كتب/ هند العمودي
بكلفة بلغت 1.5 مليون دولار، أعلنت الجهات المعنية في محافظة لحج بدء تنفيذ مشروع شبكة المياه الحديثة في مدينة حوطة لحج قد يبدو ذلك خبرًا مفرحًا ومبشرًا لسكان المنطقة الذين عانوا لسنوات من شح المياه ورداءة الشبكات، ولكن الواقع للأسف يُكذب هذا التفاؤل
كيف يمكن أن نحتفي بمشروع مياه يُفترض أنه “حديث”، في حين أن سكان كل حارة لا تصلهم المياه إلا مرة او مرتيين كل سبعة أيام؟ ونتيجة لذلك، يضطر كثير من الأهالي لشراء “بوزة” مياه بقيمة 6 آلاف ريال، وهذا فوق طاقة معظم الأسر التي تعيش تحت خط الفقر فهل هذه هي ثمرة المشروع الذي كلف ملايين الدولارات؟
ليس الماء وحده ما ينقص في لحج بل كل شيء معدوم:
لا كهرباء مستقرة تخفف وطأة الحر والمرض.
لا نظافة، والنفايات تتكدس في الشوارع وبين الأزقة.
لا خدمات صحية تليق بكرامة الإنسان.
وأمام هذا الواقع المؤلم، نوجه سؤالاً صريحًا ومباشرًا إلى كل مسؤول في لحج، من المحافظ حتى أصغر موظف في السلطة المحلية:
ماذا يعني وجودكم في هذا المنصب؟
هل تملكون جوابًا واحدًا صادقًا ؟ هل تدركون حجم الألم الذي تتركونه في قلوب الناس كل يوم؟ وهل أنتم على استعداد للمحاسبة، أم أن كراسيكم أهم من معاناة المواطن؟
نحن لا نطلب المستحيل، بل نطلب فقط ما هو من صميم واجب الدولة: ماء نظيف، كهرباء مستمرة، بيئة صحية، واحترام لإنسانية الناس فهل هذا كثير؟
إن الصمت لم يعد خيارًا، والسكوت على هذا الفشل المتراكم يُعد جريمة بحق لحج وأهلها. فإما أن تتحملوا مسؤولياتكم كما ينبغي، أو لتفسحوا المجال لمن يملك الكفاءة والضمير
