كتاب عدن

حقيقة ثابتة وموقف مستقل وصريح للانتقالي بشأن قضية الجنوب

 

حقيقة ثابتة وموقف مستقل وصريح للانتقالي بشأن قضية الجنوب
/ صالح شائف 
دون أدنى شك بأن لكل خطوة متقدمة يخطوها المجلس الانتقالي الجنوبي نحو الهدف؛ وتشكل في مغزاها تحولاً نوعياً في مضمونها الوطني؛ وعلى صعيد المسار السياسي العام للجنوب؛ لن تكون مكتملة وخالية من أي عيوب حتى وإن كانت صغيرة؛ أو لا تحمل قدراً معيناً من القصور في هذه الخطوة أو تلك؛ وبالمنطق لن تكون مقنعة لكل الناس؛ وربما حصل بهذا القدر أو ذاك نوع من سوء التقدير لموازين القوى مع الأطراف الأخرى؛ ولدرجة لؤمها وخططها وما تضمره من عداء للجنوب في أجنداتها.
ناهيك عن تعقيدات الأوضاع ودرجة تشابكها داخلياً وخارجياً؛ إلى درجة تكاد تكون عصية على الفصل في بعض جوانبها المؤثرة على مسار الأحداث والتطورات على صعيد المشهد السياسي العام في ( معسكر الشرعية )؛ وإن كان ذلك بشكل أقل وأخف على الجنوب الذي تتمع قياداته بمساحة واسعة من حرية الحركة والتحرك المستقل على الأرض وبأكثر من إتجاه.
ويتجسد ذلك عملياً بإتخاذ القرارات الداخلية المناسبة والمنسجمة مع رؤيتها لحل قضية شعب الجنوب الوطنية؛ قياساً لما هو متاح ( للشرعية ) التي تكاد تكون مع الأسف الشديد فاقدة لقرارها الوطني المستقل في كثير من القضايا ذات الطابع ( السيادي )؛ وفوق ما قد يتصوره البعض والشواهد حاضرة وكثيرة.
وفي ضوء ذلك ستواجه خطوات الانتقالي على أهميتها وطنياً وتاريخياً؛ بعض التعقيدات والمصاعب العملية؛ وتأويلات وردود أفعال وتقييمات مختلفة؛ وما ينتج عن ذلك من قلق مشروع؛ بسبب عدم الوضوح الكافي الذي قد تفرضه قواعد السرية في مركز القرار القيادي للمجلس؛ أو بسبب بعض أوجه الغموض الذي قد تحمله أساساً مثل هذه الخطوات؛ لإرتباطها بجهات وأطراف أخرى ولا تحتمل الكشف عنها؛ مما يجعل التفسيرات والتأويلات حولها تتباين وبأكثر من إتجاه ولأكثر من قصد.
وبغض النظر عن حجم التأثير المباشر والمنظور؛ ودرجة التفاعل الوطني معها سلباً وإيجاباً؛ إلا أنها تمثل نجاحات ملموسة حتى وإن كانت بشكل متدرج نحو تحقيق الهدف الوطني الكبير لشعبنا؛ ففي تتابع الخطوات وثباتها وإتساعها شيئاً فشيئا؛ تمثل تراكماً مهماً وضرورياً لنجاح الخطوات التالية؛ ويمهد كل ذلك الأرضية اللازمة والمناسبة سياسياً ووطنياً؛ أكان على الصعيد الداخلي أو الخارجي كذلك؛ وبما يضمن التقدم اللاحق الأكبر شمولاً والأبعد عمقاً وتأثيراً؛ والذي به تكتمل حلقات اللحظة الحاسمة والمناسبة وفي الوقت الصحيح والمناسب لإتخاذ القرار المصيري الجنوبي الحاسم.
لذلك فإنه لا غرابة في مثل هذه الظروف أن يحصل اللغط وترتفع بعض الأصوات التي تعبر عن عدم رضاها أو حتى معارضتها؛ وقد تصل عند البعض للإدانة ( لكل ) ما قام ويقوم به المجلس الانتقالي الجنوبي ( ماج )؛ وبدوافع وخلفيات وأسباب متعددة ومختلفة؛ فإما رغبة من البعض بالحسم السريع ورفض الإنتظار؛ وهذا أمر مفهوم ومبرر إلى حد كبير ويمكن معالجته بالمزيد من الإيضاح عن طبيعة وتعقيدات المرحلة الانتقالية المؤقتة؛ والمحكومة أيضاً بقواعد تحالف الضرورة المؤقت.
 وهو الأمر الذي فرض على الجنوبيين ولم يكن خيارهم؛ وهناك من أدان وسيدين ويستهجن ذلك وبأهداف سياسية ليس فيها أي قدر من الحرص على الجنوب وقضيته؛ بل العكس من ذلك تماماً؛ فالهدف عرقلة أي تقدم ونجاح على هذا الطريق الوطني للجنوب.
والغاية من وراء كل ذلك إيجاد حالة معينة من البلبلة والتشكيك والتشوية؛ وتهيئة وشحن الأجواء بحالة من عدم اليقين بإنتصار الجنوب لقضيته؛ والنفخ في كير المزاج الغاضب واليائس عند بعض الناس أملاً بالإرباك الشامل؛ ورغبة بالوصول إلى إثارة الريبة والإتهامات المتبادلة؛ عبر الترويج الممنهج لذلك بين أصحاب الهدف الواحد المشترك داخل الانتقالي وهيئاته؛ وداخل الصف الوطني الجنوبي بشكل عام؛ والمدعو لمزيد من التقارب والتوحد واليقظة؛ منعاً للذهاب بالجميع دفعاً نحو الفتنة؛ كما ترغب وتتمنى ذلك مختلف القوى والأطراف المعادية؛ أو من يقع في حبائلها وتحت تأثير شائعاتها وإعلامها المعادي ومكائدها الخبيثة؛ أو بحسابات ذاتية وأنانية.
ولعل الهدف الأخطر والرئيسي والأبرز لهكذا حملات ومواقف؛ هو إضعاف الإرادة الوطنية الحرة لشعبنا الصبور المكافح والمؤمن بقضيته وبالدفاع عنها؛ وعن كامل حقه وحقوقه وتاريخه وهويته؛ والذي سينتصر حتماً لمشروعه الوطني وأهدافه الكبرى؛ مهما تعرجت به سبل وخطوط السير إلى ذلك؛ أو تعاظمت تضحياته المستحقة على هذا الطريق؛ فلا خيار أمامه غير أن ينتصر لذاته وحريته وسيادته ولمستقبله.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى