كاتب خليجي:دولة الجنوب العربي واقع لا يمكن تجاهله.

كاتب خليجي:دولة الجنوب العربي واقع لا يمكن تجاهله.
سعيد جداد-ابوعماد
يبدو أن الجنوب العربي قد استعاد اليوم مكانته ككيان حر مستقل، بعد أن كانت دولته قائمة وفاعلة قبل قيام ما سُمِّي بالوحدة اليمنية عام 1990 بين الرئيس علي سالم البيض والرئيس علي عبدالله صالح.
ورغم أن اليمنيين كانوا يتطلعون إلى الوحدة منذ سبعينيات القرن الماضي، وفشلت محاولات سابقة لتحقيقها باغتيال الرئيسين إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي، إلا أن وحدة 1990 التي تحققت اخيرا لم تُلبِّ تطلعات أبناء الجنوب العربي، ما دفع علي سالم البيض إلى إعلان فك الشراكة عام 1994. لكن غياب القدرة العسكرية حينها، إلى جانب الدعم الإقليمي والدولي لوحدة اليمن، أدى إلى فرض الوحدة بالقوة بعد هزيمة الجنوبيين.
شهد اليمن لاحقاً ثورة الربع العربي 2011 التي أطاحت بحكم صالح، وتم تسليم السلطة لعبدربه منصور هادي بتوافق محلي ودعم إقليمي ودولي. وفي سبتمبر 2014 سقطت صنعاء بيد الحوثيين، ثم تمددوا جنوباً حتى سيطروا على عدن، ما دفع هادي للفرار. وبات الحوثيون يهيمنون على معظم مناطق اليمن بدعم إيراني واضح.
وفي 26 مارس 2015 تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، بناءً على طلبي رسمي من الرئيس هادي ، فتم إضعاف الحوثي وحصاره، وتحرر معظم الجنوب العربي. ثم تواصل الاعتراف الدولي بالشرعية اليمنية، وانتقلت العاصمة المؤقتة والبنك المركزي إلى عدن.
ومع بداية ديسمبر 2025، تمكنت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وبدعم من السعودية والإمارات، من استعادة محافظات حضرموت والمهرة وشبوة وتطهيرها من الحوثيين وجماعة الإصلاح الإخوانية وهكذا اكتمل تحرير الجنوب العربي بشكل شبه كامل.
لقد باتت دولة الجنوب العربي اليوم واقعاً سياسياً وجغرافياً لا يمكن تجاهله، ولم يتبقَّ سوى استكمال الجوانب القانونية والدبلوماسية لإعلان الدولة رسمياً ونيل الاعتراف الدولي.
وفي تصوري انه مصلحة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي أن تبادر دول مجلس التعاون الخليجي إلى دعم دولة الجنوبي العربي والاعتراف به، باعتباره الضامن الأهم لاستقرار البحر العربي والبحر الأحمر وممرات التجارة الدولية.



