محمد علي محسن – عدن اوبزيرفر https://www.adenobserver.com موقع إخباري مستقل Sat, 18 Feb 2023 15:33:00 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.4.4 https://www.adenobserver.com/wp-content/uploads/2022/05/cropped-logo-32x32.png محمد علي محسن – عدن اوبزيرفر https://www.adenobserver.com 32 32 صالح العزيزي الشاعري الثائر المنسي !! https://www.adenobserver.com/read-news/65410/ https://www.adenobserver.com/read-news/65410/#respond Sat, 18 Feb 2023 15:33:00 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=65410 محمد علي محسن /

سأكتب اليوم عن شخصية ثائرة متفردة لم تنل حقها لا ماضيًا أو حاضرًا ، فقبل أيام قليلة كنت في حديث مع الدكتور  ، الأديب والشاعر محمد مسعد العودي ، عن المناضل الكبير ‘ الشيخ علي صالح سالم الباقري الشاعري ” الذي عادة ما أصفه ب ” مانديلا اليمن ‘ .
ولكم سررت حين علمت من صديقي أنه سيكتب عنه ، وإنصافًا له ولتاريخ هذه العائلة المُشرِّف فإنني أرتأيت الكتابة عن شخصية فذَّة من ذات المكان والزمان ، ومازال الكثير يجهل سيرته الكفاحية الوطنية والقومية .
أعترف هنا أنني ما أن علمت بقصة الرجل وحادثة إغتياله في الولايات المتحدة الأمريكية من السفير والوزير والمثقف والإنسان صالح عبدالله مثنى الشاعري ، حتى وجدت ذاتي حزينًا ومنذهلًا .
حزينًا من شدِّة تأثري بكرمه وسخائه ناحية وطنه ، ومنذهلًا من هول الجفاء والجحود الذي ناله ، فبرغم أنه بلغ من المكانة والشهرة ما لم يبلغها شخصًا قبله خلال حقبة الخمسينات ، ومع ذلك مازال مجهولًا لنا ولأجيال عدة ربما ، فلم يحظ بشرف معرفة ما دوّنه وظل مطمورًا في طي النسيان أو قولوا الإهمال ..
ولأنني مولعًا في الشخصيات التي لم تنل حظوة أو إهتمام رغم ما قدمته من أدوار أو بذلت في سبيله ؛ فأنني رغبت في كتابة ولو النزر اليسير عنه كثائر ومهاجر وناشط ومثقف من طراز فريد .
نعم أكتب عن ” صالح مثنى طالب العزيزي الشاعري ” من جيل المقاومة في الأربعينات والخمسينات برفقة قبائل بلاد الشاعري ، ومن لا يعرف بلاد الشاعري ورجالها فأجزم أنه يجهل تمامًا تاريخ الضالع ومقاومة ابنائها للظلم والاستعباد .
فمن هذه المنطقة الكائنة شرق مدينة الضالع أشتعلت جذوة المقاومة ضد الاستعمار وأعوانه مطلع الثلاثينات ، ودونما توقف خلال الأربعينات والخمسينات .
وفي مثل هذه الوضعية وبضغط ظروفها الموضوعية والذاتية هاجر عمَّنا صالح إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو في سني فتوته ويفاعته ، وهناك عاش مع تجمعات عربية قادمة من أرض الشام .
وبما أنه جايل هؤلاء المثقفين الذين اغلبهم من لبنان ، فلقد تأثَّر وأثَّر بهم  ، إذ كان معظم المهاجرين العرب في أمريكا وأوروبا واقعين تحت تأثير حركة التنوير ، حاملين راية الخلاص من الاستعمار وحالمين بالوحدة العربية .
كيف لا يتأثر عمَّنا صالح في امريكا وهو يقف إلى جوار رائد التنوير الكاتب الألمعي جبران خليل جبران ؟ وكيف لا يتبدَّل حاله وتفكيره وقناعته والكثير من المهاجرين العرب كخلية نحل ، يجيبون الولايات المتحدة ، ويلهجون بشعارات وقناعات مناهضة للإمبريالية والرجعية ،ومؤيدة بقوة للتيارات الاشتراكية والقومية الناهضة وقتئذ .
كانت مدن أوروبا وامريكا مساحة للكثير من الأفكار التقدمية المتأثرة بثورة اكتوبر السوفياتية ، والمجد الذي حققته بهزيمة النازية في الحرب العالمية الثانية، فعلى مأساوية هذه الحرب كانت فاتحة لعهد جديد ، إذ سرعان ما أعقبها انهيار النظام الاستعماري  العالمي  .
الفتى القادم إلى أمريكا وهو لا يملك غير صدق وشهامة وإيثار أهله ، كانت لديه قدرة استيعاب هائلة لفهم وإدراك الحياة الجديدة ، وبخلفيته كمقاوم تطورت معارفه الفكرية بسرعة ، فقد وجد في ذلك ما يعبر فيه عن روحه الوطنية .
اصبح  ناشطًا سياسيًا مرموقًا واشتراكيًا صلبًا ، وزاده المهجر صقلًا ونضجًا بتأثير من اقطاب حركة القوميين العرب على الطلاب اليمنيين في بيروت والقاهرة أو المهاجرين إلى الكويت انذاك .
وارتقت مكانته فأصبح نائبًا لرئيس الجالية العربية في اميركا ، ونائبًا لرئيس تحرير صحيفة ” البيان ‘الصادرة عنهم .
وفي الصحيفة سخَّر موهبته وتجلياته وقناعاته فصبَّ جام مداده في مهاجمة الاستعمار البريطاني ونظام الإمامة الملكي ، داعيًا إلى تحرير اليمن جنوبه وشماله .
 وأشهر ما كتبه كانت مقالاته التي رد بها على قصيدة الإمام احمد التي هاجم فيها الإشتراكية والزعيم جمال عبد الناصر .
وفي هذه المناخات اتسع نشاطه إلى قيادة حملات تبرع لدعم انتفاضة ٥٦-١٩٥٨م في الضالع ، والتي كانت تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات التي كان يجري تحويلها الى ريالات فرنسه -ماريا تريزا -وتوزع على رجال المقاومة في قعطبة ، بما تعادل الملايين من ريالات هذا الزمان ، ومثلها حملات تبرع لدعم ثورة الجزائر .
وعوضًا عن بروزه كشخصية سياسية في ذاك الزمن ، وعُرف في الوسط الاجتماعي بنشاطه وعلاقاته الإنسانية ؛ كان مبادرًا في البذل والمساعدة للكثير  من المهاجرين إلى امريكا قبل وبعد دخولهم إليها .
صار مصلحًا اجتماعيًا لحل الخلافات بين أفراد الجاليات العربية واليمنية بالذات ، وكل ذلك النشاط السياسي والإجتماعي والخيري أدى في نهاية المطاف لأن يفقد حياته ثمنا لشهامته ونبله .
تعرض لجريمة إغتيال بشعة ، فقد عُثر عنه مقتولًا في ‘ أوبفلو ” إحدى ضواحي ولاية ‘ اوهايو ‘ ، مغموراً بالثلج ، وثمانية من اضلاعه مكسّرة .
للأسف كان المتهم في عملية إغتياله تاجر  من بني جلدته اليمن ، لا لشيء غير تضرره من حكم العم صالح الذي كان منصفًا لغريم التاجر .
نعم دفع حياته ثمنًا لموقفه الشهم والأصيل والعادل إلى جانب الشريك التجاري الضعيف ، إذ رفض محاولة الاستيلاء على نصيبه في المتجر ، وطرده إلى الشارع مستغلًا خصمه مكانته وعلاقاته ، فكان الجزاء اغتياله وبطريقه بشعة لاقت الاستنكار والاحتقار لمرتكبيها .
رحل العم صالح تاركًا أثرًا طيبًا في نفوس كل من عرفه أو جايله ، وهذه المكانة لم تأت مصادفة ، وإنما صنعها بنشاطه المتعدد السياسي الإنساني .
لقد نال إحترام وتقدير الناس في الداخل والخارج ، وكان محل فخر أسرته وأهله وعشيرته وأبناء منطقته عمومًا ، فيكفي القول هنا أن شقيقه عبدالله أسمى نجله صالح عبدالله مثنى ، السفير والوزير الأسبق ، تيمنًا به واعتزازًا بذكراه الطيبة العطرة .
هذه سيرة وجيزة عن حياة العم صالح العزيزي الشاعري ، الرجل النبيل والثائر المخلص لوطنه اليمن .
آملّا أن تكون فاتحة إنصاف له ، وللكثير ممَّن أعطوا ودونما يؤخذوا ، وهذا ديدن أي ثائر وطني غايته عظيمة ، على اعتبار أن النضال قيمة معنوية متجردة من المكاسب المادية الذاتية  ، ولا أظن الرجل إلَّا من هذه الطليعة صاحبة السيرة المجيدة الملهمة .
فتبًا لشعب لا يفخر برجاله الشرفاء الأوفياء ، وسحقًا لشعب يرتقي فيه الوضيع والجاهل ، وتغفل فيه وتمحى أسماء وازنة بحجم هؤلاء العظماء .. رحمة الله تغشى العم صالح ، ويسكنه الفردوس الأعلى ..

 

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/65410/feed/ 0
ثرثرة في ذكرى الاستقلال!! https://www.adenobserver.com/read-news/55355/ https://www.adenobserver.com/read-news/55355/#respond Wed, 30 Nov 2022 08:06:55 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=55355 محمد علي محسن …

قرأت ” الطريق الوعر ” السيرة الذاتية لرئيس كوريا الجنوبية الأسبق ” لي ميونج باك ” الموجود الان في السجن،  وانتابني الحزن عليه وعلى أنفسنا، فلم يتغن بثورة أو يلعن اليابان أو النظام الشيوعي في الشمال الكوري ، وإنما تحدث عن  ” كوريا الجنوبية ” البلد الفقير ، وكيف قدر له مزاحمة الكبار ، وفي ظرفية حرب مستديمة ، وتوترات لم تتوقف طوال ستة عقود .

تحدث عن مساعدته – لم يقل أنه الرئيس المعجزة – في خلق امبراطورية ” هيونداي ” الشركة التي رأسها بجدارة واستطاعت خلال حقبة ال 27 عامـًا الانتقال من شركة محلية في الانشاءات ، الى شركة عالمية عملاقة عوائدها السنوية إبـَّان عهده تعدت ال 40 مليار دولار ، كما ويشتغل بها 170 ألف موظفًا ينتشرون في كافة اصقاع المعمورة

أما انجازه للعاصمة ” سيوول ” حين شغل منصب عمدة المدينة أو الرئاسة في فترة تالية فهي شاهدة ولا تخطيها عين الزائر أو المتابع لمعدلات النمو والتطور ، فيكفي القول هنا ان هذا البلد الأسيوي الفقير إلّا من جباله الشاسعة الحائزة على ثلثي مساحته ، صار اليوم ضمن الاغنياء العشرين وينافس اليابان وأمريكا ، الأول استعمره ،والآخر في حماه

وبرغم هذه الثورة المحرزة دون ضجيج أو شعارات أو خطابات بلهاء، الآن الرجل الكهل ذو الثمانين عامًا، يقضي بقية حياته في السجن وبسبب تهمة التكسب من منصبه ، ودونما أي اعتبار لسجله المشرف بالإنجاز أو لشيخوخته أو بكونه رئيسًا سابقًا

وهذه هي الثورة الحقيقية، وهذه هي قيمها ومبادئها التي طالما كان ملهمًا لها، وهذه هي التحديات التي حضَّ لاجتراحها دون خوف أو تردد ؛ لأن التحدي بنظره يجلب الخوف غالبـًا، لكنه الخوف الذي يخرج أفضل ما في الانسان وفق تعبيره.

وإذا ما احتسبنا الفارق الزمني بين ثورتي ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م في اليمن و٢٩ سبتمبر ١٩٤٩م في الصين ، سنجدها ثلاثة أيام في الشهر  ، وثلاثة عشر عامـًا في حساب الأعوام ؛مدة زمنية قصيرة لكنها مسافة شاسعة وطويلة بمعايير ما تحقق هناك وتعذر هنا .كما وبمقياس التطور والنهضة تضاهي قرونًا فلكية ، فلا مقاربة بين الصين واليمن.

نعم ، لا وجه للمقارنة بين بلد يبذر  في كوكب زحل ، ويطفئ الحرائق بصواريخ موجهة ، ويجتاح العالم بصناعاته المتعددة الاستخدام والفوائد ؛ وبين بلد يموت يوميًا أهله في معارك السلطان وبلا رحمة أو شفقة أو سبب وجيه ومقنع.

الثورة ،وأي ثورة ، ليست صنمـًا نعبده ونسبح بحمده، أو نأكله على غرار فعلة الجاهلية الأولى ، أو نظل ننشد منه الأمنيات ونلقي فيه الخطب ، أو نرفع الأعلام وبرقيات التهاني البليدة ؛ وانما هي حدث ينبغي ان يكون محسوسًا في حياة الناس ، وفي ذهنهم ووجوههم واحاديثهم وكبريائهم واحلامهم ..

الثورة تعد قطيعة بين تاريخين وحدثين ؛ بين ماض سيء وينبغي ان يزول ، وبين حاضر أفضل ويجب ان يسود ؛ بين عناء وظلم وجهل وتسلط وفقر وخوف ، وبين عدل ومعرفة وتحرر وازدهار وحرية ؛ بين صراعات وأزمات وحروب طويت الآمها ومآسيها ، وبين حاضر مستقر يروم لمستقبل مشرق ومزدهر  .

فما جدوى الكلام عن ثورات واستقلال وتوحد فيما نحن في خضم حروب وصراعات وأزمات بلا منتهى، بل وصرنا عالة على المجتمعات الأنسانية . نتسول الغذاء والحبة الدواء، وفي الوقت الذي تكتنز بلادنا الخيرات الوفيرة

لأن ينعم بها اليمنيين ويعيشون حياتهم بكرامة وسلام وازدهار.

وماذا يعني الاحتفاء بسبتمبر العظيم ؟ فمن ثأرت عليهم واسقطت نظامهم الكهنوتي قبل عقود نيفت الستة ، يستبيحون الآن صنعاء ، ويحكمون ويسيطرون ويعبثون ..

كما وما نفع الحديث عن اهداف ومبادئ ستة إذا ما ظلت مصلوبة عالقة في ترويسات الصحف ، وفي خطب سمجة سؤومة، فلم ير الانسان غير النزر البسيط من تلك الامنيات الكبيرة .

وذات الأمر ينطبق على ثورة اكتوبر التي لم يعد لها وجود في نفوس البسطاء، فماذا يعني اشعال اطار أو اطلاق رصاصة أو خطبة عصماء؟  فكل هذه الاشياء باتت مقززة ومهينة لكرامة الخلق الذين لا يجدون لقمة عيش هانئة أو وظيفة تعينهم أو خدمة اساسية وضرورية.

وماذا يعني الاحتفاء بذكرى استقلال ناجز يوم 30 نوفمبر 1967م اذا كان حالنا بائسـًا وحزينًا على هذا المنحى الفاطر لضمير الأنسانية؟ . والمأساة الأكثر إيلامـًا ان أعيادنا الوطنية ماتت في نفوسنا كيمنيين ؟

واقع الحال لا يستلزمه المزيد من الخطب السمجة السؤومة ، أو مرثيات الحزن على جدران التواريخ الماضية، وإنما يستوجب منا ثورات جديدة مختلفة لإحياء واستعادة ثورات الأمس ، بروحها وانسانيتها ونبلها وقيمتها ومنجزها .

فهذه للأسف تم فقدها والتفريط بها بينما نحن في غمرة الصراعات العنيفة ، وفي خضم الشعارات والمزايدات التي ثبت للقاصي والداني انها لا تؤكل جائعـًا أو تبني وطنًا ..

 

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/55355/feed/ 0
أزمة جمعية !! https://www.adenobserver.com/read-news/52161/ https://www.adenobserver.com/read-news/52161/#respond Sun, 22 May 2022 21:03:16 +0000 http://localhost/adenobserver/52161/ مايو 23, 2022

محمد علي محسن

بالروح بالدم نفديك يا زعيم ، نفديك يا شرق ، نفديك يا غرب .. ثورة ثورة يا شمال ، ثورة ثورة يا جنوب ، الشعب يريد اسقاط النظام ، لا جمهورية ولا حزبية ولا ديمقراطية ولا حكومة بعد اليوم ، وهكذا دواليك من الهتافات الجمعية …

هذه هي سيكولوجية الجماهير ، وفق توصيف الفيلسوف الفرنسي ‘ غوستاف لو بين ‘ في مؤلفه ” سيكولوجية الجماهير ” .

وبكلمة مقتضبة البشر يتصرفون بحسب منطق ” لو بين ” بلا شعور وبجموح عدواني ، فيكفي أن تكون فردًا في القطيع ، ستجد ذاتك منساقًا ضمن الجموع ، وبهم ومعهم تفعل أشياء مجنونة غير واعية وغير مألوفة لك ..

فماذا يعني أن تلهج وبحماسة زائدة لأجل حاكم فاسد أو مستبد ؟ وماذا يعني أن تنذر دمك ومهجتك لأجل وطنك وفي ملعب كرة أو ساحة عامة وليس في جبهة قتال ؟ فكيف إذا ما كان الهتاف هنا موجهًا لجهة جغرافية كي تثور وتحقق فعلًا بشريًا ؟..

وإذا كان العالم يدين الفضل للطبيب النفسي العبقري ” ادموند فرويد “الذي يحسب له تحليل النفس البشرية للفرد وإبراز أثرها وخطرها على السلوك الجمعي ؛ فإن عالمنا ينبغي أن لا يغفل الفيلسوف الفرنسي لو بين .

فبفضل اكتشافه العبقري صرنا نعي ونفهم كيف أن إعتلال النفس الواحدة أقل خطر وضرر من اعتلال النفس الجمعية ، فحالة الفرد وأيًا كان جنونها أو تصرفها يبقى أثرها محدودًا وفي نطاق ضيق .

أما إذا ما أصيب مجتمع ما بأزمة نفسية جمعية فإن النتائج تكون كارثية ومأساوية ،فلم يكن ادولف هتلر ، موسوليني ، بينو شيه ، بول بوت ، ستالين ، بشار ، القذافي ، عبد الملك الحوثي والقائمة طويلة ؛ سوى تعبيرًا صارخًا لتلك الانفعالات والرغبات الجامحة في أعماق الجماعات الإنسانية المحيطة بالفرد .

وهذه مجرد نماذج لحالات إعتلال نفسية عانت منها المجتمعات في لحظات إنكسارها ، والتاريخ الإنساني زاخر بمثل هذه الإرتكاسات الجمعية التي تكون نتائجها وخيمة وكارثية على مجمل الحياة والبشر ..

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/52161/feed/ 0
بقرة بني إسرائيل https://www.adenobserver.com/read-news/52211/ https://www.adenobserver.com/read-news/52211/#respond Sun, 12 Jun 2022 03:27:33 +0000 http://localhost/adenobserver/52211/ أبريل 30, 2022

محمد علي محسن

حذرت الجنوبيين من المتنطعين وما أكثرهم ، فلقد خشيت أن تصير القضية الجنوبية مثل بقرة بني إسرائيل ، حينها قامت علي الدنيا ، إذ تعرضت لحملة إساءات ، وحجة هؤلاء أن القضية أسمى وأنزه من وصفها ببقرة بني إسرائيل .
 
والحقيقة أنها مسألة سياسية ، وليست صنمًا نعبده وحينما نجوع نأكله تأسيًا بعرب الجاهلية ، وبما أنها مسألة سياسية فيتوجب حلها ومعالجتها بفعل سياسي وطني تاريخي .
وهذا بالضبط ما تم في مؤتمر الحوار الوطني الذي أعده افضل حدث في التاريخ الحديث ، وتاليًا في مشاورات الرياض .
 
الآن اسمع وأرى أصواتًا صادعة رافضة لنتائج مشاورات الرياض ، وهذه الاصوات نسخة محدَّثة من تلك الأصوات التي خوَّنت السياسي محمد علي احمد ورفاقه في مؤتمر الحوار في صنعاء .
 
ظلَّت طوال الأعوام الأخيرة تقدح وتهزأ في مؤتمر الحوار ودونما نلمس منها إجراءات موضوعية تؤكد خطأ المشاركة وصواب المقاطعة ، فعلى العكس بقت على ذات المنوال ، تأكِّل عوام النَّاس شعارات ودعوات ثورية صاخبة وحمل الآخرين وزر الأزمات السياسية والاقتصادية ، وكأنما هؤلاء معارضون منفيون في لندن أو واشنطن .
 
ما أخشاه الآن هو أن نتائج مشاورات الرياض ستصير مثار جدل وتندر وبكاء على اطلال باعثة للشفقة والرثاء بدلًا من أن تكون نتائجها فاتحة لعهد جديد يؤسس لمرحلة انتقال سياسي يحقق السلام والاستقرار واستعادة الدولة اليمنية بإعتبارها الغاية المنشودة من كل الفرقاء السياسيين .
 
نعم الأيام المقبلة ستكون اخر الفرص الممكنة ، فإما أن السلطة الجامعة لفرقاء الشرعية بمقدورها الفعل السياسي في واقع الممارسة وإما أنها ستكون مشكلة جديدة منتجة لأزمات قابلة ، وهذه لا يتمناها أحدا ، بما فيهم المناوئين لها .
الحرب وتبعاتها المأساوية خلقت ظروفًا مجتمعية لم تكن في حسبان أكثر المتشائمين ، فالمواطن اليمني لم يعد يكترث بشيء غير حاجاته اليومية ية ، إذ همّه منصبًا في توفير هذه المواد والسلع الأساسية وأن استلزمت منه التخلي عن بعض من كبرياء وكرامة .
وهذا ما لم يدركه القادة السياسيين أو النخب المثقفة ، فهاتين الشريحتين للأسف ما فتأت تخوض غمار جدل ثوري سفسطائي لا يسمن أو يغني من جوع .
الجنوبيون تحديدًا ابتلوا زمنًا بهاتين الفئتين الصاخبتين الآن بقوة ، فمنذ ما قبل استقلال الدولة الوطنية وحتى اللحظة الراهنة مازلنا فيها محلك سر ، نصحوا على شعارات وننام على هتافات وبلا أدنى أعتبار لتاريخ طويل من الإنتفاضات ، ومن الثورات ، ومن التضحيات ، ومن الشعارات التي تبخرت في الفضاء مثل فقاعات لم تحتمل تيار هواء عابر .
حتمًا ستبرز خلال الأيام القادمة أصواتًا صاخبة ، والحقيقة أن هذه الأصوات الرافضة لنتائج مشاورات الرياض لم تستوعب بعد أنه ما من أزمة وما من قضية تبقى مفتوحة وبلا منتهى أو حل . 
 
كما والأخطر أنه ليس لديها خيار أو بديل سياسي يؤسس لمرحلة جديدة يمكن الاعتداد بها ، بل وعلى العكس سنشاهد ردة فعل غاضبة لا تقدم لليمن واليمنيين الَّا المزيد من الأزمات والصراعات والانقسامات في المجتمع .
 
اليمنيون سحقتهم الحروب والصراعات العنيفة وتبعاتها المأساوية ، ومعظم هذا العنف ليس له ما يبرره غير الرغبة الجامحة في السيطرة على الحُكم بما يعني من تمايز وسطوة ونفوذ .
ومن يظن أن الدماء النازفة في الحاضر يمكن فصلها عن ماض من الهيمنة والاستعباد ؛ أجزم أنه يجهل تاريخ اليمن قديمًا وحديثًا .

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/52211/feed/ 0
كييف هبة السماء ! https://www.adenobserver.com/read-news/52421/ https://www.adenobserver.com/read-news/52421/#respond Sun, 12 Jun 2022 03:45:41 +0000 http://localhost/adenobserver/52421/ مارس 01, 2022

حزمت أمتعتي ورحلت عن المدينة ، بفؤاد مفطور وصدر مكسور ، في الحجرة ٦٥ من القطار المتجه إلى مدينة كييف ، قضيت ساعات الرحلة .

جلست قرب النافذة أتطلع في الغابات الكثيفة التي تشطرها سكة الحديد إلى شطرين ، محمد قرر البقاء في أوديسا في آخر لحظة ، لذا بقيت وحدي في الغرفة ، يشاطرني الملل والسأم من فرط الوقت الطويل ، سرير ومقطورة حديد كئيبة ، لا يطاق هسيسها الصافر ، صلصلتها أو فرقعة موصلاتها وأصواتها الصاعدة من أسفلها . 

ليوم وليلة وأنا بين أربعة جدر ، سئمت الوحدة والفراغ ، حتى القراءة التي هي زادي ومؤنسي في السفر صارت لا تطاق نتيجة للصلصلة والفرقعة الناخرة للأذنين .

كل المسافرون إما يغطون في الكرى أو يلهون ويمرحون ويتجاذبون الكلام في غرفهم ، إلَّا أنا ما بين المقصورة الضيقة والسرير ذهابًا وإيابًا . ضقت ذرعًا من الصمت في اليوم الأول ، فرحت أفتش في سلسلة المقطورات علني أجد ما يؤنسني أو يخرس أصوات معدتي .

مرت ساعات الرحلة ثقيلة ، ومن شدة رتابتها كأنَّها سنوات في زنزانة انفرادية ، لا وسط رياض وغابات مكسوة بأشجار السرو والبلوط والكستناء والصنوبر والزان والزيزفون والبتولا والحور الرومي والأعشاب والخضرة .

توقفت أخيرًا حركة القطار ، فبعد مسير قطع خلالها ٧٥٠ كم تقريبا ، ها هو القطار العتيق يلفظ ما في جوفه في المحطة ، الوقت كان مبكرًا ، بدا وجه المدينة غاطًا في سبات غسق الفجر المنسلة خيوطه البيضاء في الأفق ، مبددة وحشة العتمة الملتحفة المكان ، قرقعات أحذية النسوة تخترق سكينة ورتابة اللحظة ، قرقعة طالما اوقضت فيَّ الشعور لمصافحة مصدر انبعاثها رغم أنفي .

الحافلة الواقفة في فناء المحطة قابلتنا بوجه عبوس وفاتر ، فندق ” مير ” الرابض بشموخه في صدر ربوة كأنّه يزفر كآبة ظلمة آخر الليل في وجوهنا نحن الوافدون إليه ، فحتى موظفة الاستقبال ،أيضًا ، استقبلتنا بوجه واجم ، وبزفرات تماثل أنفاس شجر المدينة .

لم أحتمل كآبة الدقائق فكسرت حالة الصمت المخيمة في صالة الإنتظار : 

أهكذا يا كييف ، يا ست الحُسن والجمال تستقبلين محبًا متيمًا فيك ؟! لست الأمير ” خان باي ” العتل الزنيم الطامع بضمك غصبًا لمملكته كي تنفثين بوجهي زفير أساك وحزنك !! فأنا مثل الأمير شغوف بسحرك ودلالك ولا أشبهه في عشقي وغزوتي !.

في الصباح نهضت على قرعات باب الغرفة ، فمن علو المكان المطل على أكثر من وجه بانورامي لكييف ، كانت استفاقتي التي أيقظت معها كل حواسي .

من نافذة الحجرة قدر لي لمح وجه المدينة البديع لأول مرة ، وجه من وجوه متعددة ، فكييف لها أكثر من وجه ، وأكثر من ملمح وصورة . 

ما رأيته حين الوصول ليس إلَّا الوجه المعتم لمرآة ساطعة الضوء في أكثر من وجه .

بعد أن أنصدع عمود الصباح وأشرقت الشمس على المدينة من وراء خدرها بدت كييف بأوجه متعددة لا تجمعها عدسة واحدة أو عين ، فكييف في تلالها والتواءاتها ومنحدراتها وهضابها تشبه تضاريسها الحالمة تعز ، الفارق أن الأخيرة بسيطة ويمكن جمعها في مشهد من جبل صبر الشاهق ، بينما كييف لا تجتمع في مشهد واحد سوى من الفضاء .

فمساحتها المتمددة على طول ضفتي نهر ” الدنيبر ” ولأكثر من خمسين كيلو متر من الشمال إلى الجنوب ، ناهيك عن كونها واقعة فوق سلسلة من التلال المنحدرة والمرتفعة تدريجيًا فوق مستوى النهر ؛ جعلت من الاستحالة جمع هذه المدينة الغارقة بالخضرة والحدائق والرياض والهضاب والكاتدرائيات والقباب الذهبية في مشهد واحد من الأرض .

كييف بحق مخلوقة من الأساطير واليقين ، فعوض عن الأسطورة القائلة بتأسيسها قبل عشرين ألف سنة ، وتحديدًا في العصر الحجري على يدي الأربعة الأشقاء ” كيي وشتشيك وخوريف و شقيقهم ليبيد ” الذين كانوا يبحرون في النهر وعند رؤيتهم للتلال قرروا النزول من اليخت ، ومن ثم الإستيطان في المكان الذي أجمع الأشقاء على تسميته باسم الشقيق الأكبر ” كيي ” ؛ فأن المدينة في الواقع من أجمل مدن أوروبا على الإطلاق ، إذ جمعت ما بين جمال الطبيعة الأوربية وعراقة الماضي وحداثة العصر .

هي إذن مدينة كل العصور والأديان والأجناس والخرافة والواقع ، فلم تخط المرشدة السياحية حينما استعارت وصفًا أطلقه أحد اساطنة السياحة في أوروبا على كييف والذي قال : رأيت حدائقًا وخضرة في المدن ، لكنني لم أجد مدينة في حديقة سوى كييف ).

في فصل الصيف تكون المدينة بين عالمين من الوجود والخلود ، فالأثنان توأمان في بقعة واحدة وزمن واحد .

كاتدرائيات بقبابها المطلية بماء الذهب ، جدران يكسوها الكلس الأزرق والأخضر والأبيض ، كنيسة القديسة ” صوفيا ” واحدة من كاتدرائيات الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بلا أجراس ، بلا عُبَّاد يؤمونها .

كنيسة العذراء لا أدري أين موضعها بين هذه الكنائس ؟ . لا أدري لماذا شعرت بالرهبة والروحانية وأنا أتأمل في الكاتدرائيات المسيحية القديمة المشكلة لروح المدينة ؟! .

فبعد نحو ألف عام على اعتناق الأمير ” فلاديمير” المسيحية وكييف تعد مركز العالم المسيحي الأرثوذكسي في أوروبا ، فمنذ وجود كييف قبل ١٥٠٠عامًا وهي قبلة المسيحية إلى أن قامت ثورة أكتوبر البلشفية ١٩١٧م لا أحد اليوم سيحدثك عن كاتدرائية القديسة ” صوفيا ” أو ” أندرييفساكيا ” أو المسيح المخلص أو عن الكنيسة الأولى في منطقة بتشيرسكا المزينة بموزاييك ورسومات .

تلال وخضرة وشجر بلوط يمتد عمرها لألف عام ، قصور أبهة ومآثر سطرها أهل المدينة في مقاومة الغزاة الطامعين .

تمثال البطريرك الذي يمثل متحفًا للحرب العالمية الثانية واحد منها ويشبه تمثال الحرية الشهير في نيويورك .

غنج ودلال وشيء من البؤس والعيلة الممزوجين بالأنفة والكبرياء ، حتى نهر الدنيبر ثالث اطول أنهر أوروبا ٢٢٨٦كم منها ١٢٠٥كم في أوكرانيا ، كأنه مثلي في هدوءه واغترابه .

فهذا المجرى النابع من هضبة ” فالداي ” في روسيا يجري ماؤه في روسيا وبيلوروسيا قبل أن يصل بلاد السُكر ” أوكرانيا ” وفق تعبير قدماء أوروبا . 

يروي كييف التي يشقها إلى ضفتين شرقية وغربية ، مضيفًا لها سحرًا وجمالًا يخيل للمرء أنه في الفردوس .

عشقته من أول نظرة ، رغم مسحة الوجم البادية على وجهه ، لا أدري ما سر هذا الولع به ؟ هل لأنه يشبهني في بؤسي واغترابي ؟ أم أن كلانا عابر سبيل وسنمضي سوية إلى هناك حيث مثواه جنوبًا في تخوم البحر الأسود شرق مدينتي الجميلة ” أوديسا ” ؟! .

كل ما يمتع العين من روضات وجنان الطبيعة تجود به كييف بجزل لا نظير له ، لكنني تعوزني أنثى تؤنس وحدتي وتبهجني في المدينة الملأى بالغانيات . آه لو إن راعية الضان ” أشجان ” بجواري هنا في جنة الدنيا ، تمنيت لو أن معلمتي ” أنوشكا ” ستنبع من ماء النهر الهادئ نحلة كعروسة البحر ، فكل الأساطير في مدينة الأساطير ممكنة .

 

من رواية ” الشرق أشجان ” الحلقة ١ 

* احداث القصة قبل إنفصال أوكرانيا عن روسيا ١٩٩١م .

محمد علي محسن

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/52421/feed/ 0
أوقفوا هذه الحماقات !! https://www.adenobserver.com/read-news/52138/ https://www.adenobserver.com/read-news/52138/#respond Sun, 12 Jun 2022 03:21:13 +0000 http://localhost/adenobserver/52138/ أكتوبر 11, 2021

محمد علي محسن 

ليس هنالك قبحًا وفظاعة تضاهي جريمة إحراق خيمة نازح أو إهانة كرامة انسان . يا هؤلاء ابحثوا عن بغيتكم في هويات الساسة ، من سكنة القصور وليس القبور ، فهؤلاء هم من يخطط وينفذ ويمول الإغتيالات والإرهاب ..
 
كفوا أيديكم عن إهانة البسطاء من النازحين المشردين ، وفروا لهم المكان الآمن ، خففوا عنهم المأساة ، أفعالكم دلالة نبلكم وعدالة قضيتكم .. 
كفوا عن تبرير هذه الانتهاكات ، فإين وجدت ينبغي أن تدان وتستنكر ، لا فارق هنا بين عدن وصنعاء وتعز ومأرب وشبوة والضالع وأبين وووالخ 
 
كفاية كذب وتضليل وعنصرية وبغُض ، فهذه الممارسات لا يفعلها إنسانًا سويًا ؛ إنَّها لا تقيم وطنًا أو تجسِّد عدالة ، فجميعها جرائم تستوجب الإدانة والرفض والعقاب ، لا الفخر والإعتزاز مثلما هو فعل كل غبي وجاهل متعصب ..
إحراق خيمة نازح أو إهانة كرامة إنسان أسوأ بكثير من جريمة حرب ، فالحرب وأن طال أمدها ستنتهي يومًا ، بينما العبث في روح الإنسان وكرامته يبقى ويدوم ، فلن يموت أو يغفره صاحبه ..
 
أريد ولو لمرة واحدة محاكمة اللصوص ، وبمعاقبة القتلة وتجار العملة والسلاح الذين أحالوا حياتنا إلى خوف ورعب وإرهاب وظلام دامس وجوع وجوائح أمراض ، فتشوا عنهم ، اعلنوا عن أسمائهم ، إقتلعوهم كنبتة شيطانية سامة ، مكّنوا العدالة من الإقتصاص منهم ، وبلا تأخير ، وبلا ذرائع ، وبلا أكاذيب ..
تبًا لكم إذا لم تفعلوا ! وتبًا لكم إذا لم توقفوا هذه الأفعال المشينة المخزية ! وتبًا لكم إذا لم تنتصروا للحق والدين والعدالة والكرامة والإنسانية !!!!.
 
من يقتلكم هناك في مكان آمن ؟ من يروع اطفالكم ونساءكم ليس ذاك النازح أو الباحث عن لقمة العيش ؟ من يغدر بكم تعرفونهم ، كما وتعرفون من يُجنِّد ويُموّل وينفِّذ . 
من يقول لكم أن الإرهاب سيتوقف وأن القتل يأتي من المخيمات ومن أوساط النازحين والمشردين فذاك اخطر سريرة واخبث ذهنية ، وحتمًا سيجلب لكم الخزي والعار  .. 
إنَّكم بذلك تصبّون الزيت في النَّار ، تفتحون جهنم على أنفسكم وأنتم لا تعلمون ، تثيرون العالم وتفزعونه بتصرفات حمقاكم ، وعندها ستخسرون كل شيء ، الوطن والاخلاق والقضية ..
اللهم أنني بلغت .. اللهم فأشهد

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/52138/feed/ 0
حكومة أم حكومات ؟ https://www.adenobserver.com/read-news/52441/ https://www.adenobserver.com/read-news/52441/#respond Sun, 12 Jun 2022 03:47:51 +0000 http://localhost/adenobserver/52441/ أكتوبر 01, 2021

محمد علي محسن

الحكومة وأي حكومة في العالم ، لابد أن تتوافر لها شروط أساسية لنجاح مهمتها ، فمن أولويات أي حكومة تكنوقراط أو أئتلاف حزبي أو وفاق أو إنقاذ أو سواها من المسميات أن يكون لها أجندة ومسارات واضحة ومحددة تحقق غاية وطنية واحدة وشاملة .
وهذه المهام يتم صياغتها في خطة برنامجية مزمنة تتضمن أهم الخطوط العامة ، تتفرع منها عناوين وتفاصيل في مجملها تحقق رؤية سياسية واحدة وجامعة لكل الشركاء المنضوين في عداد الحكومة .
حين قلت إن حكومة مُعين ليست إلَّا تأزيمًا للحالة أكثر من كونها حلًا لحرب مستعرة في كل المناحي والجبهات ومنذ سبعة أعوام ويزيد ، ففي ذاك الوقت اعتبرني البعض متشائمًا ، ويقينًا أن النار دربها مزروع بالنوايا الحسنة .
المسألة لا تحتاج إلى دهاء أو ذكاء ، بقدر ما يستلزمها التأمل وببصيرة إلى هيئة الحكومة اليمنية ؛ وإلى غاياتها المختلفة ؛ وإلى جامعها غير المشترك .
فمن ناحية الشكل يمكن القول أن لدينا حكومة تتكون من ٢٤ وزارة ، يرأسها دكتور في الهندسة المدنية أسمه مُعين عبد الملك سعيد .
أما وإذا اقتربنا أكثر ونظرنا لمحتوى الوزارة ، ما يعني الرؤية الفكرية والنسق المنهجي واليات الأداء الحكومي ، فالواقع يؤكد أننا إزاء حكومات مختلفة ذهنيًا ، ومتعددة منهجيًا ، ومتصارعة مع بعضها البعض بحكم تنافر الرؤى والأفكار والأدوات والأقطاب .
وتزيد معضلة هذه الحكومة حين تكون نتاج إتفاق شكلي تم بضغط من دولة أو دول ، أو بمنطق القوة والسيطرة ، وهذا بالضبط ما حدث عند الأتفاق على حكومة يستحيل أن تنجح في عملها ، ما بقيت حاملة في تكوينها الفشل والإخفاق .
فلم يكن الاختلاف مقتصرًا على المسائل والامكانيات المادية والبشرية المأمل منها تحقيق الغاية الوطنية الجامعة ، وإنما الخلاف في الأساس جوهري وواقعي وهدفه نسف الغاية الوطنية التي تم إيجازها برغبة الحكومة استكمال تحرير كامل اليمن واستعادة الدولة وسلطاتها ومؤسساتها وخدماتها .
الواقع كشف عن خلاف قوي وعميق وفي صميم الغاية الجامعة ، وليس في المسائل الثانوية أو آليات الأداء . الأتفاق غفل أو تجاهل حقيقة القضايا الخلافية بين السلطة الشرعية من جهة والإنتقالي كسلطة أمر واقع من ناحية ثانية ، كما وأهمل حقيقة الخلافات بين الشرعية وبين الحلفاء ، فكان التعثر والإخفاق شيئًا اعتياديًا . 
نحن إزاء أقطاب متعددة ، فكل فصيل يريد أن تكون الحكومة له ولغرض أهدافه وتحقيق غايته ، ويقينًا أن جميعها تتقاطع مع وظيفة حكومة يفترض أنها لكل اليمن ، ولمهمة تحرير اليمن ، ولمواجهة تحديات اقتصادية يعاني منها شعب اليمن . 
فهذا الانتقالي يعد ذاته مكونًا رئيسًا في الحكومة ، ومع ترحيبه بعودتها إلى عدن يريد من حكومة المناصفة – وفق خطابه الإعلامي – أن تكون مجرد أداة لصرف المرتبات والإنفاق على الخدمات وتحمل مسؤولية الانهيار العملة الوطنية الريال . 
نعم يرحب ويطالب الحكومة بمواجهة الأزمات الاقتصادية والخدمية والبنيوية والحياتية ، وكأنّه حزب معارض لا علاقة له أو شراكة في هذه الحكومة ، بل وأكثر من ذلك ، إذ أن فعله في الواقع كان معيقًا ومربكًا لجهود الحكومة ، ولعل سيطرته على عائدات مالية وتوريدها لحسابات خاصة به ما يغنينا عن الكلام .
وعلى ضآلة حصة الإنتقالي في الحكومة – أربع وزارات – لكنه وبحكم سيطرته العسكرية على عدن وجوارها لحج والضالع ومساحة من أبين ، تسبب في خلق حالة مضطربة يشوبها المياعة ، وأفضت إلى مشكلات وأزمات بلا حصر أو توقف .
السلطة الشرعية لها حساباتها ومصالحها الضيقة ، كما أن أدواتها الفاسدة وعجزها الفاضح في ممارسة سلطتها من أي مكان في اليمن ، هذه الأشياء أسهمت في إخفاق وفشل كل الحكومات السالفة أو الحالية .
الحلفاء ، وتحديدا السعودية والإمارات كان لتدخلاتهما المباشرة وانحيازهما لهذا الفصيل أو ذاك ، ووفق حساباتهما ومصالحهما ؛ كان لها عظيم الأثر على إخفاق الحكومات اليمنية المتعاقبة .  
واقع الحال يؤكد أن حكومة الدكتور معين أسيرة لتجاذب أطراف عدة ، ما جعلها فاقدة القدرة على قيادة المرحلة الحرجة . 
ويكفي القول هنا أنها لم تأتلف في اجتماع واحد منذ إعلانها ، فكيف لها تحقيق أهدافها أو إثبات حضورها كسلطة دولة نافذة بينما هي فاقدة القدرة على الألتمام بكامل هيئتها وفي المحافظات المحررة ؟؟. 
لقد أسهمت الأطراف مجتمعه – الشرعية ، الانتقالي ، السعودية والإمارات – في تكوين ما يشبه حكومات مصغرة في كيان حكومة ضعيفة ليس لها هوية أو غاية وطنية جمعية ، بل ولا تدري اين تكون ولأي معركة أو مهمة وجدت ؟؟!. 
 والنتيجة حكومة هلامية فاقدة القدرة والحيلة ، فلا هي حكومة لتحرير اليمن من المليشيات الحوثية المنقلبة على الدولة والنظام العام ، أو أنها صارت حكومة إنقاذ لليمنيين من أزمات اقتصادية ومعيشية وخدمية وحياتية .
كما وليست حكومة منفى بحيث تتحمل كافة المليشيات المسلحة في الداخل مسؤولية إدارة السلطة مثلما هو حال الجماعة الحوثية في صنعاء ، أو أنها كانت حكومة موالاة للسعودية والإمارات ، بحيث تتحملان تبعات هذه التبعية والارتهان أو قولوا إن شئتم ” الإرتزاق ” .

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/52441/feed/ 0
شر البلية ما يُضحك .. https://www.adenobserver.com/read-news/52579/ https://www.adenobserver.com/read-news/52579/#respond Sun, 12 Jun 2022 04:00:50 +0000 http://localhost/adenobserver/52579/ يوليو 09, 2021

محمد علي محسن

خطاب عيدروس الزبيدي اليوم ذكرني بموقف حدث لمأمور مديرية الضالع في حقبة السبعينات والثمانينات ، الشهيد قائد مثنى عمر ، رحمة الله تغشاه .. 

فذات مرة زار مدينة قعطبة اخر مناطق الشمال في ذاك الوقت واصطحب معه رفيقه الأنيس الفقيد قائد كرعون ، وشخص آخر يدعى بن صويلح .

المأمور الذي لم يحتاط بقوة عسكرية أو أمنية مرافقة أخذ يشخط وينخط وفي لقاء معظم حضوره من الطرف الآخر ، فما كان من رفيقه ” كرعون ” إلَّا أن همس في أذنه قائلا : دلى دلى واااقائد ، اخفض صوتك قليلا شوف ما حد معك هنا الا قائد وبن صويلح “. 

 

الزبيدي كان خطابه يستلزمه قليلا من الكياسة والموضوعية والفطنة ، فليس من المعقول أن تهدد وتتوعد وكأنك القذافي في زمنه بينما أنت في الحقيقة لا تستطيع دفع مرتبات قواتك الموالية لك أو يمكنك تسليحهم وتوجيههم دون دعم الشقيقة الكبرى ” السعودية ” .

فما هو معلوم وللانسان العادي هو أن الإنتقالي لم يكن صنيعة صنبورة المال الإماراتية فحسب ، وانما هو أيضا نتيجة لتغاضي الشقيقة الكبرى والتي يعلم القاصي والداني ان السعودية ساهمت وبشكل كبير في صناعة بالونة الإنتقالي ومن خلال سياسية امساك العصا من وسطها .

 

ربما اخذت البعض نشوة الحماسة غافلين أنهم غير قادرين على مواجهة تحديات كبيرة وعميقة تنتظرهم من دون غطاء التحالف وتحديدا السعودية ..

القلة فقط من يقرأ تهديد ووعيد الزبيدي باعتباره شطحة وقفزة الى المجهول ، هذا اذا لم نقل أنه دلالة لفقدان الأمل وضياع البوصلة .

 فالمتأمل في مفردات الخطاب يمكنه استنتاج أن قادة الانتقالي وضعوا أنفسهم في أزمة حقيقية لا مخرج لهم منها دون توافق وطني واقليمي ودولي .

أنهم وبإيجاز يتخبطون ولا يعلمون ماذا يحدثون اتباعهم كي تبقي جذوة الحماسة مشتعلة في جنودهم وأتباعهم ، ولهذا هم الان متحمسون للتظاهرات في المناطق الخارجة عن سيطرتهم .

 

أنهم يترنحون رغبة بالبقاء والاستمرار ، وفي واقع يشتعل ويغتلي يوما عن يوم ، كما وتتفاقم فيه المشكلات والأزمات وما يشبه نذر تمرد وثورة عارمة بعد نفذ صبر الصابرين وتعالت اصوات الساخطين .

وأجزم أنه من الآن وتاليا ستكون كلمة الحسم لمن يملك المال والسلاح وفرض خياراته وليس لمن يحشد ويتظاهر أو يهدد ويتوعد بكوارث ومآسي إضافية .

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/52579/feed/ 0
المجلس الوطني لتحرير واستعادة دولة الجنوب محافظة الضالع ينعي وفاة المناضل محمد علي محسن الشرف https://www.adenobserver.com/read-news/51193/ https://www.adenobserver.com/read-news/51193/#respond Sat, 11 Jun 2022 11:53:54 +0000 http://localhost/adenobserver/51193/ أغسطس 03, 2018
عدد المشاهدات 1103
عدد التعليقات 0
بسم الله الرحمن الرحيم

وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون

صق الله العطيم
ببالغ الاسي والحزن بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ينعي المجلس الوطني لتحرير واستعادة دولة الجنوب وفاه المناضل الوطني الاستاذ محمد علي محسن عبادي أحد أبرز رموز الحركة الوطنية الجنوبية في
 محافظة الضالع منذ ارهاصاتها الاولى والذي انتقل إلي جوار ربه مساء يوم الخميس الموافق 2 / 8 / 2018 بعد تعرضه لجلطة وبهذا المصاب الجلل يتقدم المجلس الوطني محافظة الضالع بأصدق التعازي الي
 اولاد الفقيد واسرته الكريمة سائلاً الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان .

وانا لله وانا اليه راجعون 

صادر عن المجلس الوطني لتحرير واستعادة دولة الجنوب محافظة الضالع

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/51193/feed/ 0
المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة الضالع يعزي بوفاة المناضل محمد علي محسن الشرف https://www.adenobserver.com/read-news/51185/ https://www.adenobserver.com/read-news/51185/#respond Sat, 11 Jun 2022 11:53:19 +0000 http://localhost/adenobserver/51185/ أغسطس 05, 2018
عدد المشاهدات 1086
عدد التعليقات 0
الضالع/رائدعلي شايف:

تقدمت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة الضالع برئاسة العميد عبدالله مهدي سعيد رئيس المجلس ببرقية عزاء و مواساة إلى أسرة القيادي البارز في الثورة الجنوبية الاستاذ المناضل محمد علي محسن الشرف الذي وافاه الأجل أمس الأول في منزله الكائن بمدينة الضالع.

و عبرت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالضالع في رسالة العزاء عن حزنها العميق برحيل هامة نضالية كبيرة بحجم المناضل محمد علي محسن الشرف،معتبرة أن المصاب فادح وجلل بفقدان هذا المناضل الكبير الذي عرفته الساحات الجنوبية في مختلف المنعطفات الثورية مناضلا لا يكل ولا يمل وشعلة من النشاط والإرادة الوطنية المتقدة منذ البدايات الأولى لارهاصات الثورة الجنوبية الباسلة و حتى لحظة وفاته.

وقالت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة الضالع إنها وهي تعزي أسرة الفقيد القائد الميداني و السياسي البارز، بهذا المصاب فإنها تتقدم كذلك بخالص العزاء إلى كل مناضلي الثورة الجنوبية ، في كل الساحات و الميادين التي كان الفقيد أحد أبرز فرسانها ، مبتهلين إلى الله ان يتغمده بواسع رحمته وغفرانه و أن يمن على أسرته و ذويه و أصدقائه و رفاق دربه بالصبر و السلوان .

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/51185/feed/ 0