبعد مرور أكثر من سبع سنوات على هذه الجريمة الصامتة، ما يزال الأكاديميون ينتظرون إنصافًا وعدلاً من الدولة، ونحن – باسم أعضاء الجمعية السكنية الثانية ومنتسبي الجامعات الجنوبية – نرفع نداءنا العاجل إلى المجلس الرئاسي ودولة رئيس الوزراء والجهات المختصة كافة:
اختاروا بين أكثر من أربعة آلاف أكاديمي شريف خدموا الوطن بعقولهم وأقلامهم، أو أربعة متنفذين فاسدين بسطوا على حقوقهم وأحلامهم!
إن إنقاذ مخطط “عصل المنصورة” من أيدي العابثين ليس مجرد قضية أراض، بل قضية كرامة لهيئة التدريس الجامعية الجنوبية، ورسالة بأن العدالة ما زالت قادرة على أن تنتصر للحق مهما طال الزمن.



