رضا أمريكي عن تحركات القوات الجنوبية في حضرموت والمهرة

رضا أمريكي عن تحركات القوات الجنوبية في حضرموت والمهرة
عدن اوبزيرفر/غرفة الأخبار:
كشف المجلس الانتقالي الجنوبي أن الولايات المتحدة كانت على علم بالعملية العسكرية التي نفّذتها القوات المسلحة الجنوبية لتحرير وادي وصحراء حضرموت، غير أنّ واشنطن، بحسب ما أفادت به قناة الحرة رفضت الإدلاء بأي تعليق رسمي، مكتفيةً بعبارة: “لا تعليق” من الخارجية الأميركية والقيادة المركزية.
وبحسب”الحرة” إن موقف واشنطن هذا يعد مؤشرًا على تمسّكها بسياسة الصمت العلني تجاه التحركات العسكرية التي تستهدف معاقل الإرهاب والتهريب للحوثيين شرق اليمن.
ونقلت قناة الحرة الأمريكية عن ممثل الشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي، عمرو البيض، قوله إن “المجلس الانتقالي يجري عمليات مشتركة وتنسيقًا أمنيًّا مع وزارة الدفاع اليمنية وقيادة التحالف، وأن التواصل مع الخارجية الأميركية والسفارة وقيادة سنتكوم يتم ضمن إطار الدولة لا خارجه”.
وفي إحاطته الإعلامية للصحفيين، قدّم البيض رؤية المجلس الكاملة لما جرى، قائلًا إن وادي حضرموت “كان مركزًا رئيسيًّا لتهريب الأسلحة للحوثيين ولحركة الشباب الصومالية”، وإن “المنطقة العسكرية الأولى وقوات موالية للإخوان المسلمين وفّرت غطاءً لهذا النشاط عبر نقاط تفتيش غير قانونية وتمكين ميليشيات قبلية عطّلت عمل السلطة المحلية وأضعفت حضور الدولة”.
وأكد البيض أن الهدف المباشر للعملية “تحقق بالكامل”، قائلا: “تم توحيد محافظة حضرموت عملياتيًّا تحت قيادة واحدة، وجرت عملية قطع جزء رئيسي من شرايين تهريب السلاح نحو الحوثيين”.
واعترف في الوقت نفسه بوجود جدل حول طريقة التنفيذ، قائلًا: “الطريقة ربما كانت خاطئة، لكن النتيجة صحيحة… عملناها مضطرين”.
وأوضح البيض أن دخول القوات الجنوبية إلى مناطق خاضعة لجيش الحكومة “ليس المسار المثالي”، لكنه كان “خيارًا اضطراريًّا في ظل فراغ القرار”، مؤكدًا وجود “تنسيق وعمليات مشتركة مع وزارة الدفاع اليمنية وقيادة التحالف ضمن إطار الدولة”، وموجهًا في المقابل نقدًا لاذعًا لمجلس القيادة الرئاسي الذي “لم يتخذ قرارًا حاسمًا بشأن وادي حضرموت طوال سنة ونصف”، رغم التحذيرات من التهريب والإرهاب.
وبينما رعت السعودية لاحقًا اتفاق تهدئة بين المحافظ وحلف قبائل حضرموت، رفض البيض الاتفاق بصيغته الحالية، معتبرًا أنه “أُبرم دون إشراك الطرف الذي دفع الكلفة العسكرية على الأرض”، فيما يتمسّك المجلس الانتقالي بأن ما جرى في حضرموت والمهرة جزء من ترتيبات أوسع لـ”ضبط الأمن وقطع طرق التهريب شرق اليمن”.
وعن المهرة قال البيض “لا توجد عملية عسكرية في المهرة”، ويقول إن ما حصل هناك هو “تعاطف شعبي واسع” وأن القيادات العسكرية نفسها أعلنت ولاءها للمجلس الانتقالي من داخل المحافظة”.
البيض لم يغلق الباب أمام تحرّك عسكري محتمل هناك، فعندما سُئل عن الشيخ علي سالم الحريزي، القيادي القبلي البارز في المهرة، وصفه بأنه يقود “مجاميع مسلّحة قد تضطر القوات الجنوبية للتعامل معها”، ملوِّحًا بإمكانية “الدخول” إذا اقتضت الحاجة.
أما المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، أنور التميمي، فقد قدّم رواية الانتقالي كاملة حول دوافع العملية، قائلًا إن الهدف كان “أمنيًّا بالدرجة الأولى” ويتمثل في “إعادة الاستقرار لوادي وصحراء حضرموت وإنهاء حالة الانفلات الأمني، ووقف استغلال المنطقة من قبل قوات دخيلة على الوادي والمحافظة.”
وأضاف التميمي أن الانفلات الأمني جعل الوادي والصحراء “ملاذًا لعصابات التهريب والجريمة المنظمة”، وأن التنظيمات المتطرفة مثل القاعدة وداعش وتنظيمات عابرة للحدود وجدت بيئة مثالية لنشاطها هناك.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية تمتلك إحصاءات تفيد بوقوع أكثر من 300 عملية اغتيال خلال السنوات الماضية، معظمها قُيد ضد مجهول، وإلى تقارير دولية—منها تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة—تؤكد أن الوادي والصحراء يشكلان”إحدى ممرات السلاح المهرب للحوثيين” وأن لحركة الشباب الصومالية نشاطًا عملياتيًّا في حضرموت.الأيام



