كتاب عدن

وزير صاحب قضية

 

“ياسر الاعسم”

 

نترقب تشكيل الحكومة أو التعديل الوزاري ، وفي كل مرة يتسابق (المفسبكون) على نشر السيرة الذاتية للمرشيحين قبل أن يجف حبر القرار ، ونقرأ أن الوزير الجديد مناضل بحجم وطن، ويطلع (بعطوط)، ونكتشف أنه فاسد قديم وشهادته مزورة، ولكننا لا نتعلم من التجربة.
* ما يجعلك تلوي عنقك، أن بعضهم جاؤوا إلى كرسي الوزارة على ظهر القضية، وكان أول قرارتهم تعيين أبنائهم والتجربة تثبت أنه فاسد كبير ، وحين تقول لهم (عيب) يحدثونك عن سيرة (الخبرة ) ويقولون لك : ” ليش حلال على الشمالي وحرام على صاحبنا الجنوبي ؟! ” ، فيتشابه البقر علينا ، فلا نعرف رأسنا من ذيلنا.
* لا تشطح و تنطح يا عبيط، هذا الوزير يمثلنا ومرشح للحقيبة الحكومية بتفويضنا ، ومن المفروض أنه صاحب قضية وخرج من رحم ثورتنا ومعاناتنا، وركزناه حتى يرفع ظلمنا ويحقق العدالة ويستعيد دولتنا، وليس لكي يحتلونا باسم الجنوب ويجعلونا مواطنين درجة ثانية، أكثر ما يستفزنا ويجرحنا أن يعتقد بعضهم أنهم من بيت القناديل ، ونحن من سوق الزنابيل.
* اتركونا نعيش بسلام، ولا تجعلونا نخوض في ماضيهم، ويكفي أننا تجاوزنا عن سوء صحيفتهم ، وهم الذين كانوا يقلبون أيديهم في دولة الزعيم المرحوم.
* انبطحوا في أول الطريق وجرحنا مازال ينزف، وكانوا يبيعون أحلامنا بالتقسيط وعلى استحياء، واليوم أصبحنا في مزاداتهم بالجملة، وقد كانوا أصدقائي ويشبهون فقري ونضالي ، فاعتزلوا ساحاتنا وشوارعنا، وأمسوا يعيشون على سلم الطائرة أو في غرف مغلقة، وينتظرون مناصب رفيع في الدولة الاتحادية، وباتوا شهود زور على عقاب شعب بكامله.
* تكتكوا حتى شارف النضال على النهاية، وهاجر أكثرهم إلى الداخل وجوههم ملساء لم تحرقها الشمس وابتسامتهم مليحة وعريضة لا يحتلها بؤس ويتاسبقون على ترتيب أوضاعهم في وزارة أو سفارة على حساب استعادة الدولة، وبات علينا أن نقف في آخر الصف وننتظر جنة الجنوب القادم ، فالصبر عبادة.
* التفويض ليس آية من السماء و الجنوب ليس قرية أو ملكية شخصية وليس كرسيا في الرئاسة أوحصة في الحكومة، وقبل أن تعلقوا مشانقكم وتتهمونا بالمطابخ المعادية وتفتحوا باب الزنزانة أو تقرروا مصرعنا في حادث أليم ، اسألوا أنفسكم إلى أين يذهب الجنوب؟.
* أسخر من سذاجتي ، عندما كنت معتقدا بعفتهم ومؤمنا بمشروعهم.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى