كتاب عدن
خطاب “لن نقبل”

ليست المشكلة في الكلمتين ذاتها، بل في ما تتركه من فراغ.
“لن نقبل” هذا الوضع البائس (مثلاً)، أو غيرها من “لن نقبل”… كانت في أصلها صيحة رفض تحمل وعد بالتغيير، لكنّها تحوّلت بمرور الوقت إلى لازمة خطابية فقط، تُقال لتملأ الصمت دون أن تكسره.
كلما تكرّرت “لن نقبل”، ازداد ما نقبل به، دون أن نشعر.
كأن لغة الوعود فقدت وقعها على افئدة الصابرين، فغدت الكلمات مجرد (تذكير) المحبطين بأن الواقع ما يزال على حاله.
من هنا تبدأ المساءلة: لماذا يتحوّل الرفض إلى طقس خطابي وليس موقف مدروس جاد، له ما بعده. فحين يُستبدل الفعل بالقول، لا ينتظر الناس التغيير القادم وانما ينتظرون الخطاب القادم.
أحمـــــــــــدعبداللاه



