د.ياسين سعيدنعمان – عدن اوبزيرفر https://www.adenobserver.com موقع إخباري مستقل Wed, 30 Nov 2022 08:30:13 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.4.4 https://www.adenobserver.com/wp-content/uploads/2022/05/cropped-logo-32x32.png د.ياسين سعيدنعمان – عدن اوبزيرفر https://www.adenobserver.com 32 32 مرحبا نوفمبر https://www.adenobserver.com/read-news/55360/ https://www.adenobserver.com/read-news/55360/#respond Wed, 30 Nov 2022 08:30:13 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=55360
 د.ياسين سعيد نعمان
يعود 30 نوفمبر حزيناً منكسراً، يسير بوجلٍ فوق الدروب المشققة، يتنكب الطرق المقطعة، ويتطلع بأسى إلى الجسور المعتمة محتاراً أيها تأخذه إلى الأفئدة التي حمل إليها البشارة ذات نهار منذ خمسة وخمسين عاماً بالتمام والكمال.توكأ ثقة البسطاء في بشارته القديمة، وأخذ يلمْلَم الظلام من على الجسر الذي سار عليه، كان الظلام حالك السواد، أدرك انها الساعة التي تسبق بزوغ الفجر.أيها المرتحل عبر زمن البشارة وأزمان الانكسار، ليكن عبورك نحو الأفئدة التي تنتظرك بفارغ الصبر ملهماً، كن صبوراً وهي تشكو إليك ما فعلت بها الأيام، عد بذاكرتها إلى الزمن الذي تدافعت فيه نوارس تشرين تبعث الحياة من مرقدها وتعلن التمرد على اليأس والبؤس والخوف وجلافة الدهر. خاطبها بالحقيقة التي يتوقف عليها، وعليها وحدها، عودة الوعي بقِيَمك التي حملها الرواد الأوائل ممن أرادوا لتشرين أن يكون مطلع الفجر.. قل كل ما يختزنه قلبك من حزن، وما يعتصر روحك من ألم وانت تشاهد هذا الانكسار عكس ما بشرت الثورة التي حملتك فوق جباه الملايين مرددة: أيا ثورة الشعب دومي مناراً فإنا بهدي ضياك ابتدينا وبعد أن تسامرهم، صارحهم بما توصلت إليه من قناعة وهي أن النخب التي تناوبت حكم اليمن لم تستطع أن تحمل الأمانة، لم تؤهلها التحديات للانطلاق بميراثك العظيم نحو المستقبل الذي بشرتَ به الناس.. أدمنت خيباتها، ثم راحت تتزلف التاريخ وتثرثر وتستجديه شفاعة؛ أخبرهم أن لا يركنوا مرة ثانية ولا يسلموا قرارهم للنخب لتقرر خيارات المستقبل نيابة عنهم. لن يخمد أوارك يا نوفمبر المجيد في أفئدة البسطاء، فما زلت تبعث الحياة والأمل في زمن الجفاف وخيم الشتات التي انتشرت في ربوع اليمن وآفاق الأرض، قل لهؤلاء البسطاء إن الأمل معقود عليكم في استعادة المبادرة، وهناك طريق واحد لتثبيت حقكم في تقرير مستقبلكم، وخياراتكم، ومصيركم نقطة البداية والحاسمة فيه هي هزيمة المشروع العنصري الطارئ الذي يسوق الجميع إلى أحضان إيران..كل عام وأنتم بخير.
]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/55360/feed/ 0
خوارزميات جنوبية في معنى التصالح والتسامح https://www.adenobserver.com/read-news/52857/ https://www.adenobserver.com/read-news/52857/#respond Sat, 18 Jun 2022 23:25:46 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=52857 د.ياسين سعيد نعمان

يواصل الجنوبيون الإبحار فوق تاريخ عاصف وحاضر محتدم بحسابات النخب المتصارعة والمتناقضة  وهم في هذا يصيغون خوارزميات خاصة بالتصالح والتسامح لا تدل في مبناها ومعناها على أكثر من توجه على هذا الطريق لا تسنده إرادة حقيقية لتحقيق ذلك على أرض الواقع .
في مسارات الحياة المشتبكة مع تعقيدات سياسية واجتماعية وتاريخية توفرت الكثير من الفرص للجنوبيين لمغادرة هذا الواقع إلى شواطئ يستطيعون فيها إعادة ترتيب أوراقهم لمواجهة الأعاصير التي يثيرها واقع سياسي مكتظ بالخيبات لكنهم كانوا لا يلبثون سوى ساعة من نهار ثم يواصلون الابحار بقاربهم إلى قلب الموج المتلاطم ومن داخل هذا القارب تتعطل خوارزميات التصالح والتسامح فيعودون إلى تبادل الاتهامات والتخوين والمنابزة متجاهلين الخطر الذي يحيط بقاربهم .
لا يرى كل منهم الخطر إلا في من يقف إلى جواره في القارب  ويتشكل وفقاً لذلك عنوان للخطر يتفق مع المعطيات الخوارزمية التي بنيت في الأساس بقواعد أفرغت من الارادة الحقيقية في الذهاب بعملية التصالح إلى النهاية المنطقية لها .
هكذا هم الجنوبيون اليوم وأقصد نخبهم كلًٌ يدعي وصلاً بالجنوب على طريقته وهي ، للأسف الطريقة التي تعيد بناء الموقف من الجنوب بحسابات مشتقة من ماضٍ وحاضر لا يستطيع أي منهم أن ينكر دوره في صناعته وتكريسه .
استدعاء الصراعات القديمة عند كل خلاف استهلك الوعي بقيم التصالح والتسامح الذي تنادوا إليه في مناسبات كثيرة ..

وكان أن تم تجاهل كل ما كان يمكن أن يوفره من شروط للتلاحم والتفاهم في كل محطة يتعثرون فيها بألغام الماضي وخيبات الحاضر .
شهد الجنوب صراعات سياسية واجتماعية شديدة التعقيد تم تجاوزها في مراحل كثيرة ولم يكن بالإمكان توحيد الجنوب المفكك والمنقسم دون تجاوز هذه الصراعات التي سيقول البعض أنه لم يتم تجاوزها وأنها ظلت كامنة

وأقول أن هذا صحيح إلى حد ما لكن الدولة الوطنية استطاعت أن تؤسس مرجعية وطنية وقانونية لتفادي الصدمات المرتدة من عملية التوحيد السياسي للجنوب ولم يساعدها الاقتصاد على إنجاز عملية الدمج الاجتماعي الذي ظل يعبر عن بطئه بحراك اجتماعي مقاوم لاستكمال بناء هياكل الدولة والذي كثيراً ما كان يتحول إلى صراع في أعلى هرم النظام السياسي وهو الصراع الذي كان غالباً ما يتم احتواؤه عند هذا المستوى الفوقي من النظام السياسي ولا يسمح بانتقاله الى المجتمع إلا فيما ندر .
كان الصراع في الحقيقة تجسيدا لقوانين موضوعية فإلى جانب الاقتصاد كان نتيجة الصراع طبيعية لعدم استكمال بناء المرجعية السياسية القادرة على استيعاب التناقضات الاجتماعية والثقافية المرحلة من أزمنة سابقة من التفكك والتشرذم الجنوبي وهي التي أخذت تخرج بعد ذلك من مخابئها بعد انهيار الدولة لتتعملق من جديد في وجه كل محاولات التصالح والتسامح ، وأخذت النخب تتماهى معها بخفة هروباً من استحقاقات نضالية كان يتوجب عليها أن تخوضها وتحترم تضحيات الناس في سبيلها .
لسنا هنا بصدد استعراض تاريخي لاسباب هذا الصراع وآثاره على بناء الدولة في الجنوب وكيفية تخطي هذه الآثار التي لن يوثقها إلا مؤرخ نزيه كما لا يجب إقحامها على نحو تحكمي ، كما يفعل البعض في دعم هذا الطرف أو ذاك من أطراف الصراع  بقدر ما أنها مادة للاستدلال على أهمية العامل الموضوعي في تفسير الظاهرة التي نحن بصدد الحديث عنها .
إن هذه الظاهرة التي تستولد نفسها في صور شتى من المواجهات بين النخب الجنوبية تكشف عن نفسها في تأثير وتفاعل عدد من العوامل التاريخية والسياسية والاجتماعية وعندما تبلغ تحدياتها هذه الدرجة التي يصبح معها التصالح والتسامح مجرد حديث لا يعكس إرادة حقيقية للتوقف عن الابحار فوق التاريخ الملغوم والحاضر المحتدم فإنه يتوجب على هذه النخب أن لا تغرق الجنوب في صراعات تفقده القدرة على أن بصبح مكوناً فاعلاً في معادلة وطنية كبرى قادرة على تأهيل اليمن ليقول كلمته في مستقبله ومن ضمنه مستقبل الجنوب وفقاً لاختيارات الناس .
حينما تدرك نخب الجنوب أن اختيارات الناس هي القاعدة التي تؤسس المسار السياسي السليم سيكتشفون أن خلافاتهم وصراعاتهم تحلق خارج المدار الذي تتحقق فيه مصالح مجتمعهم .

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/52857/feed/ 0