مقالات

أرض الصومال… حين تبرر الغاية الوسيلة



خمسة وثلاثون عامًا مرت على أرض الصومال، دون أن يلتفت إليها العرب، خمسة وثلاثون عامًا من النضال وبناء الدولة بصبرٍ طويل. تخلّ عنها الجميع، ولم تحصل على أي اعتراف رسمي، سوى اعتراف أبنائها في الداخل والخارج.
ورغم ذلك، نجحت في بناء مقومات الدولة، وأرست مرتكزاتها، وكافة مؤسساتها. بفضل ابناءها وأجرت انتخابات يفاخر بها الجميع، لكن لم تجرؤ أي دولة عربية على الاعتراف بها. لم يعترف بها سوى أبنائها، الذين رفعوا علمها عاليًا، وهم أنفسهم من أسسوا الدولة وبنوا البلاد، ولا فضل لأحد عليهم.

استنكر العرب على شمال.وجنوب الصومال عروبتهم، وقالوا لهم: أنتم أفارقة ولستم عربًا. واليوم يتباكون لأنها جزء منها حصلت على اعتراف من دولة معادية للعرب والمسلمين، رغم أن 90% من الدول العربية مطبّعة معها من تحت الطاولة.ومن فوق الطاولة.
غير أن أرض الصومال امتلكت شجاعة مواجهة الواقع، ودفع تلك الدولة إلى الاعتراف بها، لا حبًا فيها، ولكن لأن الغاية تبرر الوسيلة.

غدًا ستتسابق الدول للاعتراف بها، وسيأتي إليها الجميع متسائلين: كيف استطاعت أن تبقى خمسة وثلاثين عامًا دولة بكل مقوماتها، كيف تم بناء وطن من العدم و تُجري انتخابات رئاسية بسلاسة، دون اعتراف رسمي؟
وسيتعلمون منها معنى الصمود الحقيقي من أجل بناء الوطن والدولة.

إن الأسباب التي دفعت أرض الصومال لقبول هذا الاعتراف تعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية:

أولًا: جامعة الدول العربية لم تقم بواجبها في حل قضية أرض الصومال، وتركَتها خمسة وثلاثين عامًا في عزلة. ولولا أبناؤها وولاؤهم للوطن في الداخل والخارج، لما صمدت الدولة ولا بُنيت مؤسساتها.

ثانيًا: إسرE يل تهيمن على موازين السياسة العالمية، وهي الأب الروحي لكثير من الدول، بما فيها دول عربية، ولا يضرها أن تضيف لها “ابنًا” جديدًا إلى دائرة نفوذها.

فمن الذي دفع أرض الصومال إلى هذا الخيار؟ أليست جامعة الدول العربية التي عجزت عن فضّ النزاعات وصون الحقوق؟ لم تستطع أن تقدم شيئًا يُذكر لأرض الصومال، فلماذا يتباكون اليوم؟

دعوا الناس تفرح، دعوا الشعوب تستعيد أوطانها وأرضها، حتى وإن اضطرت إلى التحالف مع الشيطان نفسه.

إن ما فعلته أرض الصومال ليس خيانة، بل نتيجة طبيعية لخذلانٍ عربي طويل. وحين تُغلق الأبواب أمام الشعوب، فإنها ستبحث عن أي نافذة للنجاة. والتاريخ لا يحاسب الدول على الوسائل بقدر ما يحاسبها على قدرتها على البقاء وبناء أوطانها رغم العزلة والتجاهل.
ارض الصومال اندمجت بوحدة اندماجية تخلت عن كل شيء مقابل بناء الصومال الكبير ولكن لم تجنى غير الخذلان وإستباحة ارضها وقتل علمائها.
دعوا ارض الصومال تتنفس

/
/
/
/
/
فردوس العلمي = مجرد قلم

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى