شؤون محلية

صحيفة دولية:انزعاج قطري من التقارب العماني – السعودي – الإماراتي لدعم الحل السياسي في اليمن



عدن اوبزيرفر-العرب: ضبطت القوات الأمنية في محافظة المهرة على الحدود مع سلطنة عمان شحنة من محركات الطائرات المسيّرة وأجهزة عسكرية أخرى كانت في طريقها إلى الميليشيات الحوثية، في الوقت الذي تقود فيه مسقط وساطة لإحياء الهدنة بين الحكومة اليمنية والحوثيين.

وتعثرت إجراءات كثيرة قام بها التحالف العربي والحكومة الشرعية خلال السنوات الماضية لضبط المنافذ البرية بين اليمن وعمان ومراقبتها للحد من تهريب الأسلحة، نتيجة التصعيد الذي قوبلت به تلك التحركات من قبل العناصر الممولة من الدوحة ومسقط في محافظة المهرة.

وفي محاولة جديدة للسيطرة على تلك المنافذ أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الأسبوع الماضي، قرارا يقضي بتشكيل قطاع عسكري جديد في مديرية شحن الحدودية مع سلطنة عمان، وإلحاق القطاع بمحور الغيضة، وهو القرار الذي قالت مصادر يمنية مطلعة إنه يهدف إلى إنشاء قوة ردع عسكرية تمتلك كافة الصلاحيات لمراقبة المنفذ الحدودي، ومنع بعض الشخصيات القبلية الممولة من قطر – عمان من إرباك العمل في المنفذ وفرض وصاية عليه.


وترافق الكشف عن ضبط شحنة محركات الطائرات المسيّرة مع مؤشرات على حراك تموله الدوحة لإفشال الوساطة القطرية بين الحكومة اليمنية والحوثيين، حيث أشارت مصادر يمنية مطلعة إلى تبني القنوات الحوثية والإخوانية الممولة من الدوحة خطابا مشتركا يهدف إلى التحريض على أيّ اتفاق وإظهاره بمثابة استسلام للحوثيين في محاولة لتأجيج الشارع المؤيد للشرعية في اليمن.

وقالت المصادر إن التقارب العماني – السعودي – الإماراتي أزعج الدوحة التي تعمل إعلاميا وسياسيا على خلط الأوراق وتحريك أدواتها في المهرة لتكثيف عمليات تهريب الأسلحة بهدف إحراج مسقط التي تشير المصادر إلى أنها أجرت مراجعات كبيرة على مواقفها وحجمت نفوذ الخلية اليمنية التي كانت تمولها الدوحة من داخل الأراضي العمانية.

وأكدت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” أن الموقف العماني بات يقترب أكثر من الموقفين السعودي والإماراتي إزاء الملف اليمني منذ تولي السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في سلطنة عمان، مع وجود بعض المخاوف والتحفظات المتعلقة بالأمن الإستراتيجي للسلطنة، في الوقت الذي يتطابق فيه الموقف القطري مع موقف طهران.

وأكدت المصادر أن الآونة الأخيرة شهدت إضعافا تدريجيا للجناح المدعوم من قطر في مسقط والذي كان يميل لأجندة الدوحة – طهران على حساب العلاقات الإستراتيجية والاقتصادية بين مسقط من جهة والرياض وأبوظبي من جهة أخرى.

ونشر مركز ساوث 24 للدراسات والأخبار في عدن صورا حصرية للشحنة التي كانت قادمة من عمان في طريقها إلى الحوثيين عن طريق تاجر من أبناء المهرة مقرّب من الشيخ القبلي المدعوم من الدوحة ومسقط علي سالم الحريزي.

وفي تصريح لـ”العرب” قال يعقوب السفياني مدير مركز ساوث 24 للدراسات والأخبار في عدن إن شحنة محركات طائرات الدرونز التي تم ضبطها في منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان كانت في شاحنة مملوكة للتاجر المهري سعيد وبر قمصيت، وبلغ عدد المحركات 100 محرك موزعة في 25 صندوقا كرتونيا.

وأشار السفياني إلى أن الشاحنة التجارية أوقفت في منفذ شحن قبل شهر تقريباً ومنعت وساطات محلية بالإضافة إلى محاولات التاجر النافذ المتعددة تفتيشها طيلة الأسابيع الماضية حتى تم تفتيشها الأحد والعثور على محركات الدرونز فيها بالإضافة إلى أجهزة اتصالات خاصة بشركة هواوي الصينية.

ووفقا للسفياني، فقد ادّعى التاجر المهري في البداية أن الشحنة تابعة لشركة يمن موبايل التي تقوم في الفترة الراهنة بتوسيع خدماتها إلى المناطق المحررة وإدخال شبكة الجيل الرابع، لافتا إلى أن التحقق من المحركات أظهر أنها محركات تعمل بالبنزين للطائرات المسيّرة، نوعDLE170 ، التي تنتجها شركة DLE الصينية المتخصصة في صناعة محركات الطائرات المسيّرة.

ودأبت السلطات الأمنية اليمنية على الكشف في مرات سابقة عن ضبط كميات مختلفة من المعدات العسكرية المهربة إلى الحوثيين، غير أن مصادر مطلعة أكدت أن عدد الشحنات التي تم ضبطها لا يمثل شيئا بالنسبة إلى الشحنات التي وصلت بالفعل إلى الحوثيين عبر شبكات متخصصة في المحافظات التي تمر خلالها تلك الشحنات القادمة من سلطنة عمان.

ووفقا للمصادر، يقود الشيخ القبلي علي سالم الحريزي أنشطة تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية للحوثيين في محافظة المهرة، متخفيا تحت حراك سياسي وقبلي يطالب بمغادرة قوات التحالف العربي في المحافظة ويتوعد بالصدام المسلح مع تلك القوات بين الفينة والأخرى، كما تشارك شخصيات قبلية أخرى محسوبة على الشرعية في تمرير تلك الشحنات في مناطق نفوذها القبلي في الجوف ومأرب.

واعتبر الباحث السياسي اليمني يعقوب السفياني أن عمليات التهريب هذه ليست جديدة فمن المعروف أن المهرة تعتبر من أبرز مسارات تهريب السلاح إلى الحوثيين سواء كان مصدره إيران أو مزودي وتجار الأسلحة المختلفين، وتساعد في ذلك الحدود البرية الطويلة مع سلطنة عمان ذات العلاقات المتينة مع جماعة الحوثي، بالإضافة إلى الشبكات المحلية في المهرة التي تتلقّى دعماً خارجياً وتناهض الشرعية اليمنية والتحالف.

وفي أول تعليق رسمي من قبل الشرعية اليمنية على ضبط شحنة المحركات علق نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة عبدالملك المخلافي في سلسلة تغريدات على تويتر قال فيها إن “طائرات القتل الإيرانية المسيّرة التي تستخدمها ميليشيا الحوثي الإرهابية التي تم القبض على محركاتها والتي تهرّب عبر منفذ شحن مع الشقيقة عُمان تكشف عن الكثير من الخبايا لما حدث ويحدث في بلادنا”.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى