الأزمات تهز البنتاجون.. الجمهوريون يتخلون عن هيجسيث ومصيره بيد ترامب

عدن اوبزيرفر/غرفة الاخبار:
تتصاعد الضغوط على وزير الحرب الأمريكي بيت هيجسيث وسط تزايد الجدل حول قراراته وتصرفاته منذ توليه منصبه في يناير الماضي، فيما يتجنب أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين إعلان ثقتهم به صراحة، تاركين قرار بقائه في يد الرئيس دونالد ترامب، حسبما كشفت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية.
تحفظات جمهورية وانتقادات لاذعة
يواجه هيجسيث موجة من التحفظات داخل صفوف حزبه، إذ عبّر السيناتور ثوم تيليس، الذي أدلى بالصوت الحاسم لتأكيد تعيينه، عن حيرته إزاء عدد من القرارات التي اتخذها وزير الدفاع.
وقال “تيليس” لصحيفة “ذا هيل” إن هيجسيث نفّذ إجراءات يتفق معها تمامًا، بينما اتخذ أخرى تثير الارتباك والتساؤلات.
وانتقد “تيليس” بشدة تعامل هيجسيث مع فضيحة تسريب معلومات عسكرية حساسة عبر تطبيق “سيجنال”، بعدما أضيف محرر مجلة “ذا أتلانتيك” جيفري جولدبرج عن طريق الخطأ إلى محادثة تضم معلومات عملياتية سرية.
وشدّد السيناتور على ضرورة الاعتراف بالأخطاء وتحمل المسؤولية، قائلًا: “عندما تشارك معلومات سرية خارج القنوات الآمنة مع أشخاص لا يملكون تصريحًا أمنيًا، عليك أن تعترف بذلك ببساطة”.
وأكد السيناتور الديمقراطي جاك ريد، العضو البارز في لجنة القوات المسلحة، أن تقرير المفتش العام لوزارة الحرب خلص إلى أن تصرف هيجسيث أظهر “تجاهلًا متهورًا لسلامة العسكريين الأمريكيين”، وأن المعلومات المسربة كانت قادرة على تعريض المهمة للخطر وتهديد حياة الجنود.
فضيحة الضربة المزدوجة
تفجرت أزمة أكبر عندما نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرًا كشف أن البحرية الأمريكية نفّذت ضربة صاروخية ثانية على ناجين كانا يتشبثان بحطام قارب فنزويلي مشتبه بتورطه في تهريب المخدرات.
بادر هيجسيث برفض التقرير ووصفه بـ”الأخبار المزيفة”، لكن البيت الأبيض اضطر لاحقًا للاعتراف بوقوع الضربة الثانية في 2 سبتمبر الماضي بهدف القضاء على الناجين.
وبحسب “ذا هيل”، أكد مسؤولون كبار أن هيجسيث لم يصدر أمرًا صريحًا بقتل الناجين من الهجوم الأول، كما نفى الأدميرال فرانك برادلي، قائد العملية، صدور مثل هذا الأمر من الوزير.
إلا أن “تيليس” انتقد التعامل المتسرع مع الأزمة، قائلًا: “هذا تصرف هاوٍ. اجمع المعلومات أولًا، ولا تدلِ بأي تصريح حتى تكون متأكدًا تمامًا. أنت وزير دفاع الولايات المتحدة، والدقة أمر بالغ الأهمية”.
من جهتها، وصفت السيناتورة جوني إرنست، التي أدلت بصوت حاسم لصالح هيجسيث في لجنة القوات المسلحة، فترته في البنتاجون بأنها “وعرة ومضطربة”.
وأشارت إلى أنها سمعت من زملائها أن دان كاين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، والأدميرال برادلي أكدا في إحاطة سرية أن الضربة الثانية كانت مبررة، لكنها فضلت تعليق حكمها حتى الاطلاع على المزيد من التفاصيل.
مطالب بالمساءلة والشفافية
خرج السيناتور الجمهوري راند بول عن الإجماع الحزبي مطالبًا بمحاسبة هيجسيث، حيث دعاه للإدلاء بشهادته تحت القسم حول الأوامر التي أدت إلى الضربة الثانية.
وقال “بول” لـ”ذا هيل”: “يجب أن يشهد تحت القسم بشأن الأوامر الصادرة، وينبغي عرض مقاطع الفيديو التي تظهر الأشخاص المنكوبين على قواربهم وهم يتعرضون للقصف على كل أمريكي”.
وتبنى زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر الموقف نفسه، مطالبًا هيجسيث بالكشف عن تسجيلات الهجوم والإدلاء بشهادة علنية. وقال شومر في كلمة بمجلس الشيوخ: “إذا رفض الكشف عن التسجيلات، وإذا ماطل وواصل إخفاء الحقائق، فإن السؤال يصبح حتميًا: ماذا يخفي بيت هيجسيث؟”.
قيادة مثيرة للجدل وقرارات مربكة
كشف سيناتور جمهوري، طلب عدم الكشف عن هويته، لصحيفة “ذا هيل” أن هناك “إحباطًا كبيرًا” من أداء هيجسيث داخل الكتلة الجمهورية، رغم وجود مدافعين عنه في الكونجرس.
وأشار إلى أن هيجسيث كان “عدوانيًا جدًا في بعض تحركاته”، مثل تغيير اسم وزارته من “وزارة الدفاع” إلى “وزارة الحرب”، وهو قرار لم يلقَ ترحيبًا من عدد من المشرعين الجمهوريين.
وأثارت قضية أخرى غضب بعض أعضاء مجلس الشيوخ في الربيع الماضي، عندما كشفت وكالة “رويترز” في مايو الماضي أن هيجسيث أصدر أمرًا شفهيًا بوقف شحنات الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا دون علم كامل من البيت الأبيض أو موافقته، ما اعتبره تيليس تصرفًا “هاويًا” في يوليو الماضي.
ترامب يملك القرار الأخير
رفض زعيم الأغلبية الجمهورية جون ثون، في مناسبتين منفصلتين هذا الأسبوع، التعبير عن ثقته الكاملة بهيجسيث، وعندما سُئل يوم الثلاثاء الماضي عن مدى ثقته بوزير الحرب، تحدث “ثون” عن سياسات ترامب وتأثيرها على الأمن القومي، قائلًا إن السؤال الجوهري هو “هل البلد أكثر أمانًا مما كان عليه في عهد إدارة بايدن؟.. الإجابة بلا شك نعم”. وأضاف أن “وزير الدفاع يعمل بناءً على رضا الرئيس”.
وعندما سُئل مجددًا يوم الخميس بعد الكشف عن تقرير المفتش العام حول فضيحة “سيجنال”، كرر “ثون” العبارة نفسها: “يعمل بناءً على رضا الرئيس”.
واعترف بأن قضية “سيجنال” كانت “خطأً”، معربًا عن أمله في أن يتعلموا منها، لكنه أكد مجددًا أن العالم أصبح أكثر أمانًا بفضل قيادة الإدارة الحالية.
وانتهج آخرون النهج نفسه، حيث قال السيناتور مايك راوندز عندما سُئل عن مستوى ثقته بهيجسيث: “هذا سؤال موجه للرئيس حقًا. سندع الرئيس يعلق على ذلك”.



