كتاب عدن

المجلس الانتقالي والجمعية الوطنية ومابينهما !

أكتوبر 19, 2017
عدد المشاهدات 991
عدد التعليقات 0
أحمد بوصالح

تابعت الحلقة المتميزة جدا من برنامج ” قضايانا” الذي يبث على قناة ” الغد المشرق” الفضائية والتي كان محورها قرار المجلس الانتقالي الجنوبي تشكيل الجمعية الوطنية “البرلمان”.
حقيقة كانت الحلقة بالفعل متميزة كون معد البرنامج أستضاف شخصيات جنوبية ذات تأثير وحضور سياسي جنوبي من عيار استاذ القانون الدولي الدكتور محمد علي السقاف ورئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الدكتور عيدروس النقيب وعضوي هيئة رئاسة المجلس نيران سوقي وعلي الكثيري وكان مقدم البرنامج وديع منصور سبب رئيس في التميز من خلال أسلوبه الجميل في التنقل بين محاور النقاش وحساسية وأهمية الأسئلة التي يطرحها لضيوفه.

لقد كان ضيوف حلقة البرنامج المشار إليها بما يحملونه من صفات أكاديمية وسياسية ومايمتلكونه من تجربة وخبرة ثرية في هذه الجوانب أثرو النقاش وتطرقو لتفاصيل كثيرة كنت شخصيا وربما معي الكثير من المشاهدين نجهل الكثير منها.

فمن خلال متابعتي لذلك السجال الحواري الجميل أستخلصت عدد من النقاط التي تتطلب التوقف عندها طويلا قبل الشروع في تشكيل قوام الجمعية الوطنية وإعلانه ، نقاط سنأتي على مناقشتها في وقت لاحق.

أعود لتذكر طريقة ومعايير تشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي نفسه والتي حضيت بقبول السواد الأعظم من الجنوبيين ولكنها بالقدر نفسه قوبلت بتحفظ ورفض شريحة واسعة من أبناء الجنوب ذلك الرفض الذي نشاهد نتاجه اليوم في الشارع الجنوبي والذي بدأ لي أنه في أزدياد مقارنة بالفترة السابقة التي أعقبت تشكيل المجلس والاعلان عنه .

ومع أنني من مؤيدي بل مفوضي المناضل عيدروس الزبيدي باختيار أسماء أعضاء هيئة رئاسة المجلس وتقبلت تلك الأسماء التي تقود المجلس حاليا بصدر رحب بغض النظر عن اي تحفظ لدي بشان الطريقة والمعايير التي تم بموجبها وصول بعض الاسماء إلى قمة هرم المجلس السياسي الانتقالي الجنوبي.
فلموافقتي الغير “مؤثره” في شي مبررات عدة منها حساسية وخطورة المرحلة وضرورة ايجاد حامل القضية الجنوبية السياسي للقضية الجنوبية التي طالبت بمعية الكثير من أبناء الجنوب بضرورة وسرعة وجودة وغيره من المبررات .

المهم اليوم نحن على اعتاب دخول مرحلة جديدة من عمر نضالنا التحرري ، مرحلة لاتقل أهمية وصعوبة عما سبقها من مراحل ونحن كجنوبيين قادمون على تحدي جديد لم ولن يكن سهلا أبدا.

مرحلة جديدة تتمثل في تشكيل الجمعية الوطنية الجنوبية التي تعد بمثابة برلمان جنوبي ننتظر منه الكثير خصوصا أن الجمعية هي من ستمنح المجلس الانتقالي الشرعية الكاملة في اتخاذ قرارات مصيرية وخطو خطوات هامة على درب الهدف الأساسي للثورة الجنوبية ونضال الشعب الجنوبي.

اليوم وبحسب ماسمعته من السيدة نيران سوقي عضو هيئة رئاسة المجلس أنه أي المجلس شرع في أختيار قوام الجمعية الوطنية وفقا لمعايير عدة ذكرتها.
معايير اعتمد عليها المجلس في اختيار أعضاء الجمعية الوطنية بحسب سوقي لم تكن كافية لاقناعي بصوابيتها كونها معايير غير كافية وسيكون لها ردود أفعال شديدة ستزيد دون شك طين الاختلاف الجنوبي بله وستساهم في توسيع شرخ الصف وتشتيت الجمع والشمل الجنوبي وستمنح فرصة كافية للمتربصين بالقضية والمجلس للعمل على تذكية الخلافات الجنوبية الجنوبية وإتساع رقعة المعارضة للمجلس الانتقالي.

الخلاصة ان مهمة أختيار أعضاء الجمعية الوطنية ليست بالمهمة السهله التي تستوجب الاتفاق والتوافق على ثلاثمائة وثلاثة اسم مقترحون بل مزكون من أعضاء هيئة الرئاسة أو قيادات حراكية في المحافظات واعتمادها وبالتالي إعلانها كقوام للجمعية الوطنية الجنوبية ، بل مهمة وطنية شاقة يجب التعاطي معها بمسوؤلية بعيدة عن الارتجالية والعشوائية والمحاباة وتتطلب التوقف طويلا والدراسة العلمية العميقة لكل مرحلة وكل خطوة على طريق تأسيسها ووضع معايير وطنية ترضي الجميع وتشمل كل فئات المجتمع الجنوبي وتمثل كل المكونات الثورية والتوجهات الفكرية دون إستثناء.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى