شؤون محلية

دبلوماسيون غربيون على تواصل مع الزبيدي بشأن إعلان الاستقلال

دبلوماسيون غربيون على تواصل مع الزبيدي بشأن إعلان الاستقلال

التطورات في جنوب اليمن فرضت واقعًا جديدًا يستحيل معه استمرار “الوحدة”
عدن اوبزيرفر/غرفة الاخبار:
كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أن دبلوماسيين غربيين كانوا خلال الأسبوع الماضي على تواصل مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، في محاولة لمعرفة نوياه من إعلان دولة الجنوب المستقلة إثر التطورات العسكرية الأخيرة في حضرموت والمهرة.

وأضاف الصحفية في تقرير نشرته أمس أن الدبلوماسيين الغربيين بحثوا مع الزبيدي، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، طبيعة علاقاته مع روسيا، وانعكاسات تلك التطورات على مسار المواجهة مع الحوثيين المدعومين من إيران، وذلك في ظل صمت غربي رسمي وعدم صدور أي بيان علني من الولايات المتحدة حتى الآن.

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن التطورات الميدانية المتسارعة في جنوب اليمن باتت ترسم واقعًا سياسيًّا جديدًا، مع بسط قوات المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرتها على كامل المحافظات الجنوبية الثماني التي كانت تُشكّل دولة الجنوب السابقة، في خطوة وصفتها الصحيفة بأنها الأهم منذ إعادة توحيد اليمن عام 1990، وتفتح الباب بشكل غير مسبوق أمام خيار استعادة الدولة الجنوبية.

وأضافت “الجارديان” أن 10 آلاف مقاتل من قوات المجلس الانتقالي تدفقوا خلال الأيام الماضية نحو محافظتي حضرموت والمهرة، بما منح الانتقالي قدرة عملية على توحيد الجغرافيا السياسية للجنوب، وفرض معادلة جديدة أربكت حسابات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا.

وأشارت الصحيفة إلى أن انسحاب القوات السعودية من مواقع سيادية في عدن، بينها القصر الرئاسي ومطار عدن الدولي، عُدّ مؤشرًا على تراجع نفوذ الحكومة اليمنية في الجنوب، وعجزها عن فرض سيطرتها على الأرض أمام واقع عسكري جديد فرضته القوات الجنوبية والمجلس الانتقالي سياسيًّا.

ورغم تحذيرات بعض الدوائر الغربية من المخاطر السياسية المترتبة على إعلان الاستقلال بشكل فوري، فإن التقرير يؤكد أن المجلس الانتقالي بات يمتلك أدوات ضغط سياسية وعسكرية تمكّنه من فرض مسار سياسي يقود في النهاية إلى استفتاء شعبي على تقرير المصير.

وسلط التقرير الضوء على الفجوة المتنامية بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي والمجلس الانتقالي، بعد رفضه لما وصفه بـ”الإجراءات الأحادية”، بالتزامن مع تحركاته الدبلوماسية في الرياض مع مسؤولين بريطانيين وفرنسيين وأميركيين.

كما لفتت الصحيفة إلى أن سيطرة قوات الانتقالي على شركة بترومسيلة في حضرموت منحت المجلس ثقلًا اقتصاديًّا كبيرًا عزز فرصه في إدارة موارد الدولة مستقبلًا، وكرّس حضوره كأمر واقع سياسي وأمني في المحافظات الجنوبية.

وأكدت “الجارديان” أن الموقف الدولي ما يزال يتسم بالحذر العلني، لكنه بدأ يتكيف واقعيًّا مع التحولات الميدانية، في ظل قناعة متزايدة بأن صيغة ما بعد 1990 باتت غير قابلة للاستمرار عمليًّا.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن الجنوب يقف اليوم على أعتاب مرحلة تاريخية، أقرب من أي وقت مضى إلى استعادة دولته، مستفيدًا من قوة ميدانية موحدة، وتماسك سياسي، وتراجع مراكز النفوذ المنافسة.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى