ادب وثقافة

نجود حضرموت الشمالية في كتاب (الشامل في تاريخ حضرموت ومخاليفها) لعبد الله بن علوي الحداد



“وَصْفُ النَّجْد الشمالي:
المراد به جانب الجبل الشمالي لوادي حضرموت. وخلفه صحاري جبلية فحزون، فرمال ملبدة فيها أشجار المراعي الإبل، وهو منقسم بين المناهيل، والعوامر، وآل كثير، ثم الصيعر. والابتداء من الشرق إلى الغرب:
نجد المناهيل
ونجد المناهيل: يحدهم من الغرب فيه آل وعيل، من العوامر. ومن منازل المناهل: وعشه، بفتح فسكون، وقبائلهم: آل كزيم، بفتح فكسر فسكون. وفخائذه: بيت بركات. بيت الحمادي بيت طناف، بفتح فتشديد. بيت القوينصية، بكسر ففتح فسكون فكسر النون والصاد فتشديد الياء. ثم بيت المعشني، بفتح فسكون، ثم بيت سبولة، بفتح فضم، وفخائذه، ومنهم بن مزبر، بضم ففتح فتشديد الباء المفتوحة. ونجدهم قليل الخير، ويرعون جمالهم بالرمل، ويردون على مورد للمهرة، وقد سبق ذكر هذا.
ومن الأودية التي تسيل من نجدهم من الشمال إلى الجنوب، فتصب في وادي حضرموت: وادي يبحر، بفتح فسكون ففتح، ويصب بين سنا، وشعب النبي هود عليه الصلاة والسلام وغربيه وأنت مصعد وادي نعمة، بضم فسكون ففتح الميم. فوادي يَنْحُب، بفتح فسكون فضم. فوادي عنح، بفتح فسكون. فوادي عصم، بكسرتين. فوادي باخليت، بفتحتين فسكون الياء. فوادي عردة، بفتح فسكون. فوادي سخورة، بضم فسكون. ولعل هناك أودية أخرى لم يبلغنا علمها، وسيأتي عند وصف السدود ما يفيد في ذلك؛ وينتهي حد المناهيل في النجد تقريباً، عند خط الطول: ١٢ -٤٩، أي: تسع وأربعين درجة، واثني عشر دقيقة، وخمسين ثانية. وسوقهم سيحوت. وطريقهم إليه: وادي المسيلة.

