صحيفة دولية: إخوان اليمن قلقون من خسارة مأرب لا من انفصال الجنوب

صحيفة دولية: إخوان اليمن قلقون من خسارة مأرب لا من انفصال الجنوب
عدن اوبزيرفر/غرفة الأخبار:
اعتبر تقرير نشرته اليوم جريدة العرب اللندنية أن جوهر القلق الذي يحرك جماعة إخوان اليمن لا يرتبط بالدفاع عن “الوحدة اليمنية” كما يعلن الحزب في خطاباته السياسية، بقدر ما يرتبط بخشيته من فقدان معقله الرئيسي في مأرب، التي تحولت إلى مركز نفوذ سياسي وعسكري واقتصادي للحزب.
ووفقًا للتقرير، فإن تقدّم المجلس الانتقالي الجنوبي ميدانيًّا في محافظات حضرموت والمهرة وشبوة، وتعزيز حضوره الشعبي عبر الفعاليات والاعتصامات في عدن ومحافظات جنوبية أخرى، كشف عن حقيقة المخاوف داخل أوساط الإخوان في اليمن، حيث باتوا يرون أن انحسار نفوذ الشرعية في الجنوب سيجعل مأرب الحصن الأخير لها، وهو سيناريو يرفضه قادة الحزب وعلى رأسهم سلطان العرادة الذي يقود السلطات المحلية هناك.
وأشار التقرير إلى أن مأرب، الغنية بثرواتها النفطية والغازية، لم تُدار خلال السنوات الماضية بوصفها محافظة تابعة فعليًّا لمؤسسات الدولة، بل جرى التعامل معها كمنطقة نفوذ خاصة يُدار خلالها القرار الإداري والأمني والعسكري بعيدًا عن المركز، وهو ما جعلها تمثل ركيزة القوة الأساسية لحزب الإصلاح.
وبيّنت” العرب” أن خشية الحزب من تمدد الانتقالي الجنوبي لا تنبع من حرصه على بقاء الدولة الموحدة، بل من قلقه من انتقال الزخم العسكري والسياسي لاحقًا باتجاه مأرب، ما قد يهدد شبكة المصالح الواسعة التي بناها الحزب هناك.
إلى ذلك صعّدت أحزاب يمنية، يتقدمها الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام، لهجتها ضد تحركات المجلس الانتقالي، عبر بيانات مشتركة حذّرت فيها مما سمّته”إجراءات أحادية” في شبوة وحضرموت والمهرة، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لوقف ما وصفتها بـ ”فرض الأمر الواقع”.
وذكر التقرير أن هذه البيانات كشفت محاولة واضحة لنقل المعركة من الميدان إلى الساحة الدولية، عبر التحذير من تداعيات اقتصادية وإنسانية وأمنية، في مسعى لاستعادة الغطاء السياسي الذي بدأ يتآكل مع التقدم الميداني لقوات الانتقالي.
تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية في عدد من الدول زاد من حالة القلق داخل الإصلاح، وجعل خياراته محدودة في مواجهة مشروع المجلس الانتقالي، الأمر الذي دفعه إلى التركيز على أدوات الضغط الإعلامي والسياسي بدل المواجهة المباشرة.
وعلى المستوى الدولي، أظهر موقف القوى الكبرى قدرًا من الحياد، حيث اكتفت بالدعوة إلى التهدئة وضبط النفس، دون إصدار إدانات حادة ضد تحركات المجلس الانتقالي، وهو ما فسّره مراقبون على أنه إدراك دولي متزايد لتعقيدات المشهد جنوب اليمن.
وخلص التقرير إلى أن الصراع الجاري لم يعد صراعًا حول “الوحدة” بقدر ما بات مواجهة مفتوحة بين مشروع استعادة دولة الجنوب، ومخاوف الإخوان من خسارة آخر معاقل نفوذهم في مأرب، ما ينذر بمرحلة جديدة في مسار الأزمة اليمنية.



