وإعلان فك الإرتباط التاريخي يقترب .. رسالة للأشقاء في الشمال

✍️/ صالح شائف
عمت اعتصامات أبناء الجنوب المفتوحة ومازالت قائمة في كل محافظات ومدن الجنوب وفي وقت متزامن وعلى مدار 24 ساعة؛ إنها الحالة الوطنية الأولى وغير المسبوقة التي يشهدها الجنوب منذ إنطلاقة حراكه السلمي عام 2007.
وهي بهكذا فعل وطني شامل ومنظم وبمطلب وطني واحد؛ تعبر عن إرادة وطنية جمعية واعية ومدركة لمعنى قيمة وفعل التاريخ؛ عندما يعانق تلك الإرادة في لحظة الضرورة والوقت المناسب؛ – لا استعجال غير محسوب بدقة ولا تأخير غير مبرر -.
فالقرار الذي يطالب به الشعب هو أساسا من صنعه وهو من هيأ الظروف لإعلانه؛ وهو أيضا من صاغ بكفاحه الطويل مثل هذا القرار العظيم المرتقب – مضمونا وهدفا – والمتمثل بتجديد إعلان فك الإرتباط؛ الذي سبق وأن أعلنه الرئيس علي سالم البيض في 21 مايو عام 1994.
بعد أن فشل مشروع الوحدة الطوعية والسلمية بين الدولتين والشعبين الشقيقين؛ وأجهز عليها الشريك الغادر بضربتة القاضية؛ عندما شن الحرب العدوانية على الجنوب؛ وأجتاحه عسكريا وأخضعه لإحتلال مباشر مكتمل الأركان.
ونود أن نوجه هنا رسالة أخوية واضحة لا لبس فيها؛ – اعتمادا على تجارب الحياة ومنطق العلاقات الإنسانية – من أن شعبنا الجنوبي وبعد استعادة دولته الوطنية المستقلة؛ وبنظامها السياسي الجديد؛ وبأي تسمية ستكون عليه؛ سيكون حريصا على إقامة علاقات أخوية متميزة معهم.
ورغم كل ما قد تعرض له خلال عقود ثلاثة؛ لن يتوقف كثيرا عند الماضي رغم جراحه وآلامه وسينظر فقط للمستقبل الذي يستحق منا جميعا العمل من أجله والانتصار له.
سيبقى رغم كل ذلك شعبا شقيقا للشعب في الشمال ولن يتنكر لحقائق التاريخ والجغرافيا؛ ووشائج العلاقات الإجتماعية والأخوية الممتدة؛ ولعقود طويلة مضت كانت وستبقى هي الأقوى من عوامل السياسة وتأثيراتها السلبية.
وسيبقى ذلك الجار الذي يصون حقوق الجيرة وبكل ما يعنيه ذلك من معاني؛ إنسانية وإجتماعية وأخلاقية.
وبكل تأكيد ستتاح الكثير من مجالات التعاون والتكامل بوجود الدولة الجنوبية مع إخوتنا في ( الجمهورية العربية اليمنية ) التي نأمل أن يتم استعادتها بعد إسقاط نظام الإمامة الجديد.
وسيكون الجنوب معهم وإلى جانبهم وحاضرا بتأدية واجبه الأخوي وبما هو ممكن ومتاح لديه.
فمستقبل العلاقات القادمة بين عدن وصنعاء؛ إذا ما قامت على حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ستكون مستقرة؛ فالتنمية والإزدهار هو الهدف الذي ينبغي أن يجمعنا وليس الحروب والإقتتال وإهدار فرص التوجه نحو المستقبل.
كما هو حال العلاقات بين مختلف الدول؛ فبذلك فإن كل أبواب الكراهية ستغلق؛ وستزول معها كل عوامل ومسببات الشحن والتعبئة المغلوطة ضد شعبنا في الجنوب التي كانت تغذيها وما تزال قوى النفوذ والإرهاب خدمة لمصالحها.
وسيكون للمصالح والمنافع المتبادلة دورها الكبير في إذابة كل ما كان قد علق في النفوس.
وسيتعمق كل ذلك عندما تكف تلك القوى المعادية لشعبنا وحريته وحقه في العيش بأمن وكرامه في وطنه؛ فلا مجال بعد الآن لأطماعها وأوهامها وكل إدعاءاتها الباطلة ( السياسية والأيديولوجية ).
ويكفي ما عاناه شعبنا منها وبسببها من ويلات ودمار وعذابات لا تحصى ولا تعد؛ وسيقف بقوة ضد إرهابها المتعدد الأشكال؛ ولأي محاولات شيطانية تقدم عليها مهما كلفه ذلك من الثمن.



