القاهرة ـعدن اوبزيرفر: أثارت مشاركة الفيلم المصري الجديد “الست”، الذي يتناول السيرة الذاتية لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، في الدورة الثانية والعشرين من مهرجان مراكش الدولي للفيلم (28 نوفمبر – 6 ديسمبر)، جدلا واسعا في الأوساط السينمائية والنقدية.
ولم يكن الجدل حول مضمون الفيلم أو نجومه، بل حول قرار عرضه العالمي الأول في المغرب بدلا من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو ما اعتبره البعض خطوة غير متوقعة أثارت تساؤلات عن خلفياتها.
الفيلم من بطولة النجمة منى زكي التي تجسد شخصية أم كلثوم في معالجة درامية جديدة، ومن إخراج مروان حامد، ويُعد العمل محاولة لإعادة قراءة حياة كوكب الشرق، ليس فقط من زاوية فنية، بل أيضا من منظور اجتماعي وثقافي، يسلط الضوء على مسيرتها الاستثنائية التي جعلتها رمزا عربيا وعالميا.
ويرى بعض النقاد أن اختيار مراكش لعرض الفيلم يعود إلى الشركة المنتجة التي يملكها محمد حفظي، الرئيس السابق لمهرجان القاهرة السينمائي، رغم أن المهرجان المصري نفسه يكرّم هذا العام النجم حسين فهمي الرئيس الحالي. هذا التداخل بين الأسماء والجهات أثار نقاشا واسعا حول علاقة الإنتاج بالسياسة الثقافية للمهرجانات العربية.
ومهرجان مراكش لم يكتف بعرض “الست”، بل يقدم أيضا العرض العالمي الأول لفيلم “صوفيا” للمخرج والممثل التونسي ظافر العابدين، الذي يشارك فيه بدور البطولة، كما يشهد المهرجان أمسية احتفالية خاصة بفيلم “هامنت” للمخرجة العالمية كلوي تشاو، وهو عمل مؤثر عن الحب العائلي مستوحى من مأساة فقدان طفل ألهمت أسطورة هاملت.
ويعرض المخرج نيراج غيوان فيلمه “العودة إلى الوطن”، بينما يُختتم المهرجان بفيلم “فلسطين 36” للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، وهو ميلودراما تاريخية ترصد لحظة محورية في حياة الشعب الفلسطيني، بمشاركة نخبة من أبرز نجوم السينما العربية.
بهذا التنوع، يرسخ مهرجان مراكش مكانته كمنصة عربية ودولية لعرض الأعمال الكبرى، ويؤكد قدرته على استقطاب أهم الإنتاجات السينمائية من المنطقة. أما فيلم “الست”، فيظل محور النقاش، إذ يعيد أم كلثوم إلى الشاشة عبر أداء منى زكي، ويطرح أسئلة حول علاقة الفن بالذاكرة الجماعية، وحول موقع السينما المصرية في المشهد العربي والدولي.
