أزمة الكهرباء والأسعار والمرتبات تنهك حياة الناس

اللواء علي حسن زكي
إن انقطاعات الكهرباء والماء لازالت مستمرة وإن أتت فمجرد طيف عابر، والارتفاعات السعرية تتصاعد والتجار وأصحاب الصيدليات بصورة عامة يتسابقون على ارتفاعاتها رغم تحسن سعر الصرف بعدما شهدت هبوطًا بسيطًا في بداية الإصلاحات قياسًا بتحسن الصرف غير أنها ما لبثت أن عاودت الارتفاع لضعف استمرار الرقابة من ذوي العلاقة والاختصاص، فيما انقطاع المرتبات لازال مستمرًا هو الآخر لخمسة أشهر والسادس على الأبواب ولا يبدو أن هناك أي مؤشر على الانفراجة باستثناء راتب شهر تم صرفه لم يحل للموظف أي مشكلة بل زاد من مضاعفاتها (أعطي لمن ذا القلب وأعطي لمن ذا العين).
مترافقا مع شح في العملة المحلية بعد أن كانت قد شهدت تحسنًا ملموسًا، شح ليس فقط في سوق الصرف والتداول ولكن في البنك أيضًا، لقد أنهك كل ذلك حياة الأسر والأطفال وضاعف من معاناتهم حيث تم تسجيل أكثر من حالة انتحار بين صفوف الآباء بعد أن وجدوا أنفسهم غير قادرين على إطعام أطفالهم والتخفيف من معاناتهم بسبب انتشار المجاعة ولا حياة لمن تنادي.
فكيف للناس والحال كذلك أن تعيش وهل هناك من صحوة ضمير وحلول عاجلة وملموسة تخرجهم من نفق كارثة المجاعة، بعيدا عن مجرد اجتماعات وقرارات لم تصل نتائجها بعد إلى أفواههم إذ هم يأكلون عيشًا وليس قرارات.
وإذا كان من الصحيح أن شعب الجنوب قد فوض المجلس الانتقالي وقيادته ورئيسه القائد عيدروس الزبيدي ممثلا له في حمل قضيته واستعادة دولته وأنه قد أوصلها إلى المحافل الإقليمية والدولية والدول ذات التأثير في القرار الدولي فإن من الصحيح أن حياته ومعيشته وخدماته ومرتبات موظفيه تأتي في صلب التفويض طالما كان هو – الشعب – وحقه في الحياة والعيش الكريم الغاية والهدف وفي كل الأحوال.
بما هو مجلس الشراكة القيادي وحكومة الشراكة مسؤولين عن حياته في معيشته وخد ما ته ومرتبات موظفيه أيضًا وإن لم يكونوا كذلك فمن أجل ماذا الشراكة هل للتمثيل والمحاصصة وتقاسم المناصب وامتيازاتها.
أن الدولة وبصورة عامة سيادة وطنية ومؤسسات وخدمات ومرتبات وأمن واستقرار وتنمية مستدامة وان لم تكن كذلك فمن اجل ماذا وجدت وماذا عساها تكون وظائفها.
إن على من يراهنون على صبر الشعب أن يدركوا أن ذلك لن يطول وأن للصبر حدود فلقد بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر وربما ينفجر في ذات لحظة في وجه الكل (الجوع كافر).
وفي ذات السياق أن تقود قواه السياسية والاجتماعية والمدنية والمهنية نضاله السلمي للتعبير عن معاناته وإيصال صوته للخارج الإقليمي الدولي والمنظمات الحقوقية والمعنية بالدفاع عن الحقوق والحريات، فلم يعد هناك متسع من الوقت غير فتح المقابر الجماعية



