محاولة اغتيال جديدة ترفع منسوب القلق الأمني في تعز

جزء من الروتين اليومي لسكان تعز
تعز – عدن اوبزيرفر:جاءت محاولة اغتيال استهدفت الأربعاء في محافظة تعز قائدا عسكريا يمنيا بارزا لتؤكّد تحوّل الاغتيالات من مجرّد أحداث عابرة مرتبطة بالوضع الأمني غير المستقر في العديد من أنحاء البلاد، إلى ظاهرة متواترة في المحافظة الواقعة بجنوب غرب اليمن ومرتبطة بتصفية الحسابات السياسية والصراعات على السلطة التي تشترك في الإمساك بها بشكل رئيسي جماعة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب التجمّع اليمني للإصلاح والذي يتهمه خصومه بالمسؤولية عن الوضع الأمني القلق في تعز والمتدرّج نحو المزيد من التوتّر.
ونجا العميد عدنان رزيق قائد اللواء الخامس حماية رئاسية، الأربعاء في مدينة تعز، من محاولة اغتيال عقب تعرض موكبه لانفجار عبوة ناسفة.
وقال مصدر أمني لوكالة الأنباء الألمانية “إن عبوة ناسفة انفجرت أثناء مرور موكب العميد رزيق وتسببت في إصابته بجروح متفاوتة، ومقتل اثنين من مرافقيه.”
وبحسب المصدر ذاته نقل القائد العسكري وعدد من مرافقيه المصابين إلى أحد المستشفيات في تعز لتلقي العلاج.
ويعد رزيق أحد أبرز القياديين العسكريين في مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة الجيش الموالي للحكومة اليمنية الشرعية والمحاصرة من شمالها الشرقي من قبل جماعة الحوثي.
وسبق للمدينة أن شهدت عمليات اغتيال طالت ضباطا وأفرادا من منتسبي الأمن والجيش ورجال دين ومسؤولين محليين.
وشهدت المدينة ذاتها مطلع شهر أكتوبر الجاري مقتل النقيب محمد الرميح نائب قائد الحملة الأمنية في مديرية الشمايتين بتعز في اشتباكات مع مسلحين في مدينة التربة غربي المحافظة.
وجاءت تلك الحادثةُ بعد نحو أسبوعين فقط من اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين في تعز افتهان المشهري التي تحوّل مقتلها إلى قضية رأي عام ومبعث غضب شعبي عارم.
وباتت أصابع الاتهام وكذلك فورة الغضب الشعبي موجهتين بشكل صريح صوب جماعة الإخوان بسبب مسؤولية حزب الإصلاح عن الفوضى الأمنية المستشرية في تعز.
واغتيلت المشهري على أيدي مسلّحين أطلقوا النار عليها أثناء مرورها بسيارتها في دوار سنان وسط مدينة تعز، في حادثة جاءت بدورها بعد مرور حوالي شهر واحد على اغتيال المقدم عبدالله النقيب مدير أمن مديرية التعزية بالمدينة عن طريق تفجير سيارته بعبوة ناسفة أثناء مروره في أحد الشوارع.
وتطلق موجة الاغتيالات وحوادث القتل صفارة إنذار بشأن استفحال عملية تصفية الحسابات وبلوغها حدّ تهديد حياة الأفراد من مسؤولين وغيرهم.
وترجع أوساط يمنية هشاشة الوضع الأمني في تعز بالتحديد إلى استفحال ظاهرة فوضى السلاح ووجود كميات كبيرة منه خارج يد الدولة وأجهزتها الرسمية.
وتذهب مصادر محلية إلى اعتبار المشكلة الأمنية في تعز تتجاوز مجرّد فوضى السلاح إلى سوء تنظيم أجهزة الأمن نفسها وتعدّد الولاءات داخلها، وهي ولاءات حزبية أحيانا وحتى مصلحية مادية أحيانا أخرى، الأمر الذي يضع تعز أمام خطر استخدام الأجهزة ذاتها في تصفية حسابات بين متنفذين وأصحاب مصالح سياسية واقتصادية.
وفي هذا ذهب قيادي أمني محلّي إلى حدّ توجيه اتهامات صريحة لقيادات أمنية محسوبة على حزب الإصلاح بإفشال مهمة القبض على قتلة المشهري، بالتعرض لدورية كانت بصدد القبض على منفذ الاغتيال.
وتمثّل تعز مركزا مهما للنفوذ السياسي والاقتصادي والأمني للحزب المذكور الذي تحمّله عدّة أطراف يمنية مسؤولية شيوع حالة من فوضى السلاح من خلال إنشاء مجموعات مسلحة غير نظامية تورطت في عمليات اغتيال واستيلاء على الممتلكات والتعدي على الأرزاق في ظل حالة من الإفلات من العقاب تكرسها سيطرة الحزب نفسه على مفاصل مهمة من السلطة وأجهزتها الرسمية الإدارية والأمنية.



