مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث.. تنوع ثقافي، وأصالة عريقة، تُحكى بروح واحدة وتُرفع أمام العالم

هند العمودي:
مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث..
تنوع ثقافي، وأصالة عريقة، تُحكى بروح واحدة وتُرفع أمام العالم
لكن المؤلم حقًا، والمؤسف حدّ الوجع، أن تراث لحج – وهو تراث ضارب في التاريخ، غني، أصيل، ومشرّف – مُهمَل وكأنه لا يساوي شيئًا، وكأن لحج بلا هوية ولا تاريخ
أي ظلم هذا؟ وأي تجاهل مخزٍ؟
لا يوجد في تراث لحج شيء معيب، بل العيب كل العيب في إهماله وتهميشه.
الشباب القائمون على هذا العمل التراثي طرقوا كل الأبواب، وبدؤوا بالسلطة المحلية في لحج، ممثلة بالمحافظ، وكانت النتيجة المعلنة 100 ألف ريال يمني فقط لا غير.
وللعلم، هذا المبلغ لم يتم تسليمه لهم أصلًا حتى هذه اللحظة، وكأنه مجرد رقم للاستهلاك الإعلامي لا أكثر
بالله عليكم، هل هذا يُسمّى دعمًا؟
وهل يُعقل أن يُترك شباب يحملون همّ تراث محافظة كاملة من دون حتى قيمة المواصلات؟
نعم، وللأسف، الشباب القائمون على هذا العمل لا يملكون حتى أجرة التنقّل، ومع ذلك يواصلون العمل بكرامة وإصرار، بينما الجهات المسؤولة تتفرّج بصمت مخزٍ.
أما مكتب الثقافة، فحدّث ولا حرج…
لا دعم، لا اهتمام، ولا أي موقف يُحترم، وكأن تراث لحج لا يعنيهم من قريب ولا من بعيد.
ما يحدث اليوم عيب كبير وفشل ذريع يُحسب على السلطة المحلية في لحج.
بهذا الإهمال، أنتم لا تهمّشون فعالية فقط، بل تُهينون تاريخًا وهويةً كاملة، وتقدّمون لحج وكأنها بلا إرث ولا حضارة، وهذا افتراء فجّ على الحقيقة.
لذلك، نوجّه نداءً صريحًا وقويًا إلى فاعلي الخير، ومحبي لحج، وكل من يحمل ذرة انتماء لهذه الأرض:
ادعموا هؤلاء الشباب، فهم يعملون من جيوبهم، من وقتهم، ومن كرامتهم، دفاعًا عن هوية لحج وتراثها.
لا تتركوا التراث يُقتل بالإهمال، ولا تسمحوا للتاريخ أن يُهان بالصمت.
لحج ليست بلا تراث…
بل بلا من ينصف تراثها.
والتاريخ لن ينسى، ولن يرحم من قصّر.



