عربية ودولية

لماذا لاتدافع روسيا عن إيران..؟


لماذا لا تدافع روسيا عن إيران؟
موسكو/عدن اوبزيرفر:

قالت هانا نوته، مديرة برنامج أوراسيا لمنع الانتشار النووي في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي، إن تتعرّض إيران لضربات متعاقبة ومدمرة، في حين تلتزم روسيا حليفتها الأبرز على الإطلاق الصمت.

وفي الماضي، كان دعم طهران يخدم مصالح موسكو، خاصةً في سياق الحرب في أوكرانيا. فقد زوّدت إيران روسيا بطائرات مسيّرة من طراز “شاهد” في وقتٍ كانت فيه روسيا في أمس الحاجة إليها.

تحالف يدعو للقلق الاستراتيجي
وأضافت الباحثة، وهي زميلة أولى غير مقيمة في برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في مقالها بموقع مجلة “أتلانتك”: غير أنَّ هذا التحالف بدأ يسبّب قلقاً إستراتيجياً في الغرب.

وضربت إسرائيل حماس وحزب الله بقوة، وردّت إيران بهجماتٍ محدودة الأثر، وانتقمت إسرائيل بدورها بتدمير قدرات طهران الصاروخية والدفاعية، بما في ذلك منظومات S-300 الروسية، مما كشف عن ضعف ايران.

وهناك كان على روسيا أن تختار؛ فإما أن تدعم إيران بقوة وإما أن تتراجع بهدوء، بحسب الكاتبة.

وحين أُطيح ببشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024، لم تتدخل روسيا رغم تحالفها المديد معه، مما أثبتَ حدود التزامها تجاه حلفائها.

وعلى الرغم من استمرار التعاون التقني مع إيران وتوقيع اتفاقية شراكة في يناير (كانون الثاني)، رفضت موسكو إمداد طهران بأسلحة نوعية قد تردع إسرائيل، مثل الطائرات المتطورة أو الدفاعات المتقدمة.



مصالح لا أيديولوجيا
وتابعت الباحثة: على الرغم من العداء المشترك للغرب، فإن روسيا ليست مستعدة للتورط العسكري دفاعاً عن إيران، فهي تُوازن بين علاقتها المعقدة بإسرائيل، وتنسيقها مع منظومة أوبك، والتزاماتها في أوكرانيا.

فضلاً عن ذلك، فهي لا ترغب في أن تمتلك إيران سلاحاً نووياً، لأن قوة نووية مستقلة ستضعف نفوذها على طهران.


مكاسب محتملة
ورأت الكاتبة أنه على الرغم من تحفظ روسيا، فقد تجني مكاسب من الحرب، فاستمرار الصراع يعطّل جهود الرئيس ترامب الرامية إلى التوصل لاتفاق نووي مع إيران، ويجعل واشنطن تبدو واهنة.

كما أن ارتفاع أسعار النفط، خاصةً إذا أغلقت طهران مضيق هرمز، سيُخفف الضغط على الاقتصاد الروسي.

ورغم توقف إمدادات الأسلحة الإيرانية، باتت موسكو تصنع المسيّرات محلياً، كما أن تركيز الإعلام والمنظومات الدفاعية الأمريكية على الشرق الأوسط قد يخفف الضغوط على الجبهة الأوكرانية.

لكن حرباً طويلة الأمد قد تُزعزع الاستقرار في جنوب القوقاز الذي تملك فيه روسيا مصالح، غير أنها غير قادرة حالياً على التدخل بسبب انشغالها بالحرب في أوكرانيا، وإذا انهار النظام الإيراني، فستفقد موسكو شريكاً مهماً.


ماذا يمكن أن تقدّم روسيا؟
أبدى بوتين استعداده مؤخراً للمساعدة في التوسط مع إيران، في إشارةٍ لرغبة روسيا في العودة إلى المسرح الدبلوماسي الدولي، وربما كسب وقت في مفاوضات أوكرانيا.

وفي النهاية، تقول الكاتبة، إن روسيا تفضل وجود شركاء مناوئين للغرب في منطقة الشرق الأوسط، لكنها لكن تدخل عسكرياً من أجل إنقاذهم

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى