أخبار عدن

ترميم منازل كريتر في عدن: مشروع إنقاذ أم مقبرة جديدة للمعونات؟!


كتب/جاكلين أحمد:

تشهد مدينة كريتر التاريخية في محافظة عدن هذه الأيام مشروعًا لترميم المنازل القديمة، تقوده السلطة المحلية ممثلة بإدارة مديرية صيرة، وبدعم من منظمة اليونسكو والاتحاد الأوروبي. ويهدف هذا المشروع إلى إعادة تأهيل المنازل المتهالكة من الداخل، مع الحفاظ على الطراز المعماري الفريد الذي يميز المدينة من الخارج، في محاولة لصون الهوية الثقافية والمعمارية للمنطقة.

ورغم أهمية هذا المشروع من حيث الأهداف والمبالغ المرصودة له، والتي توصف بأنها كبيرة مقارنة بمشاريع سابقة، إلا أن الانطباع العام لدى كثير من المواطنين لا يبدو إيجابيًا. فالأخبار المتداولة لا تبعث على الثقة في الجهات المنفذة، كما أن نوعية الترميمات المنجزة حتى الآن تثير الكثير من علامات الاستفهام حول مدى التزام القائمين على المشروع بالمعايير الفنية والمعمارية المطلوبة.

تتزايد الانتقادات الموجهة إلى الجهات المسؤولة عن التنفيذ، وسط مخاوف من أن يتحول هذا المشروع إلى نموذج آخر من نماذج “مقبرة المعونات”، حيث تُهدر الأموال دون تحقيق الأثر المرجو على الأرض. ويأمل المواطنون أن تشهد المرحلة القادمة تصحيحًا للمسار، يعيد الثقة في المشروع ويضمن تحقيق أهدافه التنموية والثقافية، بعيدًا عن مظاهر الفساد أو سوء الإدارة.

إن الحفاظ على تراث كريتر ليس مجرد ترميم جدران متصدعة، بل هو حفاظ على روح المدينة وتاريخها، وهو ما يتطلب شفافية في التنفيذ، ومشاركة مجتمعية فاعلة، ورقابة حقيقية تضمن أن لا تضيع الفرصة في إنقاذ ما تبقى من ذاكرة عدن المعمارية.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى