وزير الخارجية السابق يرد على الكاتب عبدالرحمن الراشد

وزير الخارجية السابق يرد على الكاتب عبدالرحمن الراشد
🧵خارطة الطريق: الواقعية السياسية نحو أستحقاق الاستقلال
خالد اليماني
٤/١ المقال الذي نشره الإعلامي السعودي الكبير الأستاذ عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، حول رؤيته لخريطة طريق عقلانية وتوافقية لقيام دولة الجنوب العربي، لا يمكن قراءته إلا بوصفه تشخيصاً سياسياً متقدماً للحظة اليمنية الراهنة، وتعبيراً عن المقاربة السعودية التاريخية والمتجددة تجاه جنوب اليمن، باعتباره عمقاً استراتيجياً أصيلًا للمملكة العربية السعودية ولمنظومة الأمن الخليجي ككل. وهي مقاربة تلتقي، في جوهرها، مع الرؤية التي تبناها المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه في ٢٠١٧، والتي أهلته ليكون طرفاً رئيسيًاً في معادلة اليوم، لا على هامشها.
ومع أهمية ما طرحه الكاتب من أفكار ومسارات، فإن بعض المداخل التاريخية والمقارنات الواردة في المقال قد لا تنسجم كلياً مع حقيقة القضية الجنوبية، التي لم تكن نتاج نزعة انفصالية كما يفضل البعض تكرارها، بل جاءت نتيجة مسار طويل من الإقصاء والتجويع والعنف السياسي، بلغ ذروته باجتياح الجنوب بالقوة العسكرية في حرب 1994، وتحويل الوحدة من مشروع شراكة إلى واقع إلحاق وهيمنة.
ولعل من الضروري التذكير، في هذا السياق، بأن المملكة العربية السعودية كانت من أوائل الأطراف التي نبّهت، في عام 1990، قيادة الجنوب آنذاك إلى مخاطر التسرّع في الذهاب إلى وحدة غير محسوبة العواقب، جاءت في لحظة انهيار دعم المعسكر الاشتراكي لليمن الديمقراطية عقب سقوط الاتحاد السوفيتي. وقد أثبتت التجربة لاحقاً أن تلك النصيحة لم تكن موقفاً سياسياً عابراً، بل قراءة استراتيجية بعيدة النظر، تجاه مآلات كيان هشّ لم تُبنَ وحدته على أسس مؤسسية أو توافقية، بل إلحاقية.