نجد العوامر
ثم غربي نجد المناهيل وشمالي وادي حضرموت: نجد العوامر، يحده من الغرب: نجد الكثيري، وهو نجد قليل الخير، مثل نجد الكثيري، ونجد المناهيل. وخير منها جميعاً: ريدة الصيعر ولهم أودية به غير عميقة، مثل: العيلة، بفتح فسكون، وهذبيل، بفتح فسكون فكسر فسكون بهما: آل وعيل، وجبل، بكسر الجيم، به آل عبد الباقي ووادي العري، بفتح فكسر، وإليه تفيض وديان النجد ثم يقضي إلى وادي الخون، بضم فسكون، ولهم: حصون السلاسل، بها آل كليلة، منهم. ووادي الذهب لآل براهم، من آل جعفر بن عمر.
العوامر:
يظهر أنهم جاءوا من رمل عمان، فإن هناك بادية يقال لهم العوامر، ولا يعلم سبب مجيئهم إلى حضرموت، فلعلهم كانوا قد وقع بينهم وبين قومهم حرب هناك، فنزعوا إلى الرمل، حتى وصلوا إلى نجد حضرموت الشمالي، فوجدوا ولاة القرى الحضرمية يتقاتلون، ورغب هؤلاء في الاستعانة بهم، فأخذوا يستأجرونهم عند حاجتهم، ثم التحموا مع آل كثير تحت لقب الشنافر.
وسيأتي زيادة بحث في الموضوع في محله. وهم:
(1) آل عبد العزيز بن عامر؛ منهم آل خميس، بالسحيل القبلي بتارية، وبحصن بن غرَيِّب بكسر ففتح فتشديد الياء المكسورة. وآل وعيل (تصغير وعل)، بنجد العامري، بالعيلة، وهذبيل، ومنهم برمل ظفار عدد جم.
(۲) آل عمر بن عامر منهم قبائل الحطاطبة، آل حطاب، بالتشديد بتارية، ومنهم آل عبد الباقي، بتاربة بالسحيل المحسن، بضم فسكون الحاء، والوادي، وبالنجد، بوادي جيا. ومنهم: فخذ بالسيف، قريب من قصيعر والحامي، بأرض الحموم. ومنهم آل جعفر بن عمر بن عامر، ومنهم عدد قليل بتاربة، ومنهم عدد بوادي العرى بالنجد. ومنهم آل تبيع (تصغير تبع)، بمشطة ولهم بادية بالنجد. ومنهم قبيلة العوائزة، تحت تريس والغرفة. وآل براهم في وادي الذهب، بالنجد. والكل يسمون: آل جعفر بن عمر بن عامر.
(۳) آل بدر بن عامر منهم الكسابيب آل كسبوبة، بفتح فسكون فضم، بتاربة، وبالنجد. وآل كليلة، منهم عدد قليل بتاربة، ولهم عدد في النجد، بحصون السلاسل.
عود إلى الوصف:
ويسيل من جبال نجد العوامر إلى الجنوب: وادي الخون، وفي أعلاه نهر صغير، يسمى السويدف، بضم ففتح فسكون الياء فكسر الدال، وهو متروك غير معمور. وفي هذا الوادي تربة طيبة صالحة للزراعة، وقد منعت الفوضى والظلم أن يعمر، وهو يأتي من الغرب الشمالي، ثم ينحرف إلى الجنوب عند مصبه، ثم وادي تواره، بفتح التاء والواو، وهو واد صغير. ثم وادي الواسطة، ووادي حسين، فوادي القرية، فوادي حلوف، بفتح فضم، فوادي حبوظة، بفتح فضم، وكلها مشهورة، لها ذكر في التاريخ. وأمامها قرى مذكورة أيضاً، منها الخارب ومنها المعمور. وسيأتي ذكرها، ثم تأتي أودية كبيرة من النجد، تبتدئ من جبل الوطي، بضم الواو فكسر الطاء. وهي: وادي الغبر، فوادي عيديد فوادي الذهب، يسيل إلى يبي، بكسر فسكون، ثم وادي مدر، يفضي بين بور وصليلة.

نجد الكثيري:
ثم يأتي غربيه نجد الكثيري. من الشمال يحده الرمل. ومن الجنوب: وادي حضرموت الأكبر. ومن الشرق: نجد العوامر. ومن الغرب: ريدة الصيعر. وتسيل منه إلى الجنوب وادي جعيمة، ووادي نعام، ووادي يبهوظ، به آل حريز المري، وفيه قرية يبهوظ، وهم ينطقون بها جيماً، على عادتهم في الإبدال، فيقولون: جبهوظ، كما يقولون في يفل: جفل، وفي يب: جب، حتى إنا وجدنا في التواريخ ما تقدم منها بالياء، وما تأخر بالجيم، عندما استولت لغتهم على ما بعد القطن إلى مسفلة الوادي.

ريدة الصيعر:
ثم تأتي: ريدة الصيعر. يحدها من الشرق: نجد الكثيري. ومن الغرب: الرمل، الذي يفصل بينها وبين بلاد دِهم بكسر ففتح، من يام. ومسافة هذا الرمل، من آخر جبال الريدة الشمالية، المقابلة للرمال الغربية عنها، التي يرودها ويرتع بها قبائل يام، إلى جبال يام: نحو مئة ميل شرعي. وذلك مقابل وادي سرحان، ووادي خب، ووادي سلبة، ووادي عتيمة، كلها بلاد يام، غربي آخر جبال ريدة الصيعر، وبوادي سلبة، من بلاد يام؛ يتقاطع خط العرض: ١٧ درجة، بخط الطول: ٤٥ درجة. ا جنوبي ريدة الصيعر، حيث حصن العبر، والطريق التي تمر به، فالمسافة بينها وبين بلادهم أقل من ذلك.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى