كتاب عدن

عند ما يكون للمتحدث من اسمه نصيب!!

همس اليراع

عند ما يكون للمتحدث من اسمه نصيب!!

د. عيدروس نصر

مقابلة قناة بلقيس التي تبث من إسطنبول مع أركان المنطقة العسكرية الأولى المدعو أبو العوجاء كشفت مجموعة من الحقائق وأكدت حقائق أخرى سبق وأن قلناها عشرات المرات.

فمن الحقائق التي كشفتها أن توجه القناة يتواءم مع توجه هذا العسكري الذي بين حديثه أنه ما يزال يعيش عام 1994م أو على الأحسن في العام 2007م حينما كان يوجه جنوده وضباطه بالقتل المباشر لناشطي الثورة الجنوبية السلمية وعلى أيدي هؤلاء سقط المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى.

كما كشفت المقابلة أن القناة لم تجد من تقابله سوى هذا القائد فهو القائد وهو المنطقة العسكرية وهو القوة وقد قدمته القناة على إنه الرجل الأول في المنطقة العسكرية ولم تعثر القناة على قائد جنوبي تجري معه مقابلتها وهو الأمر الطبيعي والواقع الحقيقي، إذ لا قادة ولا حتى جنود جنوبيين في هذه المنطقة، وكان طبيعياً أن لا تتقابل القناة إلا مع هذا المدعو أبو العوجاء.

الحقيقة الثالثة التي أكدتها المقابلة وأكدها حديث الرجل أنه غير معني لا بالحرب مع الحوثيين ولا بوضع محافظات الجمهورية العربية اليمنية (السابقة) التي ينتمي إليها وحيث يقيم أهله وأسرته وذووه، وإن كل شغله الشاغل هو الجنوب وأبناء الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي، فطوال المقابلة لم تصدر منه كلمة واحدة يتحدث فيها عن الانقلاب والحوثيين والمشروع الإيراني في اليمن، (ألا عندما كان مضطرا لمهاجمة وتهديد الانتقالي) وهذا ما يؤكد ما قلناه مراراً بأن قوات هذه المنطقة لا تمثل سوى ذراعاً حياً للجماعة الحوثية تترصد لحظة الانقضاض ليس فقط على الجنوب ومشروعه الوطني الذي يعلن هذا القائد عداءه له وتصديه لأهله، بل والانقضاض على المركز السياسي للشرعية الذي يفترض أنه يخضع لسلطته، أعني هنا الشرعية الجديدة ورئيسها د. رشاد العليمي.

لا تنقص الرجل البجاحة فمن يقتل المدنيين بدم بارد لا يمثل له الافتراء والتبجح إلا مزحة خفيفة مقارنه مع تاريخه الدموي.

فعلى نفس منهاج مدرسة 7/7 يدعي الرجل أن الغاضبين على سلوك ومواقف قيادة المنطقة العسكرية الأولى وتخادمها مع الجماعتين الحوثية والقاعدية وداعش هم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لا يخفي أسفه أنه جزءٌ من الشرعية بقوله ” يفترض أنه للأسف جزء من الشرعية” وهو لا يرى الملايين من أبناء حضرموت الذين يتدفقون من كل مدن وأرياف وأودية وصحاري المحافظة للمطالبة برحيله ورحيل قواته من المنطقة، ويعتبرهم كلهم “مجلس انتقالي” تماما كما كان علي عبد الله صالح يطلق على ملايين الجنوبيين من ناشطي الحراك السلمي أثناء فعالياتهم السلمية بأنهم أتباع علي سالم البيض وإن كان في هذا بعض الحقيقة.

ليس هذا هو المهم ذلك إن افتراض كون الملايين من أبناء حضرموت يتبعون المجلس الانتقالي هو شرف للمجلس الانتقالي وليست شتيمةً للمجلس ولا لأبناء حضرموت، لكن أبا العوجاء يتساءل : “أين كان هؤلاء عندما كنا نواجه الإرهاب؟” (كما يزعم).

وبعيدا عن فرية مواجهته للإرهاب يبدو أن الرجل لا يعلم أين كان قادة ونشطاء المجلس الانتقالي وأنصاره في محافظة حضرموت حينما كانت التنظيمات الإرهابية تسيطر على ساحل حضرموت قبل أن تسحقها النخبة الحضرمية فتهرب فلولها إلى معسكراته ومناطق تحكمه في الوادي والصحراء.

لكن التبجح يبلغ بالرجل ذروته عندما يقول المدعو أبو العوجاء أنه منشغل بمواجهة الانقلاب والإرهاب، فإذا كنا قد أشرنا إلى أن الإرهاب لا يعيش إلا من مناطق سيطرته أو سيطرة شقيقه الحوثي ولا ينطلق إلا منها ولا يستهدف إلا الجنوب والجنوبيين، بينما لم يطلق الإرهابيون طماشةً واحدة قط لا على أبي العوجاء ولا على شقيقه الحوثي، إذا كنا قد بيننا هذا مرارا فإن هذه أول مرة نسمع فيها أن قوات أبو العوجاء تتصدى للانقلاب ، الذي أحجم عن ذكر أصحابه وقياداته من منطلق حفظ المودة واجب.

لم يقل أبو العوجاء كم عدد الرصاصات التي أطلقتها قواته على الانقلاب؟ ومتى كان هذا؟ وكيف عبرت تلك الرصاصات من الغيضة وحوف وثمود وسيؤون إلى مأرب والجوف وعمران وصنعاء وكم دمرت من القواعد العسكرية؟؟!!

لم يتردد الرجل عن إطلاق التهديدات ضد أبناء حضرموت (الذين يعتقد أنهم هم المجلس الانتقالي)، ولماذا يتردد وهو من فعلها عشرات المرات بدون تهديد سواءٌ حينما كان مسيطراً على معسكر الحمزة في لمنطقة العسكرية بردفان والعند والحبيلين، أو حينما انتقل إلى حضرموت، ووجهت قواته فوهات أسلحتها إلى صدور نشطاء الفعاليات السلمية من خلال الهبة الحضرمية الأولى والثانية، لكن التهديد هذه المرة ومن على شاشات التلفزة يبلغ بالرجل قمة الصلافة والجرأة، وهو بهذا يضع نفسه أمام المساءلة ليس فقط عما ينوي ارتكابه من جرائم بل وعن جرائمه السابقة في مناطق محافظة لحج في الحبيلين والعند وكذا في وادي حضرموت، والكرة اليوم في ملعب مجلس الرئاسة ورئيسه الدكتور رشاد العليمي الذي عليه أن يعلم حقيقتين تقولهما الوقائع على أرض حضرموت والمهرة:

  • إن الرجل غير مرغوبٍ به في حضرموت والمهرة هو وكل قواته المسلحة التي مأ أطلقت قط رصاصةً واحدة في وجه الإرهابين الداعشي والحوثي، وكل النيران التي أطلقتها كانت موجهة إلى صدور أبناء حضرموت.
  • إن بقاء هذه القوات الشمالية في المنطقة العسكرية الأولى – حضرموت والمهرة يمثل قنبلةً موقوتة وستنفجر في أي لحظة، بمجرد احتشاد المواطنين من حضرموت والمهرة المطالبين بخروجها وبالكف عن نهب ثروات حضرموت والمهرة، وقد قالها الرجل أنه وقواته بالمرصاد لأي فعاليات يسميها هو (العبث بالممتلكات الخاصة والعامة).

إن دماء أبناء حضرموت، وقبلها دماء أبناء لحج وردفان والضالع والحواشب وأبين وعدن ويافع والصبيحة التي سفكها هذا الرجل ليست ماءً مجانيا، وستتحملون أنتم – كمجلس رئاسي وكرئيس له – المسؤولية الكاملة عن كلّ قطرةِ دمٍ قد يتسبب بإراقتها هذا المتعجرف، وحينها قد يضطر الجنوبيون إلى فتح ملف العشرة آلاف شهيد الذين سقطوا أثناء مواجهة قوات الأمن لفعاليات الحراك السلمي الجنوبي منذ 2007 حتى 2015م.

والخيار متروك لكم يا قادة الشرعية الجديدة!

 

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى