كتاب عدن

إلى أُمي.. أكثر من احبني دون شروط




شهد شحادة
المرأة، هيّ معجزة ربنا على الأرض من بداية الخلق لوقتنا الحالي، ولحتى آخر يوم عَلى هالحياة، هيّ هذا الكائن الحنون الدافي، المعطاء، الجميل، الناعم، والقوي بنفس الوقت، إلِّي ٢٤/٢٤ بشتغل على حاله وعالّي حوليه بلا ملل، يعني حتى لو مَل بلحظات معينة، بس بقدرش يمشي ويترك إشي أو حدا وراه، هي الكائن صاحب الإصرار الخرافي، إلِّي لما بده إشي أو بده حدا بوصلّه، هي الأم إلِّي بتعيشش عشان حالها، هيّ المضحية، إلِّي بتحب بلا حساب، بلا مقابل، بلا تفكير، بلا “ليش؟”، بلا “خلص بكفي”، بلا “مش قادرة أكمل”، بلا “أجى الوقت إلِّي بديش أهكل هم حدا”، المرأة، هي الكائن الكامل بالرغم من عدم كماليته..

المرأة هي نسرين، أُمي، القوية، العنيدة، الحنونة، الصابرة، الذكية، اللطيفة، الطيبة، المحبة، والحلوة.. إلِّي محدش بشوفها وبحكيش “نيال أهلها فيها، ونيال ولادها عليها”، ونيالنا فيكِ يا نيسو..

نسرين هي المثال المثالي للمرأة المثالية، للمرأة الكاملة، نسرين هيّ المرأة الوحيدة على هذا الكوكب اللي بتمر بالعمر، وبقدرش يمر عليها!

إلِّي إذا مرت عليها عاصفة بتهدى، بهداوة ورزانة خطواتها. نسرين مش بس مثال للمرأة المثالية، لأ! هي مثال للإنسان، الإنسان إلِّي عم نفتقده بوقتنا الحالي، الإنسان إلِّي من أول ما ينزل من رحم أُمه المظلم، لحد ما ينتقل على العالم الآخر المظلم، ما بتتغير فطرته إلِّي خُلِق عليها..

نسرين اليوم خلصت مشوار بلشت فيه من ٥ سنين ونص، وحلمت فيه من ٢٥ سنة و نص، نسرين اليوم بكفاحها، بتعبها الشخصي، حطت ثالث خطوة لمشوارها الطويل، لسيرها ضد التيار، ضد المعوقات، ضد المحبطات، ضد التعاسة، ضد كل الظروف إلِّي ممكن تحبط أي بني آدم قوي، نسرين اليوم خريّجة، ومش أي خريّجة، خريّجة كأم لاعلامية، وشب طول الباب، خريّجة كأولى على قسمها في البكالوريوس و مرتبة الشرف في الماجستير من بريطانيا رغم كل المعوقات من اللغة لاختلاف طرق التعليم و اختلاف المجتمعات و

مرض والدتها وحنينها لبيتها وبلدها وسيارتها وحياتها.

أُمي خلال أيام بصير عمرها ٥٠ سنة بعرف شكلها كتير أصغر .. كل ما منسافر ومنلتقي في ناس في اي بلد كانو يفكرونا أخوات او صديقات.

أُمّي اللي أثبتتلنا إنّه عمرها الفرصة ما بتضيع منّك إلّا لما تتخلى عنها انت أو ربنا يآخذ أمانته .

أمي اللي علّمتنا بأفعالها ما نترك أحلامنا.

بعد انقطاع طويييل كان حلمك ما يغيب عن نظرك ، كنتِ قدّها وكسبتِ التّوجيهي وما اكتفيتي ودخلتِ الطّريق الأشد ارهاق وهيّك اليوم خرّيجة بشهادة ماجستير

نسرين مثال للطالب الجاد، صاحب الهدف، والإرادة، وحامل الرسالة، نسرين أُمي إلِّي عشت ورح أموت وأنا بفتخر فيها، وبحكي قدام كلّ البشرية، إطلعوا؛ شايفين هاي المَرة؟ هاي أُمي..

ماما؛ مبروك إلك نجاحك، ومبروك إلنا إنتِ.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى