الأردن… وطن الأمن والإنسانية والعروبة الأصيلة

بقلم: أ. د عادل عبدالمجيد علوي العبادي
في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتقاطع فيه المصالح، تظل المملكة الأردنية الهاشمية واحةَ أمنٍ وطمأنينة، ومثالًا ناصعًا في التوازن والحكمة والإنسانية.
هي بلدٌ صغيرٌ في المساحة، كبيرٌ في مواقفه، عظيمٌ بأهله وقيادته، شامخٌ بعروبته الراسخة التي لا تساوم على القيم ولا تفرّط في المروءة.
من اليمن ومن مدينة عدن الباسلة تحديدًا، أبعث كلماتي هذه شهادة حقٍّ، وانطباعات صادقة، لا يحدّها إلا الامتنان.
فمن يزور الأردن، لا يلبث أن يشعر بأنه في وطنه الثاني؛ بلدٍ يفتح لك قلبه قبل بابه، ويستقبلك بوجهٍ باسمٍ وروحٍ مفعمةٍ بالودّ والكرم.
تسير في شوارعه فتشعر بالسكينة، وتتعامل مع مؤسساته فتلمس الاحترام والنظام والحرص الصادق على خدمة الجميع، دون تفرقة بين مواطنٍ أو مقيمٍ أو زائرٍ.
لقد سكن الأردن القلوب قبل أن يسكن الأبصار.
شعبه راقي بأخلاقه، نبيلٌ في تعامله، كريمٌ في طبعه، تجد فيه من الشهامة والإنسانية ما يجعل كل عربي يفاخر بأن بين الأمة بلدًا بهذا النقاء.
ولعلّ سرّ هذا الجمال الإنساني يكمن في القيادة الهاشمية الرشيدة، التي غرسَت في أبناء الأردن قيمَ العدل والرحمة والعطاء.
جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين “حفظه الله” يمثل نموذجًا للقائد العربي الذي جمع بين الحزم والحنكة، وبين الإنسانية والاعتدال.
بفضل هذه القيادة الواعية، أصبح الأردن منارة استقرارٍ وسط عالمٍ مضطرب، وملاذًا آمنًا لكل من قصد أرضه من الأشقاء العرب وغيرهم.
إنها كلمة حقٍّ ووفاء، أبعثها من القلب إلى هذا البلد الأصيل:
إلى الأردن الذي جمع بين جمال الطبيعة ونُبل الإنسان، بين التاريخ العريق والروح الحديثة، بين الأمن والحرية، والهوية والانفتاح.
هنيئًا للأردن بما هو عليه من محبة في قلوب العرب، وهنيئًا لأهله بهذا الرقيّ الذي يعكس حضارةً تمتدّ جذورها في عمق التاريخ.
ومنّا نحن اليمنين ومن عدن تحديدًا، كل الدعاء الصادق بأن يحفظ الله الأردن ملكًا وحكومةً وشعبًا، وأن يظلّ كما عهدناه دائمًا:
بلد الأمن والأمان، والنخوة والعروبة، والعطاء والإنسانية.


