مقالات – عدن اوبزيرفر https://www.adenobserver.com موقع إخباري مستقل Wed, 20 Mar 2024 18:44:50 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.4.4 https://www.adenobserver.com/wp-content/uploads/2022/05/cropped-logo-32x32.png مقالات – عدن اوبزيرفر https://www.adenobserver.com 32 32 شكراً اوسان العنشلي.. وتحيا عدن https://www.adenobserver.com/read-news/99882/ https://www.adenobserver.com/read-news/99882/#respond Wed, 20 Mar 2024 18:44:50 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=99882 شكراً اوسان العنشلي.. وتحيا عدن

 

كتب/ سالم مصطفى

 

يقول توماس كارليل في جدليته التي تدرس الظاهرة/ المجتمع، بأن كتابة تاريخ جديد لا يكتبه إلا العظماء.

وهذا ما يحدث الأن في عدن ويلمس أثره كل مواطن هناك بفضل تلك العلاقة التجاوبية بين العميد أوسان العنشلي، قائد قوات العاصفة الرئاسية، وأركان قوات البرية الجنوبية، ومجتمعه، بعد أن كادت الفوضى هناك أن تتحول الى أمر واقع ونمط حياة.

ولا غرو أن بات أبناء هذه المدينة ينظرون إلى هذا القائد بوصفه المنقذ لهم والجهد الفارق في معادلة التحول من مسار الفوضى إلى مسار يعيد اكتشاف الفوضى بوصفها فرصة، حافز، محرك نحو التغيير.. نحو كتابة تاريخ جديد لا يكتبه إلا العظماء.

نعم.. اوسان تحمل المسؤولية بكل شجاعة واقتدار.. متفوق بحسه الأمني.. رجل الملاحظة والتحليل والربط الدقيق بين مختلف الأحداث.. واعي بظروف المكان والزمان.. قادر على التأثير في شكل المستقبل في تفكير الأخريين.

تمكن القائد اوسان – في الوقت الذي وجد فيه من خان وباع وطنه – من الوقوف في وجه الرياح والمتغيرات التي كادت ان تعصف بها ومعها بما تبقى من امل في قيام هذه الدولة.. واستطاع ان يرسي دعائم الأمن والاستقرار، وضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمنها واستقرارها.. ومكن النور من العبور.

ولست مبالغاً ان قلت انه في الوقت الذي تجد فيه بعض أبواب مكاتب قيادات امنية مغلقة في وجه المواطنين، ستجد باب مكتب قائد قوات العاصفة الرئاسية، وأركان قوات البرية الجنوبية، مفتوحة لكل مظلوم ومقهور..  

شكراً لك أيها القائد الإنسان اوسان.. فمنك تعلمنا الكثير من القيم الإنسانية الحضارية والمبادئ الوطنية والشجاعة والشهامة والإخلاص والوفاء والنزاهة والأمانة والتواضع والصبر والحرص على الوقت.. والالتزام بالمواعيد.. وغيرها من الخصال والصفات الحميدة.. وتحيا عدن.

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/99882/feed/ 0
لقضايا بقايا في موريتانيا (3 من 5) https://www.adenobserver.com/read-news/99877/ https://www.adenobserver.com/read-news/99877/#respond Wed, 20 Mar 2024 18:36:35 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=99877  

لقضايا بقايا في موريتانيا (3 من 5)

القصر الكبير : مصطفى منيغ

العيب ليس في السياسة  إن كانت مُؤسَّسَة على القوائم الثلاث ، التكيُّف مع البيئة الوطنية ومراعاة العقلية المحليَّة و احتواء الطموحات الممكنة  كخلاصة معمقة الدراسات والأبحاث ، بل العيب كله في مدبري هذه السياسة على أرض الواقع من نخبة حاكمة جمعها احتواء كل السلطات وفرقها التنافس غير المتوازن لدرجة عدم الاكتراث ، أن النجاح على صعيد القمة  يتطلب من المُدرَّج الأقل منصباً التنسيق والابتعاد عن الضيق وإتقان التريث لمقارنة المطلوب بالإمكانات المتوفرة وتحيين الأفعال لمطابقة النصوص القانونية  المعمول بها كأساس الأساس وليس  فقط من ضروريات الاستحداث ، فتسيير شؤون الدولة خارج الالتزام الكلِّي  بما سبق من اختيار الاختيارات (الباسطة توافقها مع كل التيارات المجتمعية المنصوص عليها في بنود السياسة المكتوبة ذات القوائم الثلاث المذكورة) كالقيام بالزرع دون محراث ، مسؤولية قيادة الدولة معادلة واضحة المكونات معمول لها ما يضمن التواصل المباشر مع شروط لا مناص من أخذها بعين الاعتبار لضمان وحدة الرؤى و القدرة على ابتكار ما يرسِّخ الاستقرار بتجديد إصلاح الإصلاح المانح الثقة المتبادلة بين دواليب حكم هذه الدولة والشعب الذي عن مصالحه العليا بَحَّاث . موريتانيا لها من المفكرين النبغاء ما يكفيها إن لم نقل يفوق احتياجها لوضع سياسة على مقياس يناسبها بيئة وعقلية وصواب طموحات أهلها المنطقية الايجابية الراعية حساب يوم الانبعاث ، فكان على حكامها اتخاذ ما يصبّ في تغيير جذري على شكل ثورة سلمية تهدف لإخراج البلاد من تكرار توالد الأزمات المسبِّبة حتى الآن في دوام البحث عن الحل باللجوء لما لا حَل َّ لِحَلِّ ما يفرزه من وضعيات لا يزيد الحالة المعاشة إلا تأزما على تأزم مهما فكروا في التكثير من الابتعاث ، فخصوصيات موريتانيا لا تُشابه إلا موريتانيا لذا وجب الاعتكاف على إخراج إمكاناتها الطبيعية وتوظيفها بما ينفع الشعب الموريتاني الذي يستحق كل خير مَن للأمجاد ورَّاث ، تلك الإمكانات وما أكثرها فوق الأرض الموريتانية البالغ مساحتها 1.030.700 كيلومتر مربّع نِعمها بالأثلاث ، كالرمال   الممكن  إحداث صنائع تكفي وتزيد  عن خلق مناصب شغل وتصدير ما يغطِّي حاجيات دول أخرى ،  وفي باطنها من معادن كالحديد والنحاس والذهب لا يقتصر الأمر على استخراجها وحسب بل ممارسة معالجتها بما يضاعف ثمنها في الأسواق الدولية وما تلك أحلام متنوعة الأضغاث ، دون إغفال شاطئها البحري الممتد علي 700 كيلومتر المحتاج لتطوير تجهيزاته الضرورية ليصبح للتنمية المنشودة كالنور رحب الانبثاث ، وبالتالي ميدان السياحة وموريتانيا لها من جمالية الصحراء ما يغري الباحثين عن مثل المناظر أضف لذلك الموقع الرابط اتجاهات أكثر من حضارة متجمعة في منهل قد تتقاسم   الإنسانية مراميها ككنز كنوز التراث .  

 مصطفى مُنِيغْ

سفير السَّلام العالمي

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/99877/feed/ 0
لقضايا بقايا في موريتانيا (2 من 5) https://www.adenobserver.com/read-news/99851/ https://www.adenobserver.com/read-news/99851/#respond Mon, 18 Mar 2024 18:35:21 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=99851 لقضايا بقايا في موريتانيا (2 من 5)

القصر الكبير : مصطفى منيغ

الحاضِرُ بما حَضَرَ ممَّن تحمَّسوا في الماضي للتغيير فيما حسبوه أصدق قرار ، فتوقفوا عند أول سطر لنص يُدوِّن الاستعداد للمستقبل ليختاروا الفرار ، المحسوب على التمويه وليس التنفيذ المنتَظَر ، ليتقدم الحاضر دون إزاحة مَن بسببها يتأخَّر ، ليبقى زمناَ متجمِّداً بما فيه وما عليه في مكانه يتكرَّر ، بين اجتماع واجتماع اجتماع بجدول أعمال بينها يتدوَّر ، كأن الإصلاح المنشود عدو لذود بغير توفُّر الإرادة السياسية لن يتقهقر ، قائم يظل شعاراً على ألسنة صنف  من البشر ، بعضهم لا يتقنون المعارضة  المحقِّقة الانتصار ، وإنما قطعة جبن مستورد بياضه يستهوي المتظاهرين بالتقدُّمية وهم عن ذلك صغار ، هندامهم خيمة ورزقهم بالكامل مُقَدَّر ينسبونه للأقدار ،  بخلاف من يتلقون التحية العسكرية أينما حَلُّوا بالليل أو النهار ، لا يتحدثون إلأ بالأوامر وإن سكتوا فعن غريب اختيار ، كل شيء يُمَرّرَ بمن حضر خلال حاضر طال بتدخل بعض الكبار ، حكام مثلهم البعض في العالم العربي لا يطيقون مَن يقلدون الثوار ، يحمِّلونهم دوماً مهما كانت العوامل او الظروف سوء أحوال الاستقرار . موريتانيا وكانت محترِمة نفسها كدولة ناشئة لا يُسمَع لها صُداع ولا يتصاعد منها عيب وبخاصة داخل إفريقيا ، بشعب كريم طيِّب محبٍّ للحرية بكامل مفهومها ، المُفعم بتقدير المسؤولية والانطلاق منها لممارسة تصرفاته المستمدة من القيام بالواجبات أو التعبير عن الرأي الشامل مختلف المستجدات لقضايا تتخلل مسيرته نحو التطور المنشود ، لكن الاحترام المذكور والحديث هنا عن الدولة كجهاز قيادي تنفيذي ، تأثر بأعمال غير مناسبة تناقض الطرق القويمة المفروض إتباعها غبر مراحل البناء لخدمة الشعب ، منها مسألة تسرّب إسرائيل لتُقابَل بالأحضان من طرف الحاسبين أنفسهم مجرد باحثين عن منافع شخصية ، خالية تماماً من صلاحية شعب يدافع عن وجوده ، ليستمرَّ كما شاء نظيفاً مرفوع الرأس مُهاب الجانب ، فكان الانقلاب على ذاك الرئيس المستحق عن جدارة لقب صديق الكيان الصهيوني ،  بمثابة عقاب يُذكِّر ألمنعدمي التفكير في قدرة سلطة الشعب التي تسمو فوق أي سلطة  مهما كانت ، أن مصيرهم السقوط في شر قراراتهم الخارجة عن إرادة الشعب الموريتاني العظيم ، ما تلى ذلك اعتلاء كراسي الحكم مَن كرَّسوا سياسة ملء جيوب “قلة ” على حساب صبر أغلبية دفعها اليأس أحيانا إلى الانشطار عن الوحدة الجماهيرية لتأسيس مجموعة من التيارات السياسية ، كل منها يسبح في عالم خاص بمستوى أفكارها ، أكانت محلية وطنية أصيلة صرفة ، أو مستوردة من نظريات مهما بدت براقة لا تناسب بيئة بلد أفريقي عربي مسلم في طريقة إلى النمو ، فكانت الحصيلة أن حكمت المحكمة على رئيس  سابق للدولة الموريتانية بخمسة أعوام حبساً نافذا عن فسادٍ حَصَدَ على إثره ما استولى عليه بطرق غير شرعية تضرب عرض الحائط ملكية الشعب لها .   

… الآن موريتانيا مرشحة للدخول في نفق لا مخرج لها منه إن ظلَّ نفس النمط مسيطراً على تدبير الشأن الوطني ، من لدن عقلية تسعى بكل السبل أن يتشبث الحاضر بمن حضر وعلى المستقبل الانتظار ، لا يهم الغد إن أتى بمن يورط الحكم الآني أزيد وأكثر ، مادامت القطيعة بينه و قوى الشعب الحية في تنامي وازدهار ، انطلاقا من فبراير 2024  حيث نجح رئيس حكومة المملكة الاسبانية “بدرو سانتيش” ورئس المفوضية الأوربية أورسولا فون ديرلاين ،  إثر زيارة رسمية قاما بها إلى نواكشوط ، من أجل التوقيع على اتفاقية تؤكد أن الحكومة الموريتانية ، ابتاعت مصيبة المصائب بأبخس ثمن ، وبدل الربح الوفير بضمان الحصول على تعاون مثمر يعود على موريتانيا بالنفع ، جلبت الصداع المتطوِّر ولا شك ، لإصابة المجتمع الموريتاني بعدد من المآسي الاجتماعية ، القادرة مع توالي الأيام على إزاحة مقومات الهوية الذاتية المحلية للشعب الموريتاني عامة ، بما يضاف إليها من عوامل دخيلة غير مناسبة لها تماما .

 مصطفى مُنِيغْ

سفير السَّلام العالمي

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/99851/feed/ 0
قرار محكمة العدل الدولية وإعادة تشكيل مسار القضية الفلسطينية على الساحة العالمية https://www.adenobserver.com/read-news/99822/ https://www.adenobserver.com/read-news/99822/#respond Sun, 17 Mar 2024 20:33:33 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=99822 قرار محكمة العدل الدولية وإعادة تشكيل مسار القضية الفلسطينية على الساحة العالمية

طلال أبوغزاله :2024

قرار محكمة العدل الدولية في دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا الصديقة ضد الكيان الصهيوني، يحمل في طياته الوعد بإعادة تشكيل مسار القضية الفلسطينية على الساحة العالمية، وتحديدًا في السعي لتحقيق العدالة والتوصل إلى حل مستدام لقضيتنا العادلة.

ففي تحول تاريخي للأحداث، أضحى كيان الاحتلال الآن ضمن نطاق التدقيق القانوني الدولي، والملزم لجميع الدول، إذ لا يشير القرار إلى تحول في ديناميكيات المساءلة الجيوسياسية فحسب، بل يثير أيضًا أسئلة محورية حول الآثار المترتبة على سلوك الكيان والرد العالمي على إجراءاته، وما يزيد من أهمية هذا الأمر هو أنه صدر بأغلبية ساحقة، إذ أيده 15 من أصل 17 عضوا في المحكمة.

فضلاً عن ذلك فإن رفض المحكمة لطلب الكيان رفض الدعوى يرسل إشارة قوية، تشير إلى اعتراف ضمني من قبل المحكمة بوجود إبادة جماعية، ويكشف خطورة الاتهامات الموجهة ضد الكيان بما يلقي بظلاله على تصرفاته وسلوكه ويقدم لوحة معقدة من الاعتبارات القانونية والأخلاقية والسياسية التي ستشكل بلا شك مسار التطورات المستقبلية.

كما أن فطنة المحكمة بالامتناع عن إصدار حكم بوقف القتال تؤكد أن المطلوب معالجة المجموعة الشاملة من جرائم الإبادة وليس مجرد وقف العدوان العسكري لا سيما أنه عدوان من طرف واحد، ومقاومة مشروعة من الطرف الثاني.

وأظهرت المحكمة أيضا رؤية ذكية من خلال الاعتراف بأن نطاق الإبادة يتجاوز الوسائل العسكرية المباشرة، ليشمل نطاقاً أوسع من الأساليب مثل الجوع، والمرض، والعطش، والأوبئة، وغير ذلك من تعطيل سبل الحياة، ويؤكد هذا الفهم الدقيق الاعتراف بأن ممارسات الإبادة الصهيونية تمتد إلى ما هو أبعد من الحرب التقليدية.

ويمكن الاستنتاج أن التحول الملموس في استراتيجية العدو، واختياره استراتيجيته المعتادة بالهجوم على المحكمة، يعكس إقراره بالخطر المحتمل الذي تشكله ترتيبات المحكمة على سلوكه العدواني

الخطوة الاستراتيجية، أن القرار لا يكتفي بمحاسبة الكيان على جرائم الإبادة الجماعية، بل أولئك الذين يقدمون الدعم للعدوان، ومع ذلك، فإن الطريق إلى العدالة يواجه تحديات متأصلة، حيث يظل قرار وقف الأعمال العدائية مرهونًا بمدى التزام الدول المعنية خاصة بالقرار.

وأحد الجوانب الجديرة بالملاحظة بشكل خاص لهذا القرار هو المطالبة بدليل ملموس على الالتزام في غضون شهر – وهو مطلب غير مسبوق يضخ إحساسًا بالإلحاح والمساءلة في عملية الحل، وفي خروج عن قرارات الأمم المتحدة، فإن هذا الشرط يتحدى إسرائيل لإثبات التزامها بالترتيبات المنصوص عليها ضمن إطار زمني محدد، مما قد يضع معيارًا جديدًا للارتباطات الدبلوماسية الدولية.

ويسلط هذا التركيز الواضح الضوء على مساءلة الكيان على وجه التحديد، والابتعاد عن التعميمات الواسعة مثل الزعم بالدفاع عن النفس، ويكمن جوهر هذا التحليل بأن الاحتلال، يمتلك القدرة على حل قضاياه بوقف العدوان لأن الحق في الدفاع عن النفس، لا يشمل كيانامسؤولا عن الاحتلال والإبادة الجماعية، أي أن قدرة المحتل على إنهاء الاحتلال توفر بطبيعتها سبيلاً بديلاً، يتحدى ضرورة ما يسميه الكيان الحق في الدفاع عن النفس.

ومن المتوقع أن يتردد صدى هذا القرار على المشهد السياسي الداخلي في إسرائيل، حيث أصبح مستقبل نتنياهو على المحك، إذ قد يؤدي القرار إلى تبعات تعني تفكيك أسس إسرائيل ذاتها كقوة استعمارية وقوة إبادة جماعية، حيث يكشف رد نتنياهو الفوري على أحكام المحكمة عن قلق استراتيجي يكشف عن نقاط الضعف داخل الجهاز العسكري الإسرائيلي، وخوفا من العقوبات المحتملة الناجمة عن قرارات المحكمة، حين يؤكد نتنياهو ضرورة قيام الكيان بتعزيز صناعة الأسلحة محليا، إذ لا يؤكد هذا الرد على التأثير العميق للآليات القانونية الدولية على القدرات العسكرية الإسرائيلية فحسب، بل يعكس أيضًا الاعتراف بأن قرارات المحكمة يمكن أن تؤدي إلى إعادة النظر من قبلدول العالم في سياساتها المتعلقة بتزويد إسرائيل بالأسلحة.

ومن خلال التأكيد على أن المحكمة لم تدع صراحة إلى وقف الحرب، يسعى نتنياهو إلى الحفاظ على ماء الوجه إلا أن هذا لا يخفي على الإطلاق إحجامه عن الاعتراف بالسلطة الضمنية لترتيبات المحكمة، التي تفرض بلا شك التزاماً واضحا بوقف العدوان. 

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/99822/feed/ 0
لقضايا بقايا في موريتانيا (1 من 5) https://www.adenobserver.com/read-news/99764/ https://www.adenobserver.com/read-news/99764/#respond Fri, 15 Mar 2024 19:20:03 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=99764 لقضايا بقايا في موريتانيا (1 من 5)

القصر الكبير : مصطفى منيغ

في إفريقيا دولة تحترم الآن نفسها لا يتعالى عنها صُداع ولا يُسمَع منها ما هو عيب ، قانعة ومِن عهد بائد بما اعتبرته دوماً نصيب  ، فعاشت على سجيتها لا هي منعزلة مع الأصيل البعيد ولا مندفعة مع الحداثة بما عساه لها قريب ، إذ ما وراء الأطلس لُعَب الطمَعِ منهمرة من أفواهٍ أصحابها مزيج مِن عدو وحبيب ، يبحثون عن موقع قدم ومِن أجله للصعب يقدِّمون كآلة تنقيب ، يغوصون بالطَّرْقِ الكثيف على أديم الأرض لفتح فجوة يتسرب منها نعيم ثراء عن التكاثر لا يغيب . لولاها وبعض من شقيقاتها كالعراق والأردن ومصر لضاعت لغة الضاد أو أصابها تَخْشِيب ، بعد رحيلها من شبه الجزيرة إلى حيث الشمس تميل لمغيب ، واجدة مَن احتضنها إملاءاً ونحواً بنطق سليم بغير تلعثم عنها غريب ، فكانت بمثل الصفة بلد المليون شاعر أقلهم لنداء العَرُوض وشروط النُّظْمِ أطْوَعَ مُجيب . بها الرّمال جمَّلها الجمال لتغدو ركناً يُقام لمقامه التوقير الجلل بمقدار له يستطيب ، فكان الرمز لوطن مثله رحب يعشق الحرية   ومتى  داعبته الرياح حاصرها بكثبان وكأنها أوتاد تُبقي لطبيعة المكان ما يخصها دون نقصان ذرة أو ينال منها أي تسريب . إنها موريتانيا العريقة في أشياء يتطلب حصرها استحضار نبغاء العلوم وشرفاء المؤرخين ومبدعي السياسات القائمة على المصارحة دون خشية لائم ولا عناصر ترهيب ، ما دام الوضوح سيد بما يملك من معلومات له بريق لتَحرُّك المُجَمَّد عن قصد فالدفع بالأخير لسبل النفع السعيد وليس الانحراف الكئيب ، هي قضايا عمَّرت ربع تفاصلها وما تلى ذلك طواه النسيان أو يكاد بفعل فاعل ، إذ ثَمَّة نقط سوداء ، منها ما يلتصق بأسماء ، كان لها في ميدان الحُكم الشأن الباسط نفوذه للتصرف ضد إرادة الشعب ، فَغَدَا مصيرها التوقّف عند حد لم يقدر أصحابها على تجاوزه رغم حماية غير الموريتانيين ، لكن الخطأ المُرتكب من طرفهم عن ترخيصٍ غير مدروس العواقب نتيجته  الخسران المبين ، تاركاً التجربة سلبياتها ترن ، كلما فكَّر مَن فكر إعادتها بأسلوب مُغيِّر ليّن ، أقرب للاتفاق ، من وراء الكواليس عبر أي لقاء ، مُحَضَّر بذكاء مهما أتاحت الفرصة لمؤتمر يُعقَد مضمونه لا علاقة له بالموضوع ، وكما للسيئات فصول تتمدَّد شروحها على ألسنة البائعين أنفسهم بأبخس ثمن لتُبهِر ولو لحين ، هناك حسنات تطمس ما سبق ، وتنَشّط ما يَلحَق ، رافعة بالحق ، أي شعار به موريتانيا تفخر عن استحقاق ، منها ما أعلنته  يوم 22 مارس سنة 2010  وزيرة الشؤون الخارجية الموريتانية السيدة بنت حمدي ولد مكناس  عن قطع العلاقة الموريتانية  الإسرائيلية وإلى الأبد ، جاءت الصيحة المباركة مبددة ما بُذِلَ من مجهودات دبلوماسية مكثفة بدأتها إسرائيل عبر وزير خارجية اسبانيا السابق “خفيير صولانا” لتصل إلى استقطاب الرئيس معاوية ولد أحمد الطايع ليصبح صديق إسرائيل الذي لا يمانع في تطبيق طلباتها وإن بلغت حد تخزين النفايات النووية في قلب الصحراء الموريتانية وهو يعلم خطورة ما قد تسببه تلك الويلات من ضرر جسيم على نظافة التربة الموريتانية الشريفة ، بل الترخيص لتُجرِّب نفس الدولة الصهيونية قدرة وقوة صواريخها الطويلة المدى حينما تنفجر فوق التراب الموريتاني المُعيَّن مُسبقاً لذلك ، لتصبح موريتانيا مجرد حقل تجارب في موقع حساس المفروض الحفاظ عليه بعيداً عن مصائب ذي الأحجام الثقيلة ، التي قد تُفقد موريتانيا استقلالها رويداً رويداً لتصبح خاضعة لهوى احتلال لا يُرَى لكنه ملموس .

مصطفى مُنِيغْ

سفير السَّلام العالمي

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/99764/feed/ 0
هي نظائر من تدابير الجزائر https://www.adenobserver.com/read-news/99708/ https://www.adenobserver.com/read-news/99708/#respond Tue, 12 Mar 2024 18:58:41 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=99708  

هي نظائر من تدابير الجزائر

القصر الكبير : مصطفى منيغ

الكتابة عن الجزائر تقتضي المعرفة المعمَّقة بجل ما يخصها كدولة وشعب ، في هذه المرحلة التي تعيد ميلادها من جديد على إيقاع  بها أَنْسَب ، وتطوُّر يلازم كل إقلاع لإصلاحٍ جذري أَحَب ، فاصل )ما أمْكَن( الذي مَضَى من تعَتُّرٍ مقصود عن المستقبل المعرَّض كل مقصّر فيه لأشد حساب ، كما أراد مَن للجزائر الحالية الازدهار على المدى الأقرب ، ليستمر في التصاعد المحمود حتى تعود مفخرة الشرق والغرب ، محكمة دستورية وبرلمان بغرفتين وسلط مستقلة الواحدة عن الأخرى الملتحمة كلها لخدمة الوطن الأب ، بما يُرضي وصايا الشهداء ويزكي ضمائر الحرائر والأحرار ويفتح حيال الأجيال كل  الأبواب ، في تناغم بين القول والفعل لضمان العمل المتكامل قياما كما وَجَب ، بعد التَمكُّن وبالقانون من حَقٍ مُكتَسَب ، إذ لا فضل ساعتئذ لأحد على آخر مهما بلغ الدرجات الكِبار أو جعله البدء منتَظِراً رفقة الصِّغار إذ الكل سائر كنهرٍ نحو مَصَب ، قد يكون بحراً للسباحة فالاستجمام أو مستنقع مقذوف داخله صحبة الأسى والندم وبعدها كل المحن على رأسه تَنكَب ، كل موهوب بالعلم المُحَصَّل للجزائر الجديدة أفضل ما عنده وهب ، وكل حالم  لغسلها بماء الورد من عرق جبينه في اليقظة على ثراها الشريف صب .

… إختصاراً الجزائر حالياً قائمة على التغيير بالمُتاح عندها ، دون الالتجاء إلى القروض ممَّا جعلها من الدول الجد قليلة في العالم لا ديون عليها ، بما يعني التمتُّع باستقلالية القرار وحرية التوجُّه و العيش كما يحلو لها ، لذا عمدت للاهتمام مهما كان المجال لما يتفاعل داخلها ، من استحسان جماهيري كما أرادت للإقلاع التنموي خطتها ، وإن كان التنفيذ لمضامينها يتم ببطء لا يناسبها ، النتائج الأولية تبشّْر بحصول إصلاحٍ جوهري يطال جل الميادين ذات الارتباط الأساسي بحياة الجزائريين اليومية بما لها وما عليها ، منها إنتاج البعض من المواد التي عرفت الأسواق شحاً ملحوظاً لوجودها ، فانتقل الاعتماد الكلي على واردات المحرقات إلى مداخل مستخلصة من تصدير منتجات مصنعة كليا أو جزئيا داخل الجزائر وبأيادي جزائية برهنت عن كفاءاتها ، حينما وجدت في المسؤولين على تدبير الشأن العمومي يحملون نفس الهدف أعمالا على أرض الواقع مترجمة وليس شعارات دعائية متجاوزة مقاصدها ، فحدث ذاك التحوُّل الفارض أسلوبه الجديد ذات الخاصية الجزائرية الراغبة الآن في تطوير معالمها كعلاماتها ، الممتازة بدءا من كونها الدولة الوحيدة ربما في العالم أجمع المانحة دور السكن لمواطنيها المحتاجين بالمجان سعيا للتخفيف من حدة فوارق مجتمعها ، الذي عمدت الأنظمة البائدة على تكريسها ، خدمة لخلق جزائر مكتظة بالفقراء المعوزين النُّكساء وهي من الأغنياء القادرة (إن كانت الأمور تسير على أحسن ما يرام) لتصبح من أكثر البلاد الإفريقية ثراء وعيشاً يساير متطلبات الحياة السعيدة لها و شعبها ، كما رفعت أجور موظفيها بنسبة 47 في المائة وذاك شأن غير معهود وتصرُّف يُظهر نجاعة سياسة توزيع الثروة الوطنية بما يناسب تغطية حاجيات المواطنين دعماً لمضاعفة مجهودهم  المبذول للارتقاء بدولتهم صوب التقدم المنشود ضمن مستحقاتها . كما تتهيأ قوانين تنظيمية تخصّ مختلف المكونات الأساسية أكان الأمر متعلقاً برجال ونساء  التعليم الشامل مختلف تصنيفاته أو بهيأة الأطباء أو حرف متعددة أخرى لتسهيل الارتباط الواجب تمكين التعامل به لفائدة أطراف مخوّلة لخدمة المجتمع بما يضمن تصريف العدالة بين الجميع ومحاسبة المقصرين مهما كانت العلل والأسباب بما يناسب الانضباط الرامي للاستقرار الاجتماعي الحقيقي .

الارتقاء يسمُو إن كان مسبوقاً بمراحل تأخُّرٍ وتقهقرٍ وانتكاس ، يسَعى مَن حقَّقَهُ تعويضَ ما ولَّى (مِن عهدٍ تربَّعَ وسطه الممكن  جعله المُضيِّع عن هدف مُشيد على منافع ذاتية ضيِّقة بتسَخَّيرَه كأعلَى نفوذٍ  سلطَوِيٍّ الفسادٍ الممنهجٍ المُتدرُّجٍ وفق نية غير سليمة في  هندسة عمليات مُخرٍّبة للدعامات التي لا بقاء لأي دولة بدونها كأساس،) للحفاظ على مداخل سبل مكتشَفَة من لدن حملة مسؤولية انتسابهم لوطن استشهدت الملايين من النساء والرجال لغاية تحريره من أسوَأَ احتلال فرنسي ألِفَ الاستحواذ على جل أوطان الإفريقيين بكل وسائل القوَّة وما يسبقها من مؤامرات وتحركات مشبوهة واختلاس . الجزائر لؤلؤة تتوسَّط عقد شمال إفريقيا ستُصبح دون مهرجانات دعائية غوغائية ولا طموحات تبَقَى حبيسةَ تخميناتٍ الواثبين بغير دراية لمسافة تفصل الفراغ عن ضفة الملء  المفيد المُنتظِر كل ذي عقل عاقل المعتمِد على مقوماته المادية بعد الروحية الفارضة التزود بالحلال المُحرِّم سخاء الضلال ، إذ لها برنامج تدخل بمقتضاه القارة السمراء بأساليب وإرادات جديدتين  شكلاً ومضموناً لمساعدتها الحقيقية على النهوض ما دامت عذراء لا زالت مستعصية على  طالب الزواج ممَّن يدفع مهرها ليستعيده أرباحاً مُضاعفة ، وهي أدرى ممّن يتوهمون أنها لا تدري لينشرون عنها ذاك الترابط المسخَّر سياسياً كمظهر القابل للتراجع في أي وقت جوهرياً ، عملاً بواقعية تصرُّف المُحتاج ريثما يستولي على ما يحتاج ، الجزائر خصَّصت مليار دولار لإنشاء ما ترغب إفريقيا نفسها انجازه وفق تنمية مصالحها غالباً في ميداني الصحة والتعليم ، وحتى تكون الجزائر فريبة من نقط جد حيوية فتحت خطوطاً بحرية لتصريف موادها الحاملة شارة “صُنع في الجزائر” واستقبال ما يرفع من المبادلات التجارية بينها ودول تختار التعامل بما يؤكد التضامن الحقيقي والمساندة الموجهة لنصر الحق المؤدي لمعايشة الأمن والاطمئنان والسلام ، كما عمدت لإنشاء خطوط جوية تتيح سرعة الوصول لمحطات افريقية مستعدة لعقد مشاركات تنموية ضامنة الولوج في متطلبات الألفية الثالثة وبخاصة ما تحتمه تحديات المنافسة الشريفة من شروط وأسباب أولها أهمية الاستثمارات الضخمة لتحقيق الضخم من المشاريع الحضارية المتحضرة حاضراً كتوطئة حميدة محمودة لمستقبل مُشرق ،  وليس الترقيع مهما كان المجال بالإبقاء المتكرِّر المحافظ على القشور دون التفكير في سلامة النواة ، وعبر روسيا والصين تحركت لمباشرة ما يلزم حتى تُعقَد في  شأنه اتفاقات  تفتح المجال لتنوع مثمر تجاري اقتصادي لا يعرقله بعد مسافة ولا يسمح لمعاودة انغلاق خدمة كان للانسياق خلف سياسة فرنسية كان لها في الجزائر على مستوى سامي من العملاء المتخصصين في مصِّ رحيق الاقتصاد الوطني بكيفية لا زالت تاركة علامات الاستفهام حول أناس مهما شبعوا بتجويع الشعب أعادوا الكرة  لإبقاء الجزائر مجرد هيكل لبقرة حليبها يتقاسمونه مع حبيبتهم وحاميتهم فرنسا ، وإذا كانت السلطات الجزائرية الحالية قد استرجعت داخلياً ما يُقارب الثلاثين مليار دولار المنهوبة كانت من طرف هؤلاء ، فهي ماضية في حوارها القانوني مع دول خارجية لاسترداد كل المبالغ المحولة لمصارفها المهربة من طرف من حسبوا أنفسهم أنهم أقوى بتركهم الوطن الجزائري ضعيفا ، متجاهلين أن الجرائر دولة وشعب لها من الصَّبر الذكي ما يجعلها منتصرة في الأخير ، قادرة على بناء ما هُدّم ، وترميم كل أصيل مُهم ، و وفتح  كل طريق مستقيم ،  واستعادة ما ضاع منها أثناء ظرف عقيم ، وما هي إلا مرحلة قصيرة والجزائر منارة عرفان ، ومنبع خير على امتداد الآتي  من الزمان . 

ثقافة شَحنِ العُقولِ بحقائق معكوسة صَحَّحَ الزمان مضامينها لتبدو متذبذبة لا تَقْوَى على الوقوف متصدِّية تلك المبنية على حقائق حقيقية ، تجعل منها ثقافة المرحلة الآنية ، والجزائر وسطها عازمة على بناء تكتُّل إعلامي متمكِّن من حرفة التبليغ المُؤثِّرِ عن حقٍ في الرأي العام الدولي بعد الوطني ، قد يكون على شكل “نقابة” تخاطب الدولة لتحقيق توازن بين المطلوب المادي والتكيُّف مع الإبداع الفكري لتحريك الايجابي المُوجَّه لكسب ثقة المُتَلَقِي الأجنبي ثانياً والوطني أولاً ، نقابة بمفهومٍ جزائري ذي القاعدة التحَرُّرية الرافعة شعار “المهم في الفهم لتتأتَى  مصداقية الأحكام ” ، ثم الابتعاد ما أمكن عن تكرار أن “كل شيء على أحسن ما يرام” ،  ما دامت العاطفة خصم لإعلام نزيه ، والسباحة فيه عكس التيار ، لمُجرَّدِ إرضاء الآخَر ، يجعل منه غير مناسبٍ لجزائر جديدة رفعت مشعال الصراحة في الأقوال ، والوضوح في الأعمال ، استدراكاً لحُسْنِ مآل .

… هناك اتفاق معنون بما يحتاج لوقفة تأمل في دولة جزائرية استطاعت أن تنال ثقة روسيا الاتحادية وتبرم معها الشراكة الإستراتيجية المعمَّقة ، تفاصيلها مستعصية على العاديين ، مقلقة تكون لمن أجهزتها المخابراتية تستعد بكيفية استثنائية لملاحقة التفاصيل المجزأة ظهورها على ظروف متقاربة أو متباعدة التوقيت لتمنح الدليل أن عصر التقارب الند للند إتباعاً لمواقع جغرافية معيَّنة ، ذات أهمية بالنسبة لمن ستسود مستقبلاً  كأداة للتواصل الأسرع من سرعة التخلص من الغلاف الجوِّ الأرضي إلى رحابة الفضاء ، بما يعني أن سلاحاً غير مسبوق سيكون من حق الجزائر امتلاكه لمقارنة تنفيذ برامجها الإصلاحية الكبرى بقوة حريصة على استعدادها المطلق للدفاع عن نفسها مادام الغرب وأمريكا في المقدمة ،  لن يغفر للجزائر كسر الحصار التجاري الموجَّه ضد روسيا عقاباً لاجتياحها أوكرانيا ، ولو كان الغرب ومعه الولايات المتحدة الأمريكية (في عهد جو بيدن) يفهم العقلية الجزائرية لابتعد عمَّا تراه اختياراً تتحدى به العالم لتمسُّكها عن قناعة وليس إتباعا لسياسات ظرفية ، أنها دولة حرة لا تُقاس حريتها بالتنقُّل من موقع إلى آخر ، وذاك سر استمرارها مُهابة الجانب .

… أعمال في مستوى قطع المراحل بسرعة تتخلَّلها ما يفيد تغيير العقلية ليتم التكيف مع المُدْرَك انجازه بسلاسة تؤدي لمسك المواطن الجزائري خيوط مستقبله وهو أحسن بكثير ممَّا كان عليه خلال عقد مرّ والمآسي تتعاظم حياله ولا يستطيع سوى المثول مهما كان المطلوب حتى لا يُحرَق بنار انتقام مسببيها أو يحيا في منأى عن الهوية الجزائرية فاقد الكرامة ومعها كل حقوق المواطنة في بلد من أغنى بلاد الكرة الأرضية . أعمالُ تُصنِّع ما لم يكن مُصنَّعاً ، وتُشيِّد ما يكون به المحتاج قانعا ، وما يرخِّص للمورد الحلال وللحرام منه مانعاً ، وما يجعل مُعوِزَ الأمس لرأسه بما امتلكه اليوم رافعاً . هناك منحة مالية تخص العاطلين ريثما تفسح الدولة المجال لاستيعابهم مادامت مقبلة على إنصاف طبقة محرومة ظلت عن تدبير مشكوك تتقاذفها إجراءات لا يخشى روادها عقاب الدنيا قبل الآخرة .

الخاسرة الكبرى في استرجاع الجزائر قيمة تحررها من التبعية بالكامل فرنسا وخدامها الأوفياء ، فأرادت التقرُّب من المغرب لتعويض مكانة بأخرى تابعة مَنْ حسبوا أنفسهم من الأذكياء ، يقفزون على حبال الظروف المواتية لينسجموا مع الرابحين دخرَّتهم الخارجة مِن سيطرتها على الجزائر ردحاً لا يُستهان به لتقذف بصنارتها عساها تصطاد في  “الرباط” ثقة النظام العالمة كما تدعي بخباياه ومنها حاجته لتأمين ما يملكه فوق أرضها على تنوُّع قيمته بطول أصفار يجرها الرقم الصحيح من ورائه جرا لا يقدر على عرقلته أحد لحصانة لا يُمسُّ ثقل نفوذها حتى رئيس الجمهورية الفرنسية نفسه ، إذ تمة اتفاقات سيادية متبادلة من الصعب التفكير في طرح مضامينها على الملأ تتجاوز السياسة الرسمية المطبقة في كلتا البلدين ، الظاهر منها تسوس الضعفاء أما الأقوياء فلهم سياسة الظل يمرحون بها كما شاءت مصالحهم الخالية من تأثيرات العواطف البشرية ، فلا ديمقراطية يصغون لشعاراتها ، ولا قوانين يلتزمون بتطبيقها ، ولا إخلاص لقيم نبيلة يأخذون بصفاء أحقِّيتها ، فقط هذا لكَ وذاكَ لِي وتِيكَ لتوزيعها على المقرَّبين وإذا بقي من المجموع بقيةَّ يتنافس على أخذها المتنافسون المنضوون تحت لواء الحكومات المنتخَبة ممَّن خاب ظنهم ومِن زمان ، في مثل الأحوال الدائرة مع دوامة لا تكف عن الدوران ووسطها اليائس والحالم والصبور و الجائع والمظلوم و المضحوك عليه والمحروم والمحبوس في الهواء الطلق والمُصفِّق عسى منظره للآخرين يليق .

… الجزائر اكتسبت على امتداد تجربتها مع الفساد والمفسدين ما يجعلها كفيلة بوضع اليد على بؤر متخصصة في زرع فيروس التشكيك بخلق عرقلة تبدأ طفيفة لتتضخَّم مع حِيَلِ التَّطبيق ، الغرض منها الإبقاء على الفساد والمفسدين ،  الجزائر اليوم كفيلة بطمس تلك البؤر بما وضعته من برنامج لا يترك فراغاً إلا وملأه مشاريع تستوعب العاطلين عن العمل ، ثم تفك به العزلة عن مناطق شهدت ما شهدته من حيف و إقصاء بسبب قلة المواصلات ، مِن هذه المشاريع والكبرى ترميم أو إصلاح أو فتح خطوط جديدة لشبكة السكك الحديدية  ، مثال ذلك ربط “تندوف” بالعاصمة “الجزائر”، فالشروع بالاهتمام المُؤكَّد لقطاع السياحة بكل ما تتطلب مرافقها من تجهيزات وطرق سيارة وتكوين ينهي الحاجة الماسة لمرشدين سياحيين على دراية تامة بتاريخ وجغرافية بلدهم الجزائر ، يتحدثون بكل اللغات الحية  ، ولهم الموهبة لنقل ما ترمز إليه بعض المعالم التراثية لعقلية الوافدين من أقطار شتى ، وفي هذا الصدد للجزائر أرضية مهيأة للنجاح في هذا التخصص المطل على التواصل الحضاري مع محبي الجزائر عبر العالم .

لاَ ولَنْ نمدح أو نُحاكم أحداً على الإطلاق ، فقط نُعبِّر عن ارتياحنا والجزائر تستبدل جلبابها المرقَّع كان بآخر جديد لبسته قبل الانطلاق ، قماشه منسوج بعزة ومفصَّل قياسه بكرامة يرمز للثراء وليس الإملاق ، فريد من نوعه لا وجود لشبيهه مهما كانت الدول – الأسواق ، عارضة للمنجزات وأصناف عالمية من الأرزاق ، جلباب تلائمه عمامة  مطرَّزة بماضي كفاح يجلب لذِكْراه الراغبين قي تحرير بلدانهم بما تركه للأمجاد خَلاق ، ماضي لم يستطع الاحتلال الفرنسي لمدة قرن أن يُلوّثَ أصالته إذ بقي على عهده وقهر المحتل حيث ساقه الانزلاق ، في جرم صنيعه مجرور من قفاه لحجرة الاستنطاق ، في ضيافة التاريخ الإنساني المتحدث بالكلمات المقروءة بكل لعات العالم عن ملحمة الجزائر الخالدة التي أودت بحياة المليون ونصف المليون من الشهداء الأبرار مُحقِّقة معجزة الاستقلال ، بعدما كانت فرنسا قد ضمتها ولاية تابعة لباريس كإجراء دائم يدخل في إطار سيادة ترابية ليس لأحد القدرة على تغييرها .

… تمنينا أن تكون الجزائر دولة  جاعلة من إفريقيا عالماَ مستقلاً فارضاً قيمه القيِّمة كقوة اقتصادية ، كل دولة داخله لها ما يربو عن حاجاتها لضمان حرية أخذ قرارها ونبذها بلا هوادة أي شكل من أشكال التبعيّةَ غير المتكافئة  ، تلك المتورطة تكون دوماً لخدمة ظالم يسعى لتوسيع ظلمه فيتوسط للهيمنة والاستغلال وحصاد المزرؤع من طرف سواه بلا تعب أو عناء . مهيَّأة الآن لملء مكانتها بالحُسنَى والسياسة المدروسة المانحة كل ذي حق حقه بغير ميل لعصبية أو تزكية خطأ مُرتكب ممَّن كلفوا الجزائر ما لا يُطاق ، سياسة واضعة صوب مواقفها طموحات الأطراف الأخرى المشروعة للتقدم والازدهار ، إذ الإنسان هو الإنسان ، فوق الضروريات إن استطاع شرعاً وقانوناً إدراكه على الصعيد الدولي وجد من يسانده ولو بالكلمة الطيبة كأضعف الإيمان ، مُبعداً الحسد من قاموس اندفاعه ليتفرَّد ، ودون أن يشعر يجد نفسه صرف ما كان الأجدر صرفه على مصالح من يشاركوه الوطن وهم بالملايين .

… المؤشر واضح أمامنا ينبِّه بحصول تغيير جذري والرئيس الجزائري يخاطب رئيس روسيا الاتحادية وجهاً لوجه وحرفياً بقوله : “علينا بِعَدَمِ مزج التجارة بالسياسة ” قد تكون في المواد الضرورية لاستمرار الحياة في وقت قد تصل فيه السياسة لنزع سبل ومقومات نفس الحياة ، طبعاً لبّ الكلام موجه للولايات المتحدة الأمريكية الفارضة حصاراً على روسيا بما يطال بيع الحبوب ، لكن عمومية الفهم ولجت عقول سكان المعمور ، لتُستقبل مثل القناعة برَصْدٍ جديٍّ واسع الاهتمام لتصرُّف الدولة الجزائرية في هذا الصدد ، الرئيس بوتين لم يفوِّت الفرصة دون إعلان موافقة روسيا الاتحادية  على تحمل الجزائر وساطة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية ، وفي العملية تلميح لَطِيف لتحالف له أبعاده ، يربط الجزائر بروسيا الاتحادية بدرجة تقلق حكام البيت الأبيض وتصعِّد من وتيرة البحث السريّ عن مشاكل تسلطها على هذه الدولة الإفريقية التي لا يهمها الضغط الأمريكي حينما يتعلق الأمر بسيادة أي دولة تحترم نفسها وتشق طريقها بكيفية سليمة .

الشجاعة تقتضي التفكير في الأقصى قبل إقحام ما تتضمنه من جرأة البدء مهما كان التحدي غير مشبع بالكافي من المعلومات المفروض الحصول عليها كأنجع سلاح ، وهذا ما ذهبت إليه الجزائر الجديدة بمقتضى تخطيطات مجزأة على مراحل أولها إعادة ثقة الشعب بمن يتدبرون أمره ، ثانيها توزيع مستحقات مالية لضمان توفير القدرة الشرائية بصفة عامة وثالثتها الوقوف على إمكانيات المسؤولين السامين في التأثير المباشر لضبط مناصري الجزائر خارج الحدود ليكون التعاون فيما بينها نابع عن تقارب في التوجهات التي تصب في جعل الشعوب الحاكمة الفعلية للأوطان وليس “قلة” من المحظوظين يستغلون مناصبهم المتقدمة لإحكام وجودهم ككلمة أخيرة تمنع أو ترخص ، للأسف تُرِكَت الدولة الجزائرية لفراغ من أي قيادة في مستوى تدبير الشأن العام وتوفير ما من شأنه الحفاظ ولو في الأدنى على ما يُقدِّم ويُطوِّر ويتناسب مع تغيُّر الأحوال الدولية وفق متطلبات مفروضة على كل ناشد الاستمرارية بدل التوقف فالجمود ، بدايته انتهاء عهد الراحل الهواري بومدين الذي كان بمثابة الميلاد الأول لجزائر حرة مستقلة وكان لي الشرف في إطار تخصصي المشاركة في دعم جانب من جوانبها كما استرجع الآونة  ما تضمنه المسلسل الذي الفته لفائدة الإذاعة والتلفزة الجزائرية بحكم عملي فيها كمنتج ، تحت عنوان “السنبلة الحمراء ” ، وأنا أقرا ما جاءت به حلقاته أتذكر هؤلاء العظماء وقد جمعنا حب الجزائر والتفاني في إبراز محاسنها ،   ومنهم عبد الرحمان شريط وكاتب ياسين والشيخ الدحاوي وأحمد بلعواد والتونسي الكيتاري والسوري تيسير عقله والقائمة طويلة ، ونهاية ذاك الفراغ ما تحياه الجزائر حاليا من ميلاد ثاني يُرجى منه تحقيق ما يطمح اليه الشعب الجزائري العظيم من مكانة مشرفة أولها في إفريقيا وبعدها في العالم .

   مصطفى مُنِيغْ

سفير السَّلام العالمي

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/99708/feed/ 0
 الفجوة بين الأجيال https://www.adenobserver.com/read-news/99667/ https://www.adenobserver.com/read-news/99667/#respond Sat, 09 Mar 2024 20:30:33 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=99667                    يحدث التصادم والاختلاف بالآراء بين الأجيال بسبب  معدل التغيير المتسارع في المجتمعالتصادم الاجتماعي بين الآباء والأبناء مشكلة في معظم المجتمعات،والأبناء غاضبون من آبائهم و الآباء غاضبون من أبنائهم ،الأبناء يتهمون الأهل بأنهم متأخرون عن ايقاع العصر ويصفونهم بالمتزمتين والمتشددين،بينما الآباء يتهمون الأبناء بأنهم لا يحترمون القيم، ولا العادات ولا التقاليد ،يعيش أبناء القرن الحادي والعشرين في المجتمع يختلف عن الواقع الذي عرفه آباؤهم وأجدادهم، وهذا الاختلاف في الواقع اليومي يخلق نوعاً من الهوه بين الأجيال                   نجد أن بعد التحولات التي طرأت على المجتمعات خلال هذه الفتره الحاليه،من تطور تكنولوجي وإعلامي ، أدى كبير إلى تصادم بين الجيلين أي جيل الآباء وجيل الأبناء،زاد من تعمق الهوة بين جيل محافظ متمسك بثقافته و عاداته وتقاليده القديمة، وبين جيل نشأ في ظروف حياتية مختلفةعن الأجيال السابقه والتواصل بين الأفراد من خلال شبكات النت،وكثرة الأسفارأغلب الآباء يكون محافظاً ومتمسكاً بالجذور والقيم القديمة التي نشأ عليها،تواجه العديد من الأفراد من الأجيال الأكبر سنا في العديد من الأماكن،تواجه صعوبة كبيره في مواكبة التقنيات الحديثة التي تعتاد عليها جيل الألفية، بسبب الفجوات بين الأجيالمثلا كان الشخص في الماضي يقضي وقته في قراءة الصحف والمجلات والكتبحاليا الشباب تقضي أوقاتها في المنزل وحتى خارج المنزل في التنقل بين وسائل التواصل الاجتماعي المختلفه لايجني سوى الثرثره وان قرأ معلومه يقرأها بصوره باهتهلكن تفوقت الأجيال الحاليه عن جيل الأباء والأجداد في استخدام التكنولوجيا،مثلا نرى الطفل وهو يشرح للبالغ من الأباء أو الأجداد، كيفية استخدام الموبايل والكمبيوتر،ينتابه الغرور الذي يدمره بدرجه أن لايستمع لنصائح الكباريظن الشاب ويملأ الغرور الطفل أنه الأكثر معرفه وخبره ودرايه في الحياه من الأجيال السابقه ،مما يجعله لايستمع لنصائح الكبار كما يجبلكن لو كل أسره أخذت تُنمي العلم والمعارف والسلوك الحسن من المهد حتى سن الخمسه عشر سنه،ينشأ الشاب على احترام الآخر على النجاح والتقدم في حياته،لكن لو تخطى العشر سنوات بدون مراعاه الأسره له ،صعب يُلجم من الخطأ بعد ذلك وينتابه الغرور الذي يُدمره،وتُزرع أمور البلطجه في روحه ودمه زيعامل الكبار بعدم اكتراث،ولا يعطي لأحد أهميه،نتيجة الفوضى والاهمال في تربيته من الصغر،يضيع في الحياه ويُصبح طريد العدالهوالتقدم التكنولوجي ليس فيه عيب أو خطأ طالما يقدم من خلاله شىء لا يغضب الله

                  هانم داود

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/99667/feed/ 0
الترابط بين علم النفس والأدب والتاريخ https://www.adenobserver.com/read-news/99627/ https://www.adenobserver.com/read-news/99627/#respond Fri, 08 Mar 2024 20:41:06 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=99627  

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

 

     إنَّ عِلْمَ النَّفْسِ قائمٌ على تَحليلِ العَالَمِ الداخلي للإنسان ، وإرجاعِ حياته الباطنية إلى عناصرها البِدائية الأوَّلِيَّة ، وربطِ السلوكِ اليَومي بتأثيراتِ العقلِ وإفرازاتِ الشخصيةِ وأساليبِ التفكيرِ ، مِن أجْلِ فَهْمِ وُجودِ الإنسان كَكَائن حَي وحُر ، والتَّحَكُّمِ بِمَسَارِه ، والتَّنَبُّؤ بِمَصِيرِه . وكُلُّ إنسان لَدَيه حَيَوَات كثيرة وشخصيات مُتعددة ، وَوَحْدَها اللغةُ هي القادرةُ على وَضْعِ الخُطوطِ الفاصلةِ بَين حَيَوَاتِ الإنسانِ ، وتَحديدِ نِقَاطِ الاتصالِ والانفصالِ بَيْنَ شخصياته . وهذا لَيس غريبًا ، فاللغةُ هي الطاقةُ الرمزيةُ التي تَجْمَع بَين السُّلوكِ والشُّعورِ في إطار التَّسَلْسُلِ الفِكري المَنطِقي .

     واللغةُ لا تَتَجَسَّد حُلْمًا وواقعًا إلا في الأدب ، باعتباره الشكل الإبداعي المُعَبِّر عَن عواطف الإنسان ، والتَّعبير الفَنِّي المُظْهِر لأفكارِه وهَوَاجِسِه ، كما أنَّ اللغة لا تَتَشَكَّل كِيَانًا وكَينونةً إلا في التاريخ ، باعتباره الوِعاء الوُجودي للتُّرَاثِ الثقافي ، والتأويل العقلاني للفِعْلِ الاجتماعي المُتَدَفِّق في الزمانِ والمكانِ . وهكذا تُصبح اللغةُ مِحْوَرَ التَّوَازُنِ بَيْنَ الغريزةِ الفِطْرِيَّةِ والإرادةِ الحُرَّة ، ونُقْطَةَ الالتقاءِ بَيْنَ الرُّوحِ والمَادَّةِ .

     وعِلْمُ النَّفْسِ على ارتباط وثيق بالأدبِ والتاريخِ _ تأثُّرًا وتأثيرًا _ ، باعتبارهما مِن أهَمِّ العُلومِ الإنسانية التي تَهدِف إلى تَجذيرِ مَعرفةِ الإنسانِ بِوُجوده ، وتحليلِ عَلاقته بالكائناتِ الحَيَّةِ والأنظمةِ الاجتماعيةِ وعَناصرِ الطبيعة .

     ومِن أبرزِ الأمثلةِ على تأثير الأدبِ في عِلْمِ النَّفْسِ ، رِوايةُ ” لوليتا ” ( 1955 ) ، للروائي الروسي الأمريكي فلاديمير نابوكوف (1899 _ 1977 )، وقد تَمَّ تَحويلُها إلى فِيلم سينمائي صدر في سنة 1962 ، مِن إخراج الأمريكي ستانلي كوبريك ( 1928 _ 1999 ) الذي يَعتبره الكثيرون واحدًا مِن أعظم صُنَّاع الأفلام في التاريخ .

     أبرزت الروايةُ مَواضيع مُثيرة للجدل ، ومُنِعَتْ في الكثير مِن البُلْدَان بوصفها تتناول حالةً مُخالِفة للقانون ، وسُلوكًا يُعْتَبَر تَحَرُّشًا جِنسيًّا بالأطفال ، فبطلُ الرواية ” هَمْبِرْت هَمْبِرْت ” هو أستاذ أدب في مُنتصف العُمر ، مريض بشهوة المُراهقين ، يَرتبط بعلاقة جنسية معَ الفتاة دولوريس هيز ذات الاثنَي عشر عامًا ، بعد أن أصبحَ زَوْجًا لأُمِّهَا ، و ” لوليتا ” هو لقب دولوريس الخاص .

     يعتمد أسلوب المؤلف في هذه الرواية على السَّرْد الذاتي ، حيث يقوم ” همبرت همبرت ” بسرد قِصَّته معَ دولوريس مِن جانب واحد ، كاشفًا عن مشاعره الذاتية وأحاسيسه الشخصية ، مُحَاوِلًا كسب تعاطف القارئ ، وهذه العلاقة المتوترة تنتهي بشكل مأساوي . وقَد قَدَّمَت الروايةُ تحليلًا نَفْسِيًّا للهَوَسِ الجِنسي بالصغيرات     ( البيدوفيليا ) .

     صارتْ ” عُقْدَة لوليتا ” ( عُقْدَة الحِرمان الكبير ) مِن أشهر العُقَد النَّفْسِيَّة بَين المُراهِقَات ، وهي وُقوع الفتاة في حُب رَجُل يَكْبُرها بِضِعْفِ عُمرها على الأقل، أوْ في عُمر أبيها ، لَيْسَ هذا فقط ، بَلْ إنَّها كذلك تُحاول لَفْتَ نَظَرِه وَجَذْبَ انتباهِه بِكُلِّ مَا تَملِكه مِن قُدرة على فِعْل ذلك . وغالبًا مَا يَكُون السببُ وراء ذلك هُوَ حِرمانها مِن والدها في الطفولةِ ، أوْ فِقْدَانها لاهتمامه . وبما أنَّها لَمْ تَجِد الاهتمامَ داخل البَيْت ، فإنَّها تَبحَث عَنه خارج البَيْت . وهذا دائمًا يَرجِع إلى أسباب نَفْسِيَّة عِند الفتاة أوْ أسباب اجتماعية تَتَعَلَّق بالمَادَّة . والجديرُ بالذِّكْر أنَّ مَلْءَ الفراغ العاطفي يَبدأ مِن داخل الإنسان .

     ومِن أبرز الأمثلةِ على تأثير عِلْمِ النَّفْسِ في التاريخِ ، نظريةُ التَّحَدِّي والاستجابةِ ، التي وضعها المُؤرِّخ البريطاني أرنولد توينبي (1889_ 1975 )، وهو مِن أشهر المُؤرِّخين في القرن العشرين، ويُعْتَبَر أهَمَّ مُؤرِّخ بحث في مسألة الحضارات بشكل مُفصَّل وشامل .

     ويُفَسِّر توينبي نُشُوءَ الحَضارات الأُولَى ، أوْ كما يُسَمِّيها الحضارات المُنقطعة ، مِن خلال نظريته الشهيرة الخاصة بـ ” التَّحَدِّي والاستجابة ” ، التي يَعترف بأنَّه اسْتَلْهَمَهَا من عِلْمِ النَّفْسِ السُّلُوكي ، وعلى وَجه الخُصُوص مِن عَالِم النَّفْس السويسري كارل يونغ ( 1875 _ 1961 ) مُؤسِّس عِلْم النَّفْس التَّحليلي ، الذي يَقُول إنَّ الفَرْدَ الذي يَتعرَّض لصدمة قَد يفقد توازنه لفترة ما، ثُمَّ قَد يستجيب لها بنوعين من الاستجابة :

     أ _ استجابة سلبية : تَتَمَثَّل في النُّكُوصِ والرُّجُوعِ إلى الماضي والتَّمَسُّك به ، ومُحاولة استرجاعه واستعادته تعويضًا عن واقعه المُرِّ في مُحاولة يائسة ، فَيُصبح الفردُ مُتَوَحِّدًا انعزاليًّا انطوائيًّا .

     ب _ استبجابة إيجابية : تَتَمَثَّل في تَحَدِّي الواقع والاعتراف بالصدمة ومُحاولة التَّغَلُّب عليها ، فَيُصبح الفردُ مَرِنًا تفاعليًّا انبساطيًّا .

     إنَّ ” التَّحَدِّي والاستجابة ” نظرية في التاريخ، اقْتَبَسَهَا توينبي مِن عِلْمِ النَّفْسِ السُّلُوكي ( العِلْم الذي يَدرس العلاقةَ بين العقلِ والسُّلُوكِ مِن أجْلِ اكتشافِ أنماطِ السُّلُوكِ وخَصائصِ الأفعالِ ) ، وقامَ بتطبيقها على الأُمَمِ والحضاراتِ ، فالأُمَمُ حِين تَتَعَرَّض للمخاطرِ العظيمةِ والأزماتِ الشديدة، وتَكُون هي الحَلْقَةَ الأضعف ، ويَكُون تَوَازُن القُوى في غَيْرِ مَصلحتها ، فإنَّها تَعُود إلى تُراثِها الحضاري ، وذاكرتها المَاضَوِيَّة ، في مُحاولة لاستجماعِ قُوَّتها ، واستنهاضِ قُدرتها على مُواجهة التَّحَدِّي ، فالتاريخُ لا يُمكِن استرجاعُه إلا بشكل تَمَاثُلِي أوْ تَشَابُهِي ، ولا يُمكِن استعادته إلا كَمَأسَاةٍ أوْ مَلْهَاةٍ .

     والحضارات _ حَسَب نظرية توينبي _ تَصْعَد أوْ تَسْقُط على قَدْرِ استجابتها للتحدياتِ والأزماتِ التي تُواجهها، فإمَّا أن تَنكمش على ذاتها ، وتَتَقَوْقَع على نَفْسِها ، وتَنسحب مِن الحياة، وتَرْجِع إلى الوراء ، وإمَّا أن تَتَحَدَّى الواقعَ بالإبداعِ والابتكارِ في مُحاولة مِنها لتجاوزه ، وصناعة واقع جديد مُنَاسِب لِمُتَطَلَّبَاتِ العَصْرِ ومُقتضياته .

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/99627/feed/ 0
حكومة اجترار فشل جديدة في باكستان https://www.adenobserver.com/read-news/99599/ https://www.adenobserver.com/read-news/99599/#respond Tue, 05 Mar 2024 16:10:48 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=99599 سيد أمين :

بعد إعادة انتخاب البرلمان الباكستاني رئيس الحكومة المؤقتة السابق شهباز شريف رئيسًا لوزراء البلاد، بدا شكليًا أن الأزمة التي خلفتها نتائج الانتخابات العامة التي جرت في البلاد فبراير/شباط الماضي قد انتهت، لكن الواقع يؤكد عكس ذلك ويشي بأنها ستتطور وتتفاقم، وما حدث أنها فقط اتخذت شكلًا جديدًا يتمثل في فشل ذريع وانقسامات حادة ستلاحق جميع قرارات البرلمان وحكومته الجديدة، وستزيد من حنق المجتمع على النخب الحاكمة.

فالذين تحالفوا وتكتلوا من أجل الحيلولة دون تشكيل عمر أيوب مرشح حزب الاتحاد الذي انتسب إليه مرشحو حركة الإنصاف المستقلين للحكومة، تجمع بينهم الكثير من التناقضات التي تجعل استمرار تحالفهم مهددًا بالانهيار في أي لحظة، ومع أي احتكاك بأقرب نقاط التماس.

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/99599/feed/ 0
الممر الآمن كلمة يراد بها التهجير ومحو الوجود الفلسطيني https://www.adenobserver.com/read-news/99553/ https://www.adenobserver.com/read-news/99553/#respond Sun, 03 Mar 2024 18:18:30 +0000 https://www.adenobserver.com/?p=99553

الممر الآمن كلمة يراد بها التهجير ومحو الوجود الفلسطيني

طلال أبوغزاله

لا يُنظر إلى فكرة “الممر الآمن” على أنها لفتة للمساعدة الإنسانية أو التسهيلات، بل كآلية لإدامة الظلم ومحو الوجود الفلسطيني من وطنه، وكجزء من جهد منهجي خبيث لتفتيت الأراضي الفلسطينية والسيطرة عليها، بما يزيد من ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم كافة.

إن فكرة أن النزوح والدمار والقتل يمكن اعتبارها مقبولة عندما يتم تغطيتها بلغة الإنسانية والقانون الدولي تتحدى المفاهيم التقليدية للحرب والعدالة وهذا نفاق متأصل في التعاطي مع القضية الفلسطينية، حيث تتلاعب الدول الكبرى بالأطر القانونية والخطاب لتبرير أفعالها، بغض النظر عن التكلفة البشرية.

وفي ضوء السياق المقدم، يبدو أن دعوة الرئيس الامريكي جو بايدن لإنشاء ممر آمن قبل أي عملية عسكرية في رفح قد تساعد بالفعل في تسهيل عملية التهجير، وفيه اعتراف ضمني بأن القوة النارية والتدميرية ستكون أقوى مما قامت به قوات الاحتلال في الشمال والوسط،

كذلك فإن تأكيدات الرئيس بايدن لنتنياهو بأن الهدف المشترك المتمثل في هزيمة حماس وضمان الأمن على المدى الطويل لإسرائيل يظل أولوية متبادلة يؤكد الشراكة المستمرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهنا لا بد من لفت الانتباه إلى قرارات محكمة العدل الدولية باعتبارها آلية مهمة لمحاسبة الدول على دعمها للأعمال الإسرائيلية، إذ أن أحكام محكمة العدل الدولية أداة حيوية لضمان مساءلة المتورطين في أعمال قد تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان أو الفظائع.

وفي التطورات الأخيرة، حصلت إسرائيل على موافقة مشروطة من كل من الولايات المتحدة على عمليتها العسكرية المخطط لها، وشددت الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، على أهمية فرض قيود على العملية، ودعت إلى وضع حد زمني محدد ونطاق جغرافي محدد بعناية، ويهدف هذا النهج الاستراتيجي إلى منع تكرار الجرائم التي أثارت استنكارا وإدانة دولية.

 ويعكس الموقف الأمريكي حساسية تجاه التداعيات المحتملة للعمليات العسكرية، خاصة في ظل الصور المثيرة للقلق التي يتم تداولها على منصات الإعلام، فهناك قلق واضح داخل الدوائر الأمريكية حول تأثير مثل هذه الصور على الرأي العام، خاصة بعد الأحكام الأخيرة التي أصدرتها المحكمة الدولية. وعلى الرغم من هذه المخاوف، فإن موقف واشنطن لا يعارض هجوم رفح بشكل صريح، بل يركز بدلاً من ذلك على ضمان تنفيذ أي عمل عسكري ضمن معايير تقلل من التداعيات الإنسانية وتخفف من خطر المزيد من التصعيد.

وفي الوقت نفسه، فإن أهداف إسرائيل في العملية تتجاوز مجرد المشاركة العسكرية، مع التركيز بشكل أساسي على تعزيز الحصار على قطاع غزة، وهذا يعكس الأهداف الإستراتيجية الأوسع لإسرائيل المتمثلة في فرض سيطرتها على القطاع.

وأقول في الختام إن الممر الآمن جريمة تذكرنا بالصدمات والمظالم المستمرة التي لا تزال تحدد معالم الظلم الذي يمارس على الفلسطينيين.

ويذكرني هذا بما قاله احد المسؤولين الغربيين: اقتلوهم ولكن دون عنف وأميتوهم جوعا ولكن بحنان ودمروا كل ما هو لهم لحماية مستقبلهم من المتطرفين فيهم.

]]>
https://www.adenobserver.com/read-news/99553/feed/ 0