كتاب عدن

حفلات فالصو.. وملايين مهدورة في عدن




امل عياش:
استعادة عدن لمكانتها الثقافية والفنية لن يكون بصرف المزيد من الأموال دون تخطيط ودراسة وتوفير المقومات الحقيقية.
مؤخراً، أصبحنا نسمع كثيراً عن العمل من أجل ان تستعيد عدن ريادتها الفكرية والفنية، لكننا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً؛ فالحفلات التي نسمع عنها ليست سوى أساليب وطرق لهدر الملايين من الريالات باسم عدن وعدن منها براء.
الريادة يا هؤلاء صنعها اشخاص ذوو ثقافة عالية.. أعلام صنعت تاريخ عدن وفنها وريادتها في الفكر والعلم والتفاني ، وليس ببسط وسرقة جهود هؤلاء الذي أفنوا حياتهم من أجل الثقافة والفن .
منذ سنوات تقام حفلات وفعاليات وتصرف عليها ملايين وتقدم فيها أغانٍ لفنانين قدامى، تركوا إرثاً وبصمة نتباهى بها، بل كانوا مدرسة في الفن والإبداع، أما ما نراه ونسمعه حالياً، ليس سوى سلق أغاني (سفري) أشبه بحفلات ( المخادر) وللأسف، لا يحصل فيها العازفون والفنانون على ما يستحقونه من أجور.

إن إعادة الريادة لعدن بالفنون والثقافة، تكمن في مواصلة مسيرة روادها. وهذه الملايين التي تهدر يمكن ان يتم استغلالها لتأسيس مؤسسة متكاملة، قادرة على احتضان المبدعين، كافة وتسجيل اعمالهم الجديدة، طباعة كتب قصصية وروايات للأدباء، طباعة السيرة الذاتية للمبدعين العمالقة.
رحلوا فنانيين ولديهم الكثير من الاعمال الفنية حبيسة ادارجهم الذي تبكيهم، وهناك فنانين لديهم اعمال كثيرة منتظرة أن ترى النور…..

لانريد أن نسمع ونرى أعمالاً قديمة، على طريقة (صبن والبس)؛ فهذا نوع من الإهانة، توجهونها لمدينة عدن وتاريخها الفني والثقافي.
إن هذه الأموال التي تصرفونها على أنشطة هلامية يمكن أن يتم توظيفها لإقامة مهرجانات وفعاليات وتكريم يضاهي ما نشاهده في القنوات الفضائية للمبدعين العرب وفي مختلف دول العالم؛ فلا شيء ينقصنا لنكون في مستوى ما يقدمونه.
اصرفوا الملايين في مكانها الصحيح وعندها يمكنكم الحديث عن ريادة عدن للفن والثقافة؛ فعدن لن تستعيد مكانتها الطبيعية الا بأبنائها الفنانين الحقيقيين، أما ما تقومون به، فليس سوى استمرار لتهميش القامات الفنية الكبيرة وإمعاناً في النكران، ولا فرق بينكم ومن سبقوكم. وآخر العمالقة، ممن نالهم الإهمال هو المنولوجست الشهير والأول على مستوى اليمن والجزيرة العربية، فؤاد الشريف وهو أكيد ليس بآخر يا أصحاب الحفلات الفالصو.
ومااشبه الليلة بالبارحة

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى