ادب وثقافة

الحياء من الإيمان


حدّثتني إحدى القرينات قالت : صحوتُ على الدّنيا بابتسامة مشرقة تشرح وجه مرآتي النقيّة أزفّها بهجي مطلع كلّ صبحٍ أناغيها معزوفة شفاه تطربُ للنّور وكلّ همّي أنشدُ قبولها الحسن فتشيّع انطلاقتي بوسامة الجمال ووهج الرّضا ، سرعان ما ألثمها بنظرة الوداع بضحكة تملأ ثغري أغبطها واعدًا بخير المآب وأنا في طريق الغدو إلى الحياة شيء ما كان يصاحبني في رحلتي الإعتياديّة يعكّر صفو بهجتي يحجب حدود حرّيتي المنشودة ، يقيّد معصم أحلامي فتتحّى مواهبي المكبوتة من مسار اندفاعها تنطفئ الشّعلة قبل توهّجها دون أن تتلقّح بذارها فكلّما اشتدّ وطيس الحياء أتجرّع جراءتي واهنة خجولة هزيلة تجدني في صراع مع الذّات لم يكن لينتهي فأخفي استحيائي بقناع الإجتهاد وأوسمة الشّرف والتّفوّق وكبر معي الحياء غزاه الشّيب غدا من سنّي لا الشّهادات العليا ولا النّجاحات المبهرة في ميادين العمل ولا العلائق الإجتماعيّة في التواصل الجيّد وقفت حائلًا للحدّ من سطوة الخجل بات مع الأيّام هاجسًا يعطّل بلوغ المراد والانطلاق إلى عالم الشّهرة والانفتاح على مصاريع الأدب فكانت حروفي تغفو قي صندوق مقفل الإحكام أتفقّده بين الفينة والفينة أحاذر عليه من البهتان والضّياع ، قاطعتها بعد سرد بالغ الإسهاب أُربّت على كتفها : الحياء يا صديقتي من الإيمان هو خلق جميل وسمة العفاف والوقار الرسول (ع) يقول: ” إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت ” تبادلنا نظرات خاطفة وابتسامات وازنة تغرقنا في فنجان قهوة نتلذّذ بطعمه الشّهيّ.
جميلة مزرعاني
ريحانة جنوب لبنان

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى