كتاب عدن

عن ذكرى تأسيس “أشيد”.. شباب الجنوب نضال يتواصل وعطاء بلا حدود





/ صالح شائف

خمسون عاماً مرت على تأسيس إتحاد الشباب اليمني الديمقراطي ( أشيد )؛ ففي الأول من فبراير القادم ستحل علينا ذكرى تأسيس الإتحاد الذي أنعقد مؤتمره التأسيسي في ذلك اليوم من عام ١٩٧٣م؛ والذي توحد في إطاره ولأول مرة شباب الجنوب في كيان وطني جنوبي واحد؛ وأصبح وعاءاً تنظيمياً لكل شباب فصائل العمل الوطني القائمة حينها والمتمثلة بالجبهة القومية ( الحزب الحاكم ) وإتحاد الشعب والطليعة الشعبية.

لقد مثل قيام إتحاد الشباب في تلك اللحظة التاريخية الهامة من عمر الثورة والدولة الجنوبية وتطورها الوطني رافداً كفاحياً قوياً؛ عزز من تماسك الجبهة الداخلية الجنوبية وأسهم بشكل فعال ومؤثر في مسيرة البناء والتنمية وحماية مكتسبات الثورة والإستقلال؛ لما للشباب من دور محوري في كل ميادين الحياة.

لقد كان ( أشيد ) مدرسة كفاحية حقيقية رائعة لعشرات الآلاف ممن أنضووا في عضويته الطوعية من فتيات وفتيان الجنوب؛ فقد تم تأهيلهم وتنظيم صفوفهم وإعدادهم بصورة منظمة ليتحملوا مسؤولياتهم الوطنية بجدارة في بناء مجتمعهم؛ من خلال تنمية مواهبهم المختلفة؛ علمياً وثقافياً وفنياً ورياضياً؛ ورعايتهم وتعزيز قدراتهم وتشجيعهم على حب التعلم والعمل؛ وغرس ( أشيد ) في نفوسهم قيم التعاون والخير والجمال؛ المحبة؛ الصدق؛ والوفاء والإحترام للمرأة ولدورها ومكانتها الرفيعة في المجتمع؛ وتولى الدفع بهم إلى دوائر ومؤسسات الدولة المختلفة؛ وكان لتواجد منظماته وهيئاته المختلفة في كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية دور هام في كل ذلك؛ ونال الشباب من الجنسين في تلك المؤسسات على مواقع قيادية متقدمة؛ وكانوا يحظون بتقدير وتشجيع وإحترام كل القيادات لما يتمتعون به من كفاءات وإخلاص ومثابرة وتصميم على الإبداع والنجاح؛ وقد تم كل ذلك وفقاً لما تضمنه برنامج الحزب ودستور الدولة؛ ففيهما وضعت الأسس والقواعد العامة لمهمات ودور إتحاد الشباب في المجتمع.

لقد مثل ( أشيد ) الطليعة القيادية المنظمة لكل شباب وطلاب الجنوب؛ فقد كان المجلس المركزي للطلاب جزءا من تركيبة ( أشيد ) وتولى قيادة وتنظيم نشاط الطلاب في الجامعة داخلياً وعلى مستوى بعثاتنا الطلابية في عشرات الجامعات في الخارج؛ وكانت منظمة الطلائع التي يقودها ( أشيد ) ويشرف عليها بالشراكة مع التربية والتعليم في المدارس الموحدة؛ وتتولى هي الأخرى تنظيم النشاط المتعدد الأوجه للفرق الطلائعية؛ الأمر الذي مكنه من لعب الدور المميز والحاضر دوماً بقوة في المشهد العام لحياة شعبنا الجنوبي؛ وكان له ايضاً نصيب كبير في صنع البهجة وإثراء الحياة الثقافية والفنية من خلال الحفلات الغنائية والأمسيات الثقافية والندوات الفكرية وتنظيم المسابقات المتنوعة؛ وإقامة معارض الفنون التشكيلية وتنظيم الرحلات الترفيهية والإستطلاعية المنتظمة في كل المحافظات وفيما بينها؛ ناهيك عن مسيرات حمل المشاعل في الشوارع العامة المصحوبة بنغمات الفرق الموسيقية وأهازيج الرقص الشعبي في كل المناسبات الوطنية التي كانت تشهدها العاصمة عدن.

واليوم يثبت شباب الجنوب وعلى نحو رائع ومثير للإعجاب والتقدير في هذه الظروف الإستثنائية؛ بأنهم عند مستوى المسؤولية الوطنية والتاريخية؛ ويتقدمون الصفوف في مواجهة كل التحديات والمخاطر ويقدمون التضحيات بصورها وأشكالها المختلفة؛ من أجل أن ينال شعبهم حريته وكرامته وإستعادة دولته الوطنية الجنوبية؛ ولن يكونوا إلا كما يثق بهم شعبهم ويعول عليهم كثيراً في المستقبل الذي سيبنى بعقولهم وسواعدهم وينهض قوياً على أكتافهم؛ وسيكون دورهم أكبر وأوسع نشاطاً وأعمق أثراً وتنظيماً وإنضباطاً؛ إذا ما توحدوا في إطار كيان شبابي جنوبي واحد؛ وإن لم يتحقق ذلك فليكن البديل على هيئة جبهة شبابية ينضوي تحت مظلتها كل الفعاليات الشبابية والطلابية يتفق بشأنها وعلى آليات عملها مستقبلاً وهذا مجرد مقترح.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى