د.عيدروس النقيب – عدن اوبزيرفر https://www.adenobserver.com موقع إخباري مستقل Wed, 24 Jan 2024 14:23:35 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.4.4 https://www.adenobserver.com/wp-content/uploads/2022/05/cropped-logo-32x32.png د.عيدروس النقيب – عدن اوبزيرفر https://www.adenobserver.com 32 32 المجلس الانتقالي الجنوبي .. حزبٌ حاكمٌ أم كيانٌ سياسيٌ  معارض؟؟(2) https://www.adenobserver.com/read-news/99059/ https://www.adenobserver.com/read-news/99059/#respond Wed, 24 Jan 2024 14:23:35 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=99059  د. عيدروس نصر ناصر النقيب.
في البدء لا بد من التذكير أن توقيع اتفاق الرياض (في 5 نوفمبر 2019م) قد جاء بعد مواجهة مسلحة بين القوات الجنوبية وقوات الشرعية في ما يسمى بـ”الجيش الوطني”، التي انسحبت من فرضة نهم وبقية مديريات محافظة صنعاء ومعظم مديريات محافظتي مأرب والبيضاء وكل محافظة الجوف لتحتل شبوة وأبين على طريق إعادة احتلال عدن، في إطار ما عُرِف بــ”غزوة خيبر”  وتواصلت المواجهة على مشارف مدينة شقرة في محافظة أبين فيما عُرِف بـ”جبهة الشيح سالم قرن الكلاسي”، واستمرت المواجهة عدة أسابيع سقط فيها مئات القتلى والجرحى  من الطرفين، وقد تزامن ذلك مع استمرار حرب الخدمات وتوقيف المرتبات وسياسات التجويع التي شهدتها محافظات الجنوب.
وحينما وُقِّعَ اتفاق الرياض الذي من خلاله جاءت مشاركة المجلس الانتقالي في الحكومة وكان قد تضمن نصوصاً واضحةً تقضي بإيقاف الحرب وانسحاب القوات من مواقعها، وبأن تتعهد “حكومة المناصفة” بتفعيل الخدمات وتوفير المرتبات، كان الابتهاج بهذه التعهدات طاغياً على الابتهاج بحكاية المناصفة ذاتها، لكن للأسف لم يسفر تنفيذ هذا الاتفاق لا عن انفراجٍ في الحياة المعيشية والخدمية ولا عن تسليم المرتبات ولا عن تطبيع الحياة المدنية واستئناف الحكومة لمهامها من داخل العاصمة عدن، وكان توقيف المواجهات المسلحة هو المنجز الوحيد الذي حققه هذا الاتفاق.
وحينما انتهت مشاورات الرياض بالإطاحة بالرئيس هادي ونائبه علي محسن، واستبدالهما بمجلس الرئاسة بمشاركة رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي تعززت تلك المشاركة في السلطة، وقد كان انضمام الأخوين اللواء فرج البحسني والعميد أبو زرعة المحرمي، إلى رئاسة المجلس الانتقالي تعزيزاً لدور المجلس الانتقالي في السلطة الشرعية، وإن لم تصل هذه المشاركة إلى المناصفة.
لكن السؤال الذي سيظل يطرح نفسه: ما هو التغيير الذي أحدثته المشاركة (الانتقالية أو الجنوبية) في تركيبة السلطة، من حيث توقيف حرب الخدمات وإيقاف سياسات التجويع والتطفيش التي تمارسها الشرعية في حق الشعب الجنوبي؟ وما الشوط الذي قطعته القضية الجنوبية بفضل هذه الشراكة على طريق تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في التحرر والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية؟
لمحاولة الرد على هذه الأسئلة وما يتفرع عنها من دقائق وتفاصيل لا بد من الإشارة إلى القضايا التالية:
• إن اللجوء إلى التصالح مع السلطة الشرعية، قد جاء كبديل للمواجهة المسلحة بين القوات الجنوبية وما تبقى من قوات محسوبة على الشرعية، وبمعنى آخر أن الجنوبيين يفسرون ذهاب المجلس الانتقالي وشركائه الجنوبيين إلى المشاركة في سلطات الشرعية باعتبارها تمثل نوعاً من أنواع النضال السلمي لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في استعادة دولته وليست بديلا لاستعادة الدولة.
• إن العديد من الإيجابيات قد تحققت لصالح المجلس الانتقالي والقضية الجنوبية وأهمها الإقرار بالمجلس الانتقالي كقوة جنوبية رئيسية في سياق تمثيل الشعب الجنوبي بمختلف فئاته، وفتح الأبواب واسعة لمشاركة رموز المجلس وقياداته في الفعاليات والمحافل الإقليمية والدولية والتعبير عن أجندة المجلس الانتقالي وعن مضمون القضية الجنوبية ومشروعيتها وعدالتها وحق الشعب الجنوبي في استعادة دولته على حدود 21 مايو 1990م.
• أما إلى أي مدى ساهمت تلك الشراكة في تخفيف معانات الشعب الجنوبي وإيقاف الحرب المعلنة التي تمارسها بعض أطراف السلطة الشرعية ضد الجنوبيين، فذلك ما يستدعي وقفة معمقة، بيد إن المشهديات اليومية البادية على أرض الواقع الجنوبي لا تؤشر إلى أي تغيير في مستوى معانات المواطنين الجنوبيين، لا على مستوى الخدمات اليومية التي اعتاد المواطن الجنوبي أن يحصل عليها مجانا على مدى ربع قرن من عمر دولة الاستقلال ولا على مستوى الاستقرار المعيشي من حيث توفير المرتبات، التي صار على الموظفين أن ينتظروها لأشهر طويلة، ولا على مستوى القضية الجنوبية التي قيدت بما يسمى بــ”الإطار التفاوضي” الذي لن يأتي أبدا لأنه مرتبط بموافقة الحوثي وأتباعه على متطلبات التسوية والسياسية، والحوثي قد صنع مبررا للهرب من أية استحقاقات سياسية بعد فتحه لحرب القرصنة في البحر الأحمر واستدعاء القوى العظمى لخوض الحرب معها على خلفية أعماله القرصنية.
• وفي تصوري الشخصي أن إشراك المجلس الانتقالي في تركيبة مؤسسات السلطة الشرعية لم يكن لمجرد الشراكة وتخفيف الأعباء والمعانات على المواطنين الذين يفترض أن كل مؤسسات السلطة إنما جاءت لخدمتهم، وتيسير ظروف حياتهم، بل كان الهدف منها تخفيف المسؤوليات عن جماعة الشرعية، وتوريط المجلس الانتقالي في تحمل نصيبه من السخط الشعبي جراء سوء الخدمات ورداءة أداء مؤسسات السلطة ، وسيقوم إعلام السلطة بما عليه في التشهير بالمجلس الانتقالي ومؤسساته باعتباره المتسبب الوحيد عن معانات الجنوبيين، وبالتالي تصبح قضية أداء ممثلي الانتقالي في السلطة هي المشكلة الرئيسية وليست مشكلة منتجات الغزوتين الحربيتين على الجنوب (1994م، 2015م) اللتين حولتا الجنوب إلى كتلة من الخرائب المادية والمعنوية والدمار المادي والمؤسسي والنفسي والإنساني والثقافي والاجتماعي.
إن الوضع المزدوج للمجلس الانتقالي الجنوبي بين دوره ككيان سياسي يعبر عن ملايين الجنوبيين المكتوين بنيران الفساد والظلم والتطفيش والحرمان، وبين كونه شريك في السلطة الشرعية ككيان سياسي حاكم يضعه في تحدٍ يفرض عليه أحد أمرين: إما إحداث تغيير نوعي في سياسات السلطة الشرعية بما يستجيب لتطلعات أبناء الجنوب في الحياة الحرة الكريمة العادلة والآمنة والمستقرة معيشياً وخدمياً وأمنياً، وإما التخلي عن هذه الشراكة البائسة التي لم يحصد من رائها سوى تنامي السخط الشعبي وتراجع الالتفاف الجماهيري حول خطابه السياسي، ونجاح الشرعية الفاسدة في الإفلات من الغضب الشعبي ومن مسؤوليتها الرئيسية عن كل ما يعانيه الجنوبيون من عذابات.
وأخيرا:
من الواضح، أن شركاء الانتقالي في السلطة (الشرعية) التي تحكم الجنوب منذ 7/7/1994م حتى اليوم لديهم أجندة عملية تحتوي على مجموعة من المفردات الاستراتيجية والتكتيكية، ملخصها استمرار التسلط على الجنوب أرضاً وإنسانا وثروةً، حاضراً ومستقبلا، وما باقي الممارسات والتمظهرات وصناعة الفساد والعبث بالحياة السياسية واستمرار مظالم 1994م ومحاولات تفكيك المجتمع الجنوبي من خلال زراعة البؤر والتشظيات، كل هذا وسواه من مظاهر العبث بالمجتمع الجنوبي سوى أدوات تكتيكية قد تتنوع زتختلف من حين إلى آخر، ويتم هذا بمشاركة المجلس الانتقالي في السلطة أو بدونها، لكن السؤال بالنسبة للجنوبيين: ما هي المضامين الاستراتيجية والخطوات التكتيكية التي أعدها المجلس الانتقالي لكي يقود شعب الجنوب إلى تحقيق هدفه الرئيسي المستقبلي من خلال مشاركته في مؤسسات السلطة؟ وهل يمكنه أن يسخر هذه المشاركة ليفرض سياسات وممارسات مختلفة عما قبل 5 نوفمبر 2019م وما قبل 7 أبريل 2022م؟
ولا أتفق مع تلك الأقاويل التي يسوقها بعض نشطاء التواصل الاجتماعي والتي تقول أن الانتقالي قد اكتفى بتحسين معيشة وزرائه وممثليه في المؤسسات الشرعية، ولم يتخذ أي خطوة نوعية تجعل الشعب االجنوبي يشعر بأنه يقترب من تحقيق حلمه في استعادة دولته بعد كل هذه السنين من العذابات وهذه الأعداد من التضحيات.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/99059/feed/ 0
المجلس الانتقالي الجنوبي .. حزب حاكم أم كيان سياسي  معارض؟؟ https://www.adenobserver.com/read-news/99057/ https://www.adenobserver.com/read-news/99057/#respond Wed, 24 Jan 2024 14:15:57 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=99057
عيدروس نصر ناصر النقيب.
بعد أشهر سيحتفل الجنوبيون بالذكرى السابعة لإعلان قيام المجلس الانتقالي الجنوبي كمكون سياسي يعبر عن تطلعات الشعب الجنوبي نحو التحرر والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية بحدود 21 مايو 1990م.
ولا بد من الاعتراف أن هذا الإعلان قد مثل لحظة انعطاف تاريخية في مسار الثورة الجنوبية منذ بداياتها المبكرة بعيد حرب 1994م ثم اندلاع الحراك السلمي في العام 2007م حتى قيام المقاومة الجنوبية المسلحة التي انتهت بهزيمة المشروع الانقلابي في أرض الجنوب، وهزيمة التنظيمات الإرهابية التي تزامن استفحال نشاطها مع الاجتياح الثاني للجنوب في مطلع العام 2015م من قبل التحالف الحوثي العفاشي كما يعلم الجميع.
لقد استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يسجل حضوراً متميزاً طوال السنوات الأولى من قيامه، واستطاع أن يمد فروعه وهيئاته إلى كل محافظات ومعظم المديرات الجنوبية، وجاء إعلان افتتاح مكاتب العلاقات الخارجية في معظم الدول المؤثرة في صناعة القرار الدولي ليضيف حضوراً سياسياً للمجلس على المستوى العالمي.
وقد أثارت تلك النجاحات السياسية والأمنية والعسكرية والمعنوية وانتصارات القوات الأمنية والعسكرية التي تحسب عليه، أثارت المزيد من الشعبية لدى أبناء الجنوب، وبنفس الوقت الكثير من القلق والغيرة والخوف لدى القوى المناهضة للمشروع الجنوبي سواء، تلك المهيمنة على سلطة الشرعية المقيمة في الخارج، أو الجماعة الحوثية ومن تحالف معها على مستوى الشمال، وقد تظافرت الهجمات العسكرية (الشرعية والحوثية) على الجنوب، ومثلت محاولة غزو الجنوب في العام  2019م عن طريق مأرب -شبوة-أبين المتزامنة مع استمرار المواجهة العسكرية مع الجماعة الحوثية في جبهات الضالع وكرش والمسيمير ويافع والصبيحة، مثلت أكبر برهان على تظافر محاولات أعداء الجنوب في سعيهم لوأد المشروع الجنوبي الذي مثل قيام الجلس الانتقالي إيذانا بسيره على الطريق القويم.
كان اتفاق الرياض (الموقع في 5 نوفمبر 2019م) قد مثل إيذانا بحدوث انفراجٍ سياسيٍ وأمنيٍ في مناطق الجنوب أما في الشمال فقد استتبت الأمور لصالح الجماعة الحوثية التي نجحت في الحصول على هدية مجانية من قبل أشقائها الشرعيين تمثلت في استكمال سيطرتها على محافظات صنعاء والبيضاء والجوف وأغلب مديريات محافظة مأرب، بعد أن تفرغت قوات الشرعية لمحاولة احتلال شبوة وأبين وعدن.
وبالمقابل فقد نقل اتفاق الرياض المجلس الانتقالي من قوة جنوبية معارضة، ذات طبيعة تحررية مستلهمة لتطلعات الشعب الجنوبي نحو استعادة دولته إلى شريك في الحكم بأقل من سدس الحكومة، وحدث هذا دون أن يقوم المجلس بتغيير برنامجه السياسي بما يستوعب هذا المتغير العاصف في تاريخ النضال الجنوبي من أجل استعادة الدولة.
وبمعنى آخر فقد صار المجلس الانتقالي يعمل على جبهتين متناقضتين: جبهة النضال من أجل التحرر والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، وجبهة المشاركة في إدارة المناطق التي تديرها السلطة الشرعية برئاسة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي (حتى أبريل 2022م)، وهذه المناطق هي جنوبية بنسبة أكثر من 95م .
وبتشكيل مجلس القيادة الرئاسي صار المجلس الانتقالي الجنوبي شريكاً في السلطة التنفيذية بنسبة تصل إلى نحو 30% من السلطة التنفيذية (السياسية) وطبعاً لا وجود له في السلطتين التشريعية والاستشارية (أعني مجلسي النواب والشورى) الذين مضى على عمرهما أكثر من عقدين من الزمن.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : ماذا حقق المجلس الانتقالي الجنوبي من نجاحات من خلال مشاركته في السلطة التنفيذية والسياسية للجمهورية اليمنية التي تحكم أراضي الجنوب وحوال 8 مديريات شمالية؟ وماذا استفاد الشعب الجنوبي من هذه المشاركة؟
ذلك ما سنتناوله في وقفة قادمة بإذن الله.

 

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/99057/feed/ 0
بماذا يحتفي هؤلاء؟؟ https://www.adenobserver.com/read-news/98947/ https://www.adenobserver.com/read-news/98947/#respond Thu, 18 Jan 2024 21:49:21 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=98947
ترددت كثيراً في الخوض في موضوع ما سمي بـ”بيان الإقليم الشرقي” الذي احتفت به العديد من وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي والكثير من القادة السياسيين والناشطين الإعلامييين، حتى أن أحد السياسيين امتدح  الموقعين على البيان بأنهم “لم يخرجوا قيد أنملة عن مخرجات الحوار الوطني. ووقفوا من مسار السلام موقف الزعماء من القضايا المصيرية”، وهذا ليس سوى جزءٍ من مهرجان الصخب والضجيج الذي ما يزال يتواصل على مختلف المنابر والوسائط الإعلامية الورقية والرقمية.
 والحقيقة إنني كنت قد قررت عدم استكمال هذا المنشور، لولا مواصلة المحتفلين بالبيان احتفالاتهم والمبتهجين به ابتهاجاتهم إلى درجة تثير الاستغراب والتساؤل أكثر مما تقدم من وسائل التبرير والإقناع لمن يتساءل عن أسباب هذا الاحتفاء.
 ولأنني أحترم حق الإخوة الموقعين على البيان فليس من حقي أن أعترض أو أشجب ما ورد في هذا البيان خصوصاً وإن لدي من بين قائمة الموقعين على البيان الكثير من الأصدقاء والزملاء الذين أكن لهم فائق الاحترام والاعتزاز بصداقتنا وزمالتنا وعملنا المشترك السابق، مع كل التقدير لكل الأسماء الموقع أصحابها على البيان.
لكن ما وددت التحدث عنه هنا هو بعض ما تضمنه نص البيان وليس أسماء الموقعين عليه وأهمية أو عدم أهمية مواقعهم ومراكزهم القيادية أو تاريخهم السياسي.
يتركز البيان حول ما يراه الموقعون قضية محورية هي ” أهمية السلام الشامل والعادل والمستدام القائم على احترام إرادة اليمنيين وحقهم في إدارة شؤون بلدهم وفقاً ومعايير التشاركية السياسية والمجتمعية الضامنة لنزع فتيل الخلافات مستقبلاً وبناء دولتهم الاتحادية بنظامها الجمهوري التعددي على أسس الشراكة والعدالة والحكم الرشيد”، ويرى الموقعون على البيان أن “وضع حد لمأساة اليمنيين من خلال حوارٍ يمنيٍ لا يستثنى أحداً ويفضي إلى سلام دائم وفق المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216 )”.
وإذ يطالب الموقعون على البيان بــضرورة حضور متوازن وعادل وندي لأبناء الإقليم الشرقي (حضرموت والمهرة وشبوة وسقطرى)، في الحوار الذي يؤكدون عليه فإنهم يرون أن الإقليم الشرقي “لا يتبع لشمال ولا جنوب في أية تسوية سياسية”.
وقبل محاولة مناقشة تلك النقاط التي تمحور حولها البيان ينبغي أن نشير إلى أن توقيت إصدار البيان لم يأت بمعزل عن التطورات التي تشهدها الحالة السياسية ومحاولات تفكيك الأزمة اليمنية والوصول إلى تسوية سلمية، ولأن منطوق البيان تجنب التعرض ولو على سبيل الذكر للمشروع الانقلابي الذي أدخل اليمن في أزمة الصراع والحرب وما تتجه إليه الأمور من المآلات المفتوحة على كل الافتراضات وأسوأها، وكما إن البيان لم يتحدث لا عن أزمة “وحدة 1990م” وفشلها الذريع ولا عن غزوتي 1994م و2015م للجنوب وما ألحقتاه من دمار باليمن كلها وبالجنوب على وجه الخصوص ولا عن القضية الجنوبية وتعقيداتها وثورة الشعب الجنوبي التي انطلقت من حضرموت قبل غيرها من المناطق الجنوبية، فمن الواضح أن من أصدروا البيان قد حرصوا على عدم إغضاب الغزاة، وأن كل مفردات البيان تتمحور حول أهمية حضور أبناء الإقليم الشرقي في أي تسوية سياسية للأزمة اليمنية “من خلال تمثيل عادل يضمن لهم الشراكة والندية وبما يتناسب مع مكانتها الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية ومساحتها الجغرافية، وعدد السكان في الداخل والمهجر وإسهامها في دعم موارد الدولة المختلفة”.
وهنا يمكن التساؤل حول النقاط التالية:
1. يؤكد البيان على حق اليمنيين في ” بناء دولتهم الاتحادية بنظامها الجمهوري”، ومن حق القارئ والمتابع للبيان التساؤل: كيف ينظر الإخوة الموقعين على البيان إلى القضية الجنوبية ومطالب الغالبية من المواطنين والناشطين السياسيين الجنوبيين باستعادة دولتهم؟ هل سيقف الموقعون على البيان ضد كل من يطالب باستعادة الدولتين الشقيقتين في شمال اليمن وفي جنوبه؟ خصوصا وإنهم قد أكدوا أنهم ليسوا منن الشمال وليسوا من الجنوب؟
2. يشدد البيان على أهمية لانطلاق من المرجعيات الثلاث، المعروفة للجميع ومن بينها وربما أهمها مخرجات الحوار الوطني الشامل (المقصود هنا حوار 2012م أو ما يسميه بعض الظرفاء بحوار موفنبيك) فهل يحتاج هذا الحوار الشامل إلى حوار شامل آخر بعد أن أدت مخرجاته إلى الانقلاب والحرب؟ ثم من هي أطراف الحوار، ونحن نعلم أن اليمنيين تحاوروا قبل أن يقتتلوا فهل سيكون الحوار بعد الاقتتال أسهل من الحوار قبله؟ وهل فعلاً سيكون ممكناً قيام دولة اتحادية بنظام جمهورية بعد أن هيمن أحفاد الملكية على أكثر من 90% من مساحة الجمهورية العربية اليمنية التي يتحدثون عنها؟
ولا بد من الاعتراف بأن نفس المتحاورين عام 2012م الذين خرجوا من الحوار إلى الحرب قد توصلوا إلى قناعة أن الحوار كان فاشلاً ولم ينجح في تسويق مخرجاته بعد أن وقفت ضدها أعتى قوتين مسلحتين في اليمن.
3. وعودةً إلى المرجعيات الثلاث التي تحولت إلى ما يشبه بقرة الهندوس، تعبد غريزياً بلا تساؤل عن جدوى وواقعية هذه العبادة، لنا أن نتساءل: كيف ستعيدون المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية إلى الواجهة؟ هل سنعيد علي عبد الله صالح إلى الحياة لينقل السلطة إلى الرئيس المعزول عبد ربه منصور هادي، مقابل منح الحصانة للأول؟ ثم كيف ستطبقون قرارات مجلس الأمن ومن بينها قرار 2216م الذي ينطوي على وضع اليمن تحت البند السبع مع العقوبات المفروضة على الرئيس علي عبد الله صالح وولده وبعض أفراد أسرة الحوثي؟ علما بأن الدول التي أقرت تلك القرارات تتجه نحو إلغائها بعد أن استنفدت ممكنات تطبيقها خصوصاً بعد تطبيع العلاقات بين المملكة الشقيقة والجماعة الحوثية؟
4. إن عنوان البيان نفسه يتضمن ما يثير عشرات الأسئلة، وسنشير إلى أحدها فقط وهو إن البيان يتحدث عن “الإقليم الشرقي” وبين قوسين يضعون أسماء محافظات (حضرموت، شبوة، المهرة وسقطرى) أي مساحة تساوي ضعف مساحة الجمهورية العربية اليمنية، وهو نفس الإقليم الذي تحدثت عنه مخرجات حوار صنعاء الفاشله، بينما يتحدث المشروع الجنوبي عن دولة جنوبية اتحادية بسبعة أقاليم وربما أكثر، بحيث سيكون “الإقليم الشرقي” الذي يتحدثون عنه عبارة عن أربعة أقاليم في دولة الجنوب الاتحادية القادمة، فأي الخيارين أفضل لمواطني المحافظات الأربع: إقليم واحد في دولة مركزها المقدس صنعاء وقبائل طوقها؟ أم أربعة أقاليم في دولة جنوبية ليس فيها أحد يدعي بالمركزية والقداسة؟
لقد تجنبت الأسئلة التقليدية من قبيل السؤال: ما هو التفويض الذي حصل عليه الموقعون على البيان من قبل المواطنين والقوى السياسية والنقابية والفكرية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدنية وسائر الطبقات الاجتماعية في المحافظات الأربع ؟ وكم يمثل هؤلاء الموقعون بعددهم المحدد ومعهم المباركون والمحتفون من نسبة السكان في تلك الحافظات؟
]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/98947/feed/ 0
الجنوب عندما تضيق الخيارات https://www.adenobserver.com/read-news/98753/ https://www.adenobserver.com/read-news/98753/#respond Thu, 11 Jan 2024 14:49:22 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=98753
لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.

همس اليراع

الجنوب عندما تضيق الخيارات

عيدروس نصر

منذ نحو سنتين كان كاتب هذه السطور قد تقدم بدعوة إلى القوى السياسية المشاركة في إدارة الجنوب المحرر بمقترح يمكن أن يشكل مدخلا حقيقياً لشراكة فعالة تضمن استقرار وتنمية المناطق المحررة في الجنوب ومديريات مأرب وتعز والحديدة، ويساهم في ترسيخ وحدة الموقف بين القوى المتحالفة تحت مسمى الشرعية.

ونظراً لما برهنته الأيام على فشل التحالف القائم على أساس ما سمي بـ(حكومة المناصفة) التي كانت عبارة عن مناصفة للأحزاب وليس للشعبين في الشمال والجنوب وبعد أن وصلت الأحوال بالجنوب المحرر إلى حافة الهاوية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والسياسية ، وحتى الأمنية والعسكرية، فإن الأوان قد آن لإعادة النظر في تركيبة التحالف القائم على أساس ما يلي:

1.              يمكن القبول ببقاء مجلس القيادة الرئاسي الحالي بشرط إعادة النظر في تركيبته ليكون الرئيس جنوبياً ويكون له نأئبٌ أوَّل من الشمال ونائب ثاني من الجنوب والبقية أعضاء مجلس رئاسي فقط.

2.              تشكيل حكومة تحالف مصغرة (مناصفة بين الجنوب والشمال) من خمسة إلى سبعة أعضاء بمن فيهم رئيس وزراء من الجنوب، لتولي القضايا السيادية المركزية كالدفاع والخارجية والعلاقات الدولية.

3.              تشكيل حكومتين محليتين تكون لكلٍ منهما سلطاتٌ شاملةٌ على مناطق إدارتهما:

أ‌.                 حكومة لإدارة شؤون الجنوب بحقائب كاملة للقضايا المتعارف عليها تشمل وزارات الداخلية والسلطة المحلية والزراعة والتجارة والصناعة والتربية والتعليم والإعلام والثقافة وغيرها من القضايا الملحة المتعرف عليها، ويمكن أن تتألف من 15-20 وزيراً بمن فيهم رئيس الوزراء، ويتوافق الجنوبيون مع مجلس القيادة الرئاسي على أسماء أعضائها وتوزيع المهمات بينهم.

ب‌.             حكومة  لإدرة شؤون الشمال تتركز مهماتها في الجوانب الدفاعية والأمنية والقضايا الإنسانية وسواها، ويتم التوافق على عدد أعضائها وأسمائهم بين القوى الشمالية والمجلس الرئاسي.

إن هذه الصيغة يمكن أن تشكل ضمانات عديدة لجميع الشركاء السياسيين في الشرعية وتلغي سياسات الخداع والتسويف والحيل الخفية من تعامل حلفاء الشرعية فيما بينهم، كما تضمن قيام تحالف حقيقي يؤمِّن المواجهة الجادة للمشروع الحوثي الإيراني، فقد غدا واضحاً أن إيران وحلفاءها لم ولن يتخلوا عن مشروعهم التوسعي، وقد اتخذوا من الحرب في فلسطين ذريعة للتهرب من محاولة إرساء تسوية سلمية للأزمة اليمنية.

وندعو الإخوة في القوى السياسية الشمالية وكذا أشقائنا في دول التحالف العربي أن يدركوا أن الشعب الجنوبي صاحب الأرض والثروة والموارد والتضحيات والانتصارات الوحيدة لن يقبل بأي شراكة يكون دوره فيها دور التابعِ المحكومِ المتَحَكَّمِ فيه من غير أبنائه، وإن أية شراكة مختلة تنتقص في الحق الجنوبي لن تقود إلا إلى المزيد من الفشل كما مضت عليه الأمور منذ 2014م.

وتنبغي الإشارة إلى أن هذه الوضعية لن تكون إلا حالة مؤقتة ترتبط بمدى جدية الشركاء وأطراف الصراع في السير باتجاه تسوية نهائية عادلة لكل عناصر الأزمة اليمنية وعلى رأسها القضية الجنوبية، وعلى الجميع أن يعلم أن خيار التحالف مع الشرعية ليس الخيار الوحيد أمام الجنوبيين وأنهم قد يضطرون للجوء إلى خيارات أكثر اختلافا عندما يجدون أن خيار التحالف مجرد خديعة الهدف منها وأد قضيتهم وإدامة احتلال أراضيهم والتحكم في مستقبل أجيالهم.

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/98753/feed/ 0
للخروج من مأزق الازدواجية أمام الانتقالي خياران لا ثالث لهما https://www.adenobserver.com/read-news/87257/ https://www.adenobserver.com/read-news/87257/#respond Wed, 12 Jul 2023 20:45:41 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=87257

 د. عيدروس نصر ناصر النقيب./

عند ما أبرم اتفاق الرياض كان الكثير من الجنوبيين ومنهم كاتب هذه السطور من المبتهجين بتوقيعه، وقد بُنِيَ هذا الابتهاج المعبَّر عنه في العديد من المنشورات والتصريحات والمواقف واللقاءات المتلفزة والصحافية على معطيين:

 الأول: وقف الحرب المفتعلة التي تبناها رواد “غزوة خيبر” ضد الجنوب والجنوبيين بعد أن سلموا أشقاءهم الحوثيين قرابة ثلث مساحة الجمهورية العربية اليمنية ) السابقة).

 والثاني: إنهاء حرب الخدمات وسياسات التجويع المتمثلة بنهب وتوقيف مرتبات الموظفين الجنوبيين من العسكرين والمدنيين والمتقاعدين من الفئتين، وعموما فقد توقفت الحرب ليس تنفيذاً لهذا الاتفاق ولكن لأسبابٍ أخرى، بعد تغيرات عاصفة في ميزان القوى وليس لأن المعتديين كفوا عن نزعتهم العدوانية وراجعوا حساباتهم واكتشفوا خطل مواقفهم الحمقاء ، بيد إن حرب الخدمات وسياسات التجويع استمرت على الجنوب وما تزال تتواصل حتى يوم الناس هذا وزعيمها وعرابها الأول هو معين عبد الملك الذي ربما اعتقد البعض حينها بأنه ليس الأفضل بل الأقل شراً، لكن تبين أن شرور صمت هذا المعين (الذي لا يعين إلا زبانيته) أقوى فتكاً وأكبر ضرراً وأشد أثراً من ثرثرات وصراخات بن دغر وأتباعه وتصريحاتهم الخرقاء.

وبصراحة أكثر لقد كان الرهان على أن الوزراء الجنوبيين وعلى وجه الخصوص وزراء المجلس الانتقالي الجنوبي برغم عددهم القليل يمكن أن يشكلوا حالة من التميز في الدفاع عن مصالح أبناء الجنوب والتوجه نحو التصدي لحرب الخدمات وسياسات التجويع، لكن وبكل مرارة لا بد من الإقرار بأن الوزراء الجنوبيين بمن فيهم بعض وزراء الانقالي قد كشفوا أنهم مجرد موظفين باهتين عند معين عبد الملك لا فرق بينهم وبين وزراء تحالف 7/7، إذ لم يشعر المواطن الجنوبي بأي أثر ملموس لوجودهم في هذه الحكومة الكسيحة، بل لقد صار وجودهم حجةً لتنامي معاناة الجنوبيين، وأصبح مجرد الحديث عن هذه المعاناة يواجه بحدة فاقعة يلخصها السؤال الاستفزازي بامتياز: إليس المجلس الانتقالي شريكاً في الحكومة؟؟

التدهور المتسارع لحياة أبناء الجنوب وتنامي معاناتهم وذهابهم نحو المجاعة الشاملة والانهيار الكلي في جميع مناحي حياتهم يبين بكل جلاء أن أبناء الجنوب من أقصى حدود المهرة حتى أقاصي البحر الأحمر ومن أرخبيل سقطرة إلى أطراف صحاري العبر وثمود إنما أصبحوا ضحية لحالة ازدواج مصطنعة لا مبرر لها ولا حاجة لوجودها سوى تحميلهم ضريبة فشل النخب السياسية لأشقائهم الشماليين في التصدي للمشروع الإيراني واستعداد الغالبية العظمى منهم للتعايش مع هذا المشروع ليس حباً فيه ولكن بسبب يأسهم من الرهان على تلك النخب السياسية التي أُغرقت في الفساد والانشغال بمصالح أفرادها الذاتية وفي أحسن الأحوال المصالح الحزبية التي لا علاقة لها لا بالمواطن الجنوبي الذي ما تزال تتعامل معه كعدو متمرد ومارق ولا حتى بالشعب الشمالي الذي أصبح يعاني بين مطرقة الحوثي وسندان الشرعيات البائسة والخاذلة المتخاذلة.

حالة الازدواج القائمة اليوم والمسماة زوراً بــ”حكومة المناصفة” هي السبب الرئيسي في الانهيارات المتصاعدة لكل جوانب الحياة لمعيشية والخدمية والأمنية والمالية والاقتصاية عموماً وما سيترتب عليها من مضاعفات اجتماعية وأخلاقية وإنسانية عامة والمرشحة للتصاعد في عدن وبقية مناطق الجنوب، وهو ما سيقتضي ليس فقط اقتلاع هذه الحكومة البائسة وتقديم أساطينها للمساءلة على طريق المحاكمة للمذنبين منهم، بل أيضا وقبل كل هذا إعادة النظر في المبادئ الأسسية التي في ضوئها جرى تشكيل هذه الحكومة (الكارثة)، ومن ثم إنهاء كذبة المناصفة الكسيحة التي لم تقدم للمواطنين الجنوبيين (وهم أصحاب الأرض والثروة والقاعدة الاجتماعية) التي تتحكم فيه الشرعية البائسة، اقول إنها لم تقدم لهم سوى وجبات متتالية من العذابات وجرعات متواصلة من سموم السياسات وجلسات تعذيب احترافية شملت كل ميادين حياتهم، ويبدو أن القادم سيكون أعظمَ وأفدحَ وأشدَ مرارةً وقسوة.

وباختصارٍ شديد

إنه ومن أجل الخروج من مأزق الازدواجية، على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يختار أحد الخيارين الذين لا ثالث لهما:

إما الخروج من هذه الشراكة القاتلة التي أوصلت الجنوب والجنوبيين إلى حافة الجحيم، والانتقال إلى صفوف المعارضة، ولن تكون المعارضة بدعةً يبتدعها الجنوبيون وحدهم، بل إنها أرقى أشكال العمل السياسي في أعرق الديمقراطيات في العالم.

وإما تحمل المسؤولية في إدارة شؤون الجنوب في إطار إعادة هيكلة الشرعية على أساس حكومتين إقليميتين: حكومة ائتلافية جنوبية  يتشارك فيها المجلس الانتقالي الجنوبي وشركائه السياسيين، وأخرى شمالية يشكلها ممثلو النخب السياسية الشمالية، تخضع الحكومتان لتوجيهات وقيادة مجلس القيادة الرئاسي الذي لا بد من إعادة هيكلته هو الآخر,

وهذا ما قد نتوقف عنده في مقامٍ آخر.

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/87257/feed/ 0
ورحل أرسطو اليمن https://www.adenobserver.com/read-news/55863/ https://www.adenobserver.com/read-news/55863/#respond Thu, 15 Dec 2022 18:45:50 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=55863
د عيدروس نصر.
بصدمة كبيرة تلقيت اليوم نبأ وفاة الأستاذ الدكتور ابو بكر السقاف، الشخصية الوطنية المشهورة في جنوب اليمن وشماله، استاذ الفلسفة بجامعة صنعاء على مدى ما يقارب نصف قرن.
د السقاف تعرض مؤخرا لمرض أقعده الفراش في العاصمة الروسية موسكو حيث يقيم مع زوجته روسية الأصل، وتحدثت عن الصحف ووسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية العديدة، وصار حديث القاصي والداني في الجنوب والشمال، على السواء، إلا مواقع ورجالات السلطتين الحاكمتين في صنعاء وعدن، فقادتهما لا يأبهون لمفكر وفيلسوف ومربي مثل الدكتور ابوبكر السقاف وليسوا بحاجة له ولأمثالة بقدر حاجتهم للقتلة ومن يجيد التصويب على رؤوس وقلوب المواطنين ومنشآت البلد، ، لا بل إن هناك من يتضايق لمجرد ذكر اسم الدكتور السقاف وأمثاله من رجالات الفكر والأدب والثقافة..
منذ منتصف السبعينات وعندما كنت طالبا في دار المعلمين بأبين، كنت قد قرأت للدكتور السقاف كتابه الأول وأظنه كان بعنوان “كتابات” احتوى عددا من القضايا الفكرية والنقدية والسياسية المحلية والعربية والعالمية،
وما زلت اتذكر كيف استعرض بالنقد والتفنيد مفهوم “المركزية الاوروبية” التي كان ينتقدها المفكرون اليساريون بما في ذلك الاوروبيون الغربيون انفسهم.
وبعد افتتاح دار الهمداني للطباعة والنشر والتوزيع بعدن توالت كتايات الدكتور السقاق فأصدر كتابه الثاني “قضايا فكرية” والذي احتوى عددا من كتاباته ودراساته ومحاضراته الفلسفية والفكرية وطبعا السياسية.
في مطلع العام ١٩٩٠م التقينا في عدن لتأسيس الجمعية الفلسفية وكان قد قدم من صنعاء للمشاركة في ندوة “الديمقراطية في الوطن العربي” التي نظمتها الدائرة الآيديولوجية باللجنة للمركزية للحزب الاشتراكي اليمني أيام الدكتور المرحوم سالم عمر بكير عليهما رحمة الله.
في صنعاء التقينا مرارا وزارني في منزلي بمعية الزميل عبد العزيز الزارقة والأستاذ عبد الباري طاهر، بعد تعرضي لحادثة مرورية.
وكان مبتهجا عندما اهديته كتابي “من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة العربية الإسلامي” ووعدني بموافاتي برايه في محتواه، لكننا افترقنا في العام ٢٠١٠م ولم نلتقِ بعدها.
إحدى الصحف الصادرة في صنعا واسمها ” الديار ” وكان يشرف عليها الصحفي عابد المهذري، من ابناء صعدة، كانت تخصص ملفا في كل عدد عن إحدى الشخصيات اليمنية المؤثرة ، وخصصت ملف احد الأعداد للدكتور ابوبكر السقاف، وكنت احد الذين طُلِب منهم قول شيء عن الرجل.
ومما اتذكر انني قلته “إن هذه البلاد لا تعرف قيمة الفلاسفة والمفكرين، وأغلبهم يموتون دون ان يلقوا من يرعاهم او ينقذهم من الموت،
وقلت “إنه سيأتي الزمن الذي سنتباهى فيه بالدكتور السقاف مثلما يتباهى اليونانيون بارسطوطيل، والفرنسيون بفولتير وجان جاك روسي، والالمان بإمانويل كانت وهيغل وكارل ماركس، والإنجليز بآدم سميث وتوماس هوبس.”
رحل الاستاذ والمفكر والفيلسوف الدكتور ابوبكر السقاف تاركا سجلا حافلا بالمواقف الوطنية والإنسانية النبيلة والشجاعة والتراث الفكري والفلسفي المتوهج.
لم يعرف الدكتور السقاف التردد والمساومة عن الانحياز للحقيقة والتصدي للزيف والاباطيل مما عرضه للكثير من حالات الملاحقة والتنكيل والاعتقال والاختطاف والإخفاء
كان نصيرا للحريات العامة والحقوق الإنسانية، وهو أول من سمى ما تعرض له الجنوب في ١٩٩٤م ب”الاستعمار الداخلي”.
وكان عضواً في اول لجنة شعبية جنوبية بعد الحرب في مدينة عدن برئاسة رائد الصحافة العدنية الفقيد هشام با شراحيل الله يرحمه.
لن نستطيع جميعا إيفاء أستاذ الاجيال حقه ولن ننصفه ولو كتبنا عنه المجلدات فالرجل اكبر من ان تتسع له مقالة او بحث او حتى كتاب او مجلد لكنني ارى أن أحد اشكال الإنصاف للرجل ان يتم تجميع كتاباته وبحوثه ومقالاته ومحاضراته التي كان يقدمها لطلاب الفلسفة او تلك المنشورة في الصف والدوريات وتجميعها في كتاب او اكثر وإصدارها للحفظ والتوثيق اولا ولمنح الاجيال فرصة للتعرف على هذا الهرم الفكري الخالد.
ألف رحمة ونور تغشى روحك الطاهرة أيها الأرسطو الجديد
ابتهل إلى الله ان يغفر لك ويتجاوز عن زلاتك وأن يتغمدك برحمته الواسعة.
واتقدم بالعزاء الصادق والمواساة القلبية إلى اهل فقيدنا الكبير وذويه وتلاميذه وزملائه ورفاقه وكل محبية وان يلهمنا ويلهمهم جميعا الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/55863/feed/ 0
عندما يكون حكام بلادك من دولة شقيقة!! https://www.adenobserver.com/read-news/55486/ https://www.adenobserver.com/read-news/55486/#respond Sun, 11 Dec 2022 14:21:34 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=55486 همس اليراع

عندما يكون حكام بلادك من دولة شقيقة!!

د. عيدروس نصر….

عندما تم الاتفاق على تعيين معين عبد الملك رئيسا للوزراء قبل وبعد حكومة المناصفة لم يعترض عليه أحد من الجنوبيين، بل بالعكس كانت هناك اتهامات للمجلس الانتقالي أنه هو من أخرج بن دغر من رأس الحكومة وأتي بمعين بديلا له، مع علم الجميع أن الذي أقال بن دغر وأحاله إلى التحقيق هو الرئيس عبد ربه منصور الذي لم يكن ليتخذ قراراً دون مشاركة نائبه علي محسن، لكن هذا ليس موضوعنا.

ومضت السنوات منذ تعيين معين والبلد لم تلق معيناً يعينها على شرور معين ومفاسده، ونحن هنا نتحدث عن الجنوب الذي يحكمه معين وزملاؤه لأن لا سلطة لهم على قرية أو حارة في أي من المحافظات الأربع عشرة الشمالية، وهذا أيضا ليس موضوعنا.

بعد التئام مجلس النواب في سيؤون أبريل 2019م وانتخاب الزميل سلطان البركاني رئيسا له تعززت (الشراكة) وكان قد رفض الزملاء الشماليون انتخاب الزميل محمد الشدادي رئيسا للبرلمان بحجة إنه لايمكن أن يكون رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية من الجنوب، ومع ذلك لم يعترض الجنوبيون على انتخاب سلطان البركاني لموقعه هذا

وبعد مشاورات الرياض ونقل السلطة إلى المجلس الرئاسي صفق كل المشاركين في المشاورات لتعيين الدكتور رشاد العليمي رئيسا للمجلس ولم يعترض جنوبي واحد، ولم يقل أحد أنه لا يجوز أن يكون رئيس البلاد ورئيس البرلمان ورئيس الوزراء من الشمال، لا وبل من محافظة واحدة كما قيل عن الزميل محمد الشدادي والر ئيس عبد ربه منصور، رغم وجود من الشمال الشقيق.رئيساً للوزراء حينها وما يزال حتى اليوم.

اليوم يحكم الجنوب رئيس جمهورية ورئيس برلمان ورئيس وزراء ونصف الحكومة و5/8 من مجلس الرئاسة، وثلاثة أرباع الدولة العميقة، من شركاء غزو الجنوب في 1994م وأتعجب لمن يتساءل عن أسباب الانهيار المعيشي والخدمي والأمني والأخلاقي والتربوي والصحب الذي يعيشه الجنوب!

عند ما يكون حكامك من دولة شقيقة، لكنهم ليسوا أشقاء مخلصين وحريصين على حقوقك ولا أوفيا في القيام بواجباتهم نحوك، بل هم منذ حوالي 3 عقود أتوا إليك غزاة واجتاحوا البلاد وهمشوا العباد ودمروا الدولة ونهبوا الأرض والخيرات والثروات، فلا تتوقع منهم خيرا، إنهم إنما جاءوا ليواصلوا العدوان المسلح الذي شنوه في العام 1994م و2015م ولكن بوسائل غير عسكرية بيد إن أثرها التدميري أكثر من كل المتفجرات والمفخخات والمجنزرات وقاذفات الصواريخ والعبوات الناسفة

منذ مجيء معين عبد الملك إلى رئاسة الوزراء لم يتغير أي واقع إلا إلى الأسوأ، فلا خدمات الماء والكهرباء والصرف الصحي تغيرت ولا الخدمات الطبية تحسنت ولا رواتب الموظفين والمتقاعدين ورجال القوات المسلحة والأمن في حينها أتت، ولا برهن الرجل حتى أنه موظف حكومي من الدرجة العاشرة، وليس رئيس أو وزير أو حتى مدير عام.

وماذا أقول عن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، وهم لا يخجلون حينما يخدبون ويدلون بالتصريحات الصحفية والمقابلات الإذاعية والتلفزيونية دون أن يشيروا إلى الواقع في الجنوب، حتى ولو أسموه المناطق المحررة.

سأتغاضى عن أقاصيص الفساد التي تزكم الأنوف والمتعلقة بمعين عبد الملك أو سواه، ونتحدث بلغة العامة العادية جداً، فأبناء الأرياف كانوا يقولون “ما يفهم رطني إلا ولد بطني” والإمام الشافعي قالها بالفصحى “ما حك جلدك مثل ظفرك” وحكام الجنوب اليوم ليسوا من بطن الجنوب ولا ظفر من أظفاره، وبالتالي فهم لا يفهمون رطن أبناء ولا يحكون لهم جلودهم وعيونهم على أهداف غير أهداف الجنوبيين ومواطنين عير المواطنين الجنوبيين ونواياهم تتصادم مع نوايا الجنوبيين.

ولن أتحدث عما يتناوله وسائل الإعلام عن الملايين التي يراكمها أبناء المسؤولين من الأموال العامة التي تقع تحت سلطة هؤلاء فقد درجت غلى ألا اتهم أحد بناءً على تسريبات غير مؤكدة رغم أن التسريبات هي المصدر الوحيد لكل من يبحث عن الحقيقة حينما يكون أكثر الناس فسادا هم أكثر الناس سخطا ولغنا وتأففا من الفساد.

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/55486/feed/ 0
وهل السفير الامريكي هو الذي أمر قواتكم بتسليم فرضة نهم ومارب والجوف للحوثين ؟؟ https://www.adenobserver.com/read-news/55425/ https://www.adenobserver.com/read-news/55425/#respond Wed, 07 Dec 2022 13:46:38 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=55425 الدكتور عيدروس نصر يرد على سلطان البركاني متسائلا:

وهل السفير الامريكي هو الذي أمر قواتكم بتسليم فرضة نهم ومارب والجوف للحوثين ؟؟

================

“همس اليراع”

فند الدكتور عيدروس نصر النقيب، بعض النقاط التي وردت في خطاب رئيس البرلمان اليمني، سلطان البركاني في المهرجان الذي شهدته مدينة المخا.

وقال د. عيدروس، وهو العضو في مجلس النواب الذي ينعته بـ(طويل العمر)

إن “خطاب الأخ سلطان لم يأت باسم موقعه البرلماني كرئيس لمجلس نواب يمثل كل الطيف السياسي اليمني بل احتفظ بمكانته السابقة كرئيس للكتلة البرلمانية للمؤتمر (رغم تفكك المؤتمر إلى عدة مؤتمرات والكتلة إلى عدة كُتَل)”.

وبخصوص قول سلطان البركاني  بأن “السفير الأمريكي وعندما كانت قوات “الجيش الوطني” عند فرضة نهم قد أبلغ رئيس الوزراء حينها (أحمد بن دغر) بأن صنعاء خطٌ أحمر”، تساءل د. النقيب: “ماذا كان رد الأخ رئيس الوزراء حينها على حديث السفير الأمريكي؟ هل امتثل معاليه لأوامر السفير أم تمرد عليها، خصوصاً وإن الأخ بن دغر شديد التشبث بالوطنية والسيادة و”الوحدة اليمنية”.

مضيفاً “والأهم من هذا أن رئيس البرلمان اليمني لم يقل لنا هل إن السفير الأمريكي هو من أمر قوات “الجيش الوطني ” بتسليم فرضة نهم ومديريات مأرب الأثنتي عشر وكامل محافظة الجوف ومديريات البيضاء الشمالية ومديريات بيحان الثلاث للحوثيين خلال أقل من أسبوع والتوجه إلى شقرة وقرن الكلاسي بأبين “؟؟

واضاف د. عيدروس بأنه لم يكن يتوقع ” من الزميل النائب البرلماني سلطان البركاني – كما يصفه- أن يتوجه بأي تحية أو شكر أو تقدير أو ثناء على قوات الدعم والإسناد والأحزمة والنخب الأمنية الجنوبية وكل أبناء الجنوب الذين حرروا أرضهم من دنس الحوثيين (وحلفائهم) في أقل من  مائة يوم والذين تصدوا لعناصر القاعدة وداعش وحرروا محافظاتهم منها، لكنني كنت أتوقع منه (ولو من باب البرهان على تمسكه ومن يمثلهم بوحدة اليمن) أن يشير إلى ما ألحقه الانقلابيون من دمار وخراب وما تسببوا به من ضحايا بشرية في مدينة عدن وبقية المدن والمحافظات الجنوبية التي وصلت أياديهم إليها، حتى لو نسب هذا للحوثيين وحدهم ولم يشر إلى حلفائهم” وواصل التساؤل بقوله : “لكن تحاشي الزميل رئيس مجلس النواب (ذي العمر المديد) للتعرض لهذه الحقيقة المعترف بها من قبل أعداء وأصدقاء الشرعية على السواء يطرح أمامه أسئلة كثيرة لا أدري إلى أي مدى يمكن ان ننتظر منه أن يرد عليها”.

وعن استمرار جماعة الرئيس صالح في لعن الحوثيين ووصفهم بأقذع الاوصاف قال د. عيدروس:

إن ” السؤال الموجه لورثة الرئيس السابق: ماذا تسمون الشهداء الذين سقطوا على أيدي قواتكم عند ما كنتم متحالفين مع الحوثيين، وماذا تسمون تسليم قواتكم لصنعاء ومحيطها من محافظات الشمال وتسليم لحج وعدن ومكيراس وبيحان وبقية المناطق الجنوبية مجانا للحوثيين عندما كنتم حلفاء لهذه الحركة المقيتة”؟

واستطرد “ماذا ستقولون لأهالي الضحايا من أنصاركم عندما سقطوا وهم يشاركون الحوثيين غزوهم لمدن وأرياف المحافظات في الشمال والجنوب”؟

 واختتم منشوره بالقول “الشعب اليمني في الشمال والجنوب لا يطلب منكم شتما وقذفا وتشهيرا بالحوثيين والمشروع الإيراني في اليمن والجزيرة العربية فقد سبقكم إلى اكتشاف هذا بسنين، لكنه يطلب منكم الاعتذار عن تمكين هذه الحركة البغيضة التي أطاحت بكل المعاني التي ظللتم تتغنون بها ثم سلمتموها لهؤلاء القادمين من كهوف القرون الوسطى، وبعد كل هذا تأتون لتعضوا أصابع الندم  وتذرفوا الدموع على ما فعلته أيديكم”.

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02pAzXKqCw9i1sd3xS7K3MSruWhc6HDAoXeP4Ga1eH7WzYjJVQAACq9nYPYbqUBcDhl&id=100005919008571

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/55425/feed/ 0
عند ما يكون للمتحدث من اسمه نصيب!! https://www.adenobserver.com/read-news/55364/ https://www.adenobserver.com/read-news/55364/#respond Thu, 01 Dec 2022 22:01:44 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=55364 همس اليراع

عند ما يكون للمتحدث من اسمه نصيب!!

د. عيدروس نصر

مقابلة قناة بلقيس التي تبث من إسطنبول مع أركان المنطقة العسكرية الأولى المدعو أبو العوجاء كشفت مجموعة من الحقائق وأكدت حقائق أخرى سبق وأن قلناها عشرات المرات.

فمن الحقائق التي كشفتها أن توجه القناة يتواءم مع توجه هذا العسكري الذي بين حديثه أنه ما يزال يعيش عام 1994م أو على الأحسن في العام 2007م حينما كان يوجه جنوده وضباطه بالقتل المباشر لناشطي الثورة الجنوبية السلمية وعلى أيدي هؤلاء سقط المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى.

كما كشفت المقابلة أن القناة لم تجد من تقابله سوى هذا القائد فهو القائد وهو المنطقة العسكرية وهو القوة وقد قدمته القناة على إنه الرجل الأول في المنطقة العسكرية ولم تعثر القناة على قائد جنوبي تجري معه مقابلتها وهو الأمر الطبيعي والواقع الحقيقي، إذ لا قادة ولا حتى جنود جنوبيين في هذه المنطقة، وكان طبيعياً أن لا تتقابل القناة إلا مع هذا المدعو أبو العوجاء.

الحقيقة الثالثة التي أكدتها المقابلة وأكدها حديث الرجل أنه غير معني لا بالحرب مع الحوثيين ولا بوضع محافظات الجمهورية العربية اليمنية (السابقة) التي ينتمي إليها وحيث يقيم أهله وأسرته وذووه، وإن كل شغله الشاغل هو الجنوب وأبناء الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي، فطوال المقابلة لم تصدر منه كلمة واحدة يتحدث فيها عن الانقلاب والحوثيين والمشروع الإيراني في اليمن، (ألا عندما كان مضطرا لمهاجمة وتهديد الانتقالي) وهذا ما يؤكد ما قلناه مراراً بأن قوات هذه المنطقة لا تمثل سوى ذراعاً حياً للجماعة الحوثية تترصد لحظة الانقضاض ليس فقط على الجنوب ومشروعه الوطني الذي يعلن هذا القائد عداءه له وتصديه لأهله، بل والانقضاض على المركز السياسي للشرعية الذي يفترض أنه يخضع لسلطته، أعني هنا الشرعية الجديدة ورئيسها د. رشاد العليمي.

لا تنقص الرجل البجاحة فمن يقتل المدنيين بدم بارد لا يمثل له الافتراء والتبجح إلا مزحة خفيفة مقارنه مع تاريخه الدموي.

فعلى نفس منهاج مدرسة 7/7 يدعي الرجل أن الغاضبين على سلوك ومواقف قيادة المنطقة العسكرية الأولى وتخادمها مع الجماعتين الحوثية والقاعدية وداعش هم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لا يخفي أسفه أنه جزءٌ من الشرعية بقوله ” يفترض أنه للأسف جزء من الشرعية” وهو لا يرى الملايين من أبناء حضرموت الذين يتدفقون من كل مدن وأرياف وأودية وصحاري المحافظة للمطالبة برحيله ورحيل قواته من المنطقة، ويعتبرهم كلهم “مجلس انتقالي” تماما كما كان علي عبد الله صالح يطلق على ملايين الجنوبيين من ناشطي الحراك السلمي أثناء فعالياتهم السلمية بأنهم أتباع علي سالم البيض وإن كان في هذا بعض الحقيقة.

ليس هذا هو المهم ذلك إن افتراض كون الملايين من أبناء حضرموت يتبعون المجلس الانتقالي هو شرف للمجلس الانتقالي وليست شتيمةً للمجلس ولا لأبناء حضرموت، لكن أبا العوجاء يتساءل : “أين كان هؤلاء عندما كنا نواجه الإرهاب؟” (كما يزعم).

وبعيدا عن فرية مواجهته للإرهاب يبدو أن الرجل لا يعلم أين كان قادة ونشطاء المجلس الانتقالي وأنصاره في محافظة حضرموت حينما كانت التنظيمات الإرهابية تسيطر على ساحل حضرموت قبل أن تسحقها النخبة الحضرمية فتهرب فلولها إلى معسكراته ومناطق تحكمه في الوادي والصحراء.

لكن التبجح يبلغ بالرجل ذروته عندما يقول المدعو أبو العوجاء أنه منشغل بمواجهة الانقلاب والإرهاب، فإذا كنا قد أشرنا إلى أن الإرهاب لا يعيش إلا من مناطق سيطرته أو سيطرة شقيقه الحوثي ولا ينطلق إلا منها ولا يستهدف إلا الجنوب والجنوبيين، بينما لم يطلق الإرهابيون طماشةً واحدة قط لا على أبي العوجاء ولا على شقيقه الحوثي، إذا كنا قد بيننا هذا مرارا فإن هذه أول مرة نسمع فيها أن قوات أبو العوجاء تتصدى للانقلاب ، الذي أحجم عن ذكر أصحابه وقياداته من منطلق حفظ المودة واجب.

لم يقل أبو العوجاء كم عدد الرصاصات التي أطلقتها قواته على الانقلاب؟ ومتى كان هذا؟ وكيف عبرت تلك الرصاصات من الغيضة وحوف وثمود وسيؤون إلى مأرب والجوف وعمران وصنعاء وكم دمرت من القواعد العسكرية؟؟!!

لم يتردد الرجل عن إطلاق التهديدات ضد أبناء حضرموت (الذين يعتقد أنهم هم المجلس الانتقالي)، ولماذا يتردد وهو من فعلها عشرات المرات بدون تهديد سواءٌ حينما كان مسيطراً على معسكر الحمزة في لمنطقة العسكرية بردفان والعند والحبيلين، أو حينما انتقل إلى حضرموت، ووجهت قواته فوهات أسلحتها إلى صدور نشطاء الفعاليات السلمية من خلال الهبة الحضرمية الأولى والثانية، لكن التهديد هذه المرة ومن على شاشات التلفزة يبلغ بالرجل قمة الصلافة والجرأة، وهو بهذا يضع نفسه أمام المساءلة ليس فقط عما ينوي ارتكابه من جرائم بل وعن جرائمه السابقة في مناطق محافظة لحج في الحبيلين والعند وكذا في وادي حضرموت، والكرة اليوم في ملعب مجلس الرئاسة ورئيسه الدكتور رشاد العليمي الذي عليه أن يعلم حقيقتين تقولهما الوقائع على أرض حضرموت والمهرة:

  • إن الرجل غير مرغوبٍ به في حضرموت والمهرة هو وكل قواته المسلحة التي مأ أطلقت قط رصاصةً واحدة في وجه الإرهابين الداعشي والحوثي، وكل النيران التي أطلقتها كانت موجهة إلى صدور أبناء حضرموت.
  • إن بقاء هذه القوات الشمالية في المنطقة العسكرية الأولى – حضرموت والمهرة يمثل قنبلةً موقوتة وستنفجر في أي لحظة، بمجرد احتشاد المواطنين من حضرموت والمهرة المطالبين بخروجها وبالكف عن نهب ثروات حضرموت والمهرة، وقد قالها الرجل أنه وقواته بالمرصاد لأي فعاليات يسميها هو (العبث بالممتلكات الخاصة والعامة).

إن دماء أبناء حضرموت، وقبلها دماء أبناء لحج وردفان والضالع والحواشب وأبين وعدن ويافع والصبيحة التي سفكها هذا الرجل ليست ماءً مجانيا، وستتحملون أنتم – كمجلس رئاسي وكرئيس له – المسؤولية الكاملة عن كلّ قطرةِ دمٍ قد يتسبب بإراقتها هذا المتعجرف، وحينها قد يضطر الجنوبيون إلى فتح ملف العشرة آلاف شهيد الذين سقطوا أثناء مواجهة قوات الأمن لفعاليات الحراك السلمي الجنوبي منذ 2007 حتى 2015م.

والخيار متروك لكم يا قادة الشرعية الجديدة!

 

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/55364/feed/ 0
أبين تنتصر للسلام https://www.adenobserver.com/read-news/53926/ https://www.adenobserver.com/read-news/53926/#respond Wed, 31 Aug 2022 14:42:48 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=53926 د.عيدروس النقيب :

كانت ثلاث سنوات هي من أقسى وأصعب ما عاشته  محافظة أبين الكريمة الوديعة من مواجهات عبثية، لم تكن تشبه المزاح او العاب التسلية، بل كان لهباً ونيرانا وقودها الأرواح والدماء وزيتها الخوف والقلق الذين لم يدعا اسرةً ولا بيتاً في أبين كل أبين إلا ووصلا إليهما، فمن لا يقلق على ولده في الجبهة يقلق على املاكه او مصالحه او رفاقه او اقاربه وأهله الواقعين على ضفتي خط  النار.
*      *      *
ليس هذا مقام العتاب ولا مكانه ولا زمانه، وكان كاتب هذه السطور قد ظل طوال تلك السنين يؤكد ان أهل أبين هم أهل سلام ولم ينقادوا إلى الحرب إلا مجبرين أو مخدوعين، وقد أكدوا ذلك في الأسابيع الأخيرة حينما اختاروا طريق السلام وقرروا الوقف النهائي لنوافير الدم ومغذيات الضغينة المصطنعة، واكتشفوا حقيقة الخديعة التي دبرها لهم المصممون على التخلي عن صنعاء ومارب والجوف والبيضاء  واستبدالها كلها  بعدن وأبين.
*       *       *
خلال الاسبوعين الماضيين جرت توافقات سلمية حرة وطوعية  بلا وساطات ولا ضغوط من أحد، واتفق أهل ابين وعقلاؤهم على إنهاء اسباب المواجهات والذهاب باتجاه حماية أبين وإعادة السلم والأمان لها ولاهلها.
لم تكن ابين بحاجة إلى كل هذه التوترات والمواجهات العبثية التي صنعها أعداء أبين والجنوب، لكن دقاقي الأسافين وصناع الفتن لم يرق لهم  استقرار أبين واتجاه أهلها للتعايش والسلام وتفرغهم للتنمية واستنهاض طاقات المحافظة ومواردها لتحسين معيشة الناس فيها ومحاربة الفقر والمجاعات التي وطنها اصحاب نظرية “جوع كلبك يتبعك”،  فأهل ابين لم يكونوا ولن يكونوا قط كلاباً تتبع أحداً، وأصحاب هذه “النظرية” لم يتعلموا من خيباتهم ونسوا أن الحاكم لم يعد راعي كلاب وان الشعوب لم تعد كلابا تابعة لهذا الراعي أو ذاك.
*      *      *
أثلج صدري  ذلك المشهد الذي رأيت فيه القائد المقاوم ابو مشعل الكازمي مع زميليه  المقاومين صالح السيد وجلال الربيع،  هؤلاء المقاومين الأبطال الذين لمعت اسماؤهم في فترة المواجهة مع عصابة الحوثي في العام ٢٠١٥م وهم يتفقدون القوات والمواقع الامنية والعسكرية في مديريات لودر ومودية.
لقد مثلت هذه اللحظة بالنسبة لي ذلك المشهد الذي كنت موقنا بأنه سيحصل ذات يوم ولو تغيرت فيه الأسماء والالقاب.
*      *      *
أبطال أبين اليوم معنيون بالاتجاه صوب عقبة ثرة ومكيراس، وجيشان فتلك هي المواقع الطبيعية لتمترسهم معاً وحشد قواهم إليها لاستعادتها إلى حضن أهلها، وليست الشيخ سالم وقرن الكلاسي،
*        *        *
تحية لأبين الحب والتعايش والسلام والعطاء  الكريم والوئام.

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/53926/feed/ 0