عالم الفن

زواج نجمات عربيات بأجانب: قصص حب عابر للحدود



القاهرة – تضع أروى جودة اللمسات الأخيرة على استعدادات زفافها المقررة إقامته في القاهرة، بعد شهور من ارتباطها برجل الأعمال الإيطالي جون باتيست. وتواصل الفنانة أروى خلال الأيام الجارية استكمال الترتيبات النهائية لحفل الزفاف، المنتظر أن تُقام مراسمه الأحد المقبل في أحد الفنادق الكبرى بالعاصمة، بحضور عدد واسع من الأصدقاء والمقرّبين.

ولم تكن أروى أول فنانة عربية تتزوج من أجنبي، إذ تحولت هذه الزيجات في السنوات الأخيرة إلى اتجاه ملحوظ، مدفوعا بالرغبة في شريك يتجاوز الإطار الثقافي المحلي. ومن ناهد شريف إلى مي الغيطي، مرورا بإيمان الباني وحلا شيحة، تروي هذه الزيجات قصص نجاح وفشل تعكس تنوع المجتمع العربي المعاصر.

بدأت الظاهرة مع الفنانة المصرية الراحلة ناهد شريف، التي فاجأت الوسط الفني في السبعينات بزواجها المدني من الراقص الأرمني المسيحي إدوار دميرجيان، ليكون أول زواج مدني لنجمة مصرية. واحتفظت ناهد بديانتها الإسلامية، وأنجبت منه ابنتها باتريسيا عام 1977، بعد فشل زيجتين سابقتين مع حسين حلمي وكمال الشناوي. كانت هذه الزيجة رمزا للجرأة رغم الضجة الإعلامية التي أثارتها، لكنها انتهت بالطلاق لاحقا.

تلتها الفنانة لولا صدقي، التي امتدت قائمة أزواجها إلى جنسيات متنوعة، أبرزهم الإيطالي جياني دالمانو، مصور سينمائي أشهر إسلامه ليتزوجها عام 1960، وغير اسمه إلى “أمين المهدي”. دام الزواج ستة أشهر فقط، لكنه أضاف إلى سيرتها الفنية لمسة دولية، حيث عمل زوجها في كواليس السينما المصرية.


مع دخول القرن الحادي والعشرين ازدادت الزيجات الدولية مدعومة بالعولمة. ففي عام 2011 اختارت الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد رجل الأعمال الإيطالي فاليريو كامرانو، بعد قصة حب بدأت في روما. وأثمر الزواج ابنتهما لولا عام 2016، ويُعد نموذجاً للنجاح، إذ تحتفل ريا سنويا بذكرى زواجهما في المكان نفسه، رغم انتقادات بعض المتابعين للاختلاف الثقافي.

أما الممثلة المصرية حلا شيحة، فقد اعتزلت الفن بعد زواجها الثاني عام 2007 من يوسف هاريسون، الكندي ذي الجذور الإيطالية. دام الزواج 12 عاما وأنجبا أربعة أبناء، لكنه انتهى بالطلاق بسبب رفضه عودتها إلى التمثيل. وعادت حلا إلى الشاشة مع زواجها الرابع من الداعية معز مسعود.

ومن أبرز الزيجات التركية – العربية تلك التي جمعت ملكة جمال المغرب إيمان الباني بالممثل التركي مراد يلدريم عام 2016، بوساطة الرئيس رجب طيب أردوغان نفسه. أثارت الزيجة ضجة إعلامية، وأصبحت رمزا للجسور الثقافية بين العرب والأتراك، رغم التحديات السياسية بين الدولتين.

وفي السنوات الأخيرة شهدت الظاهرة تطوراً مع زواج الممثلة المصرية مي الغيطي من الطبيب البريطاني أندرياس براون عام 2023، في حفل حميم حضره الأهل فقط. أما الفنانة حنان ترك فقد تزوجت البريطاني ذا الأصول المصرية محمد يحيى، وأنجبت منه ابنها محمد، في زيجة دامت وسط زيجاتها المتعددة. وفي حالة إنجي عبدالله، ملكة جمال مصر السابقة، فقد ارتبطت بالدبلوماسي التركي ألبر بوسوتر عام 2015، رغم التوترات السياسية بين مصر وتركيا آنذاك.

وبحسب خبراء علم النفس، فإن الرغبة في “شريك يتجاوز الصور النمطية،” كما في حالة ريا أبي راشد التي وصفت ثقافة زوجها الإيطالية بأنها “مشابهة للعربية في الكرم والعواطف،” تلعب دورا كبيرا في هذه الاختيارات.

وتواجه هؤلاء الزوجات انتقادات اجتماعية حادة، تتراوح بين “الخيانة للتراث” و”الانبهار بالغرب”، كما حدث مع حلا شيحة التي اعتزلت مؤقتا بسبب زواجها. كذلك تبرز صعوبات الاندماج الثقافي والديني، حيث أشهر بعض الأزواج إسلامهم مثل جياني دالمانو، بينما احتفظت أخريات بديانتهن. وفي بعض الحالات، يؤدي الفرق الثقافي إلى الطلاق، كما في زيجة ناهد شريف.

وتعكس هذه الزيجات تحولاً في المجتمع العربي، حيث ينخفض التأثير التقليدي للأسرة في اختيار الشريك، ويزداد الوعي بالمساواة العاطفية. ووفقاً لدراسات اجتماعية، ارتفع معدل الزيجات المختلطة في الشرق الأوسط بنسبة 20 في المئة خلال العقد الماضي، مدفوعا بالشباب والنساء المستقلات. ومع ذلك، يظل الجدل مستمرا، خاصة في المجتمعات المحافظة، حيث يُنظر إليها كـ”تهديد للهوية”.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى